الملك والرهيب وموقعة الثأر
الغرافة مع العربي في لقاء ردّ الاعتبار
العميد يأمل في العودة للمربع
والوكرة وأم صلال من يتخطى الآخر؟
كثرة العناوين التي يمكن إطلاقها على مباريات الجولة الرابعة عشرة من دوري «نجوم QNB» لما تكتسبه نتائجها من أهمية كبيرة ومواجهات قوية بالغة الأهمية، تأتي في مقدمتها مباراة السد والدحيل، التي ستحمل في طياتها الكثير من التوقّعات، فهنا نتحدث عن فريقين كبيرين عريقين مرشحين «دائماً» للفوز، والمرشحين الأكثر حظوظاً لنيل لقب بطولة الدوري.
هو لقاء الكبرياء، لقاء التاريخ والحاضر، لقاء القوة الضاربة، مباراة الهيبة والسيطرة... كثيرة جداً الألقاب التي يمكن إطلاقها على هذا اللقاء، فهذان الفريقان تحديداً، من أقوى الفرق في دورينا لما يضمه كل فريق من لاعبين مميزين سواء كانوا مواطنين أم محترفين، وأقل ما يقال عن هذه المواجهة تحديداً مباراة السد والدحيل «كسر عظم»، سيكون اختباراً قوياً لتشافي دون أدنى شك، الذي استطاع هذا الموسم أن يقود فريقه بنجاح بإدارة المباريات بذكاء كبير ومهارات لاعبيه الفردية، حيث لم يخسر السد هذا الموسم حتى الآن، ويقدم مستويات ونتائج قوية خلال الـ 13 مباراة الماضية، حيث فاز في 11 مباراة، وتعادل مرتين، وهو الأقوى هجومياً بـ 50 هدفاً، وبين صفوفه هداف البطولة حتى الآن الجزائري بغداد بونجاح، الذي سجل سوبر هاتريك في المباراة الأخيرة ضد السيلية، لينفرد بالصدارة برصيد 12 هدفاً.
الزعيم يرغب في الانتصار ليوسع الفارق مع أقرب ملاحقيه الدحيل إلى 11 نقطة كاملة، حيث يملك في رصيده حالياً 35 نقطة، بينما الدحيل 27 نقطة، والفوز سيجعله يقطع خطوة كبيرة نحو تحقيق هدفه.
تشافي أدار جميع مباريات السد بذكاء فعلاً، فهو يعرف حدوده وحجمه، ويعرف قيمة وقدرة لاعبيه، ويعلم تماماً على ماذا يعتمد ومن ومتى وأين... إلا أن هذه فرصته ليثبت لمن شكّك بقدراته كمدرّب كبير، مع العلم أنه في مواجهة الدحيل سيحتاج للذكاء والخبرة، ومهارات لاعبيه الفردية، وكذلك الحظ، لتخطّي فريق بصعوبة الدحيل.
أما من جهته، وعلى الرغم من أن المباريات التي خاضها الدحيل كانت في المتناول نوعاً ما، لكن من يتابع الفريق جيداً هذا الموسم يعرف أن الدحيل هذا الموسم، خاصة في بداية القسم الثاني لم يكن هو نفس الفريق الذي يعرفه الجميع، حيث تعرض لهزة كبيرة في بداية الدوري، وهو ما دفع إدارة النادي إلى التعجيل برحيل المغربي الركراكي، وتعيين الفرنسي -التونسي الأصل- صبري لموشي الذي واجه في بداية مهمته صعوبات كبيرة، لكن مع مرور الوقت بدأ الفريق يعرف الطريق إلى الانتصارات، حيث استعاد هيبته وأصبح قادراً على تخطّي الصعاب، وغداً سيكون الفريق في اختبار حقيقي، عندما يواجه السد، حيث ستدور معركة كبيرة بين المدربين لإثبات الذات، الدحيل حقق 5 انتصارات متتالية في انطلاقة مميزة بدأها بعد خسارته أمام السيلية في الأسبوع الثامن، ثم فاز بعدها على العربي، والخور، والأهلي، وأم صلال، والوكرة، فهو يريد أن يوقف زحف السد أكثر، ويحافظ على آماله لتحقيق اللقب الذي يحمله منذ الموسم الماضي.
وأجمل ما في هذا اللقاء أنه من الصعب التكهن بنتيجته، وأن الاحتمالات فيه مفتوحة على مصراعيها، ولا شك أن فوز الدحيل سيشعل أجواء المنافسة؛ لأنه سيقلص الفارق مع السد إلى 5 نقاط فقط.
الرهيب والملك ردّ اعتبار
اللقاء الثاني الذي سيجمع فريقي قطر والريان يحمل أكثر من عنوان، لعلّ عنوانه الأبرز «لقاء المتعة والتشويق»، خاصة لجمهور الريان الذي يمني النفس بظهور فريقه بمستواه الحقيقي وتحقيق الفوز الثاني على التوالي للمحافظة على حظوظه في المنافسة، الريان فاز على الغرافة 2-1 في الجولة الماضية، وعاد للانتصارات سريعاً، يتطلع للاقتراب أكثر من المربع الذهبي وأجواء المنافسة، بعدما رفع رصيده إلى 19 نقطة يحتل بها المركز السادس في الترتيب، بفارق 4 نقاط عن الغرافة الرابع... ويدرك الفرنسي لوران بلان مدرب الريان ولاعبوه أن أي تعثر جديد سيؤثر على مستقبل الفريق في المنافسة، خاصة أن هناك مطاردة قوية له من العربي الذي وصل للنقطة 18 بعد فوزه في 4 مباريات متتالية، المواجهة لا شك أنها ستعيد ذكريات القسم الأول التي انتهت بفوز الملك القطراوي بهدف للا شيء.
ويبدو قطر مرتاحاً أكثر، خاصة بعد الفوز على الخريطيات بثلاثة أهداف مقابل هدف، لكن يونس علي واللاعبين، يعلمون جيداً أن الريان ليس الخريطيات، مع كامل الاحترام لهذا النادي، لكن طالما أثبت قطر أنه خصم «عنيد»، ولا يمكن تخطّيه أو تحقيق عودة تاريخية أمامه ببساطة، نادي قطر يعيش أفضل حالاته في الجولات الأخيرة، بعدما تقدم للمركز الثالث في جدول الترتيب بالفوز العريض الذي حققه على حساب نادي الخريطيات الجولة الماضية بنتيجة 3-1، ليصل للنقطة 23 بالتساوي مع الغرافة لكنه يتفوق بفارق الأهداف، ولا يبعده عن الدحيل صاحب المركز الثاني سوى 4 نقاط فقط، وكما يعلم الجميع أن قطر لم يخسر أية مباراة منذ أكثر من ست جولات، وتعادل في مباراتين أمام أقوى الأندية في دورينا وهما السد والغرافة.
جمهور الفريق القطراوي يعيش أفضل فتراته؛ لأن الفريق يسير بخطى ثابتة، وأثبت أن لديه القدرة على مقارعة أي فريق، وجمهور الريان مرتاح لأنه يعرف أن فريقه قادر على تحقيق نتيجة إيجابية وواثق من ذلك.
هي ليست مباراة عادية بكل تأكيد، والاحتمالات فيها مفتوحة، بل صراع فكري بين مدرّبَين، أحدهما «لوران بلان» يسعى لوضع بصمته في دورينا، والآخر «يونس علي» يسعى لتأكيد نجاحه كمدرّب أثبت أنه لا يقل حجماً عن أي مدرب أجنبي، هي أيضاً مباراة بين فريقين، بين مدرستين، بين جمهورين، مباراة سيكون عنوانها الأهم والأبرز: مباراة ممتعة بجميع المقاييس.
لقاءات نارية
أما بقية المواجهات فهناك ما هو يشبه الصراع الناري بين الغرافة والعربي، وأم صلال والوكرة، وأيضاً لقاء الخريطيات بالسيلية، والخور والأهلي وكل منهما يسعى للفوز من أجل تحسين موقفه أو الابتعاد رويداً عن منطقة الخطر أو الهروب من القاع أو العودة وتضميد الجراح، فلقاءات الجولة الـ 14 أشبه بموقعة تحديد المصير.
فلقاء أم صلال والوكرة كل منهما يسعى لتخطي الآخر بعد تساوى الفريقين في عدد النقاط 13 نقطة لكل منهما، ومواجهة الغرافة والعربي دائماً تتسم بالندية والقوة، فالعربي المنتشي بالانتصارات يريد عبور الفهود والتقدم خطوات كبيرة في جدول الترتيب، أما الغرافة فإنه يأمل في تضميد جراحه من خسارته الأخيرة أمام الرهيب والعودة للأمام أكثر فأكثر، أما مواجهة الأهلي والخور فكلاهما جاء من خسارة مؤلمة، وبالتالي فإن الأهلي يريد العودة للانتصارات ومن ثم الدخول للمربع، بعد الخروج منه في الجولة الماضية، أما الخور فإنه يأمل في العودة قبل فوات الأول بعد أن ظل يعاني في موقعة الهبوط.