فيديو.. خطبة الاستسقاء بالمسجد النبوي

alarab
الصفحات المتخصصة 10 نوفمبر 2016 , 11:44ص
واس
أقيمت اليوم الخميس في جميع مناطق و محافظات المملكة العربية السعودية صلاة الاستسقاء، اتباعاً لسنة المصطفى - عليه أفضل الصلاة والسلام - عند الجدب وتأخر نزول المطر أملاً فى طلب المزيد من الجواد الكريم أن ينعم بفضله واحسانه بالغيث على أرجاء البلاد. 

وأدى جموع المصلين في المسجد النبوي الشريف، صلاة الاستسقاء, يتقدمهم وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة وهيب بن محمد السهلي.

وأمّ المصلين فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم.
وعقب الصلاة ألقى فضيلته خطبة بدأها بتكبير الله تعالى, وحمده والثناء عليه، وحثّ الجميع على تقوى الله وامتثال أوامره واجتناب معصيته, مذكراً بأن الخلق فقراء إلى الله لا غنى عنه في جميع أحوالهم يلجئون إليه في الشدة والرخاء وهو واسع حميد يعطي من سأله بسخاء مديد, يداه مبسوطتان بالإنفاق سحاء في الليل والنهار, ويكشف كل كرب شديد, مرجو للعطاء والإحسان, لا راحم ولا واسع للعبيد سواه, لا ملجأ ولا مفرّ منه إلا إليه, وهو فارج الكربات ومغيث اللهفات, وهو العالم بالظواهر والنيات, مستوٍ على عرشه كبير كوّر الأكوان ودبّر الأزمان وأغشى الليل على النهار, ملك عظيم يقول للشيء كن فيكون.

وذكر أن الله قائم بأرزاق العباد من جميع المخلوقات, وأرزاقه دارة من السماء والأرض على عباده, فقال جل وعلا "قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ ", وأغدق عليهم النعم والآلاء, إذ قال سبحانه " وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً", وإذا لجأ العباد إليه وشكروه, منحهم مزيداً مما نالوه, فقال عز وجل " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ".

وبيّن إمام وخطيب المسجد النبوي, أن الله عز وجلّ لا يعجزه إنزال القطر من السماء, كما جاء في قوله سبحانه " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ", ولكن العباد بخطاياهم يمنعون رزق الله إليهم, قال سبحانه " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ".

وقال فضيلته: إن ما يصاب به العباد من القحط وقلة الأرزاق إنما هو ببعض ذنوب وخطايا اقترفوها, قال الله عز وجلّ "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ".

وبيّن الشيخ عبدالمحسن القاسم, أن الذي يفوت بارتكاب المعاصي من خيري الدنيا والآخرة, أضعاف ما يحصل من السرور واللذة بها, مستدلاً بقول الله جل وعلا " فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ".

وأكد أن الندامة فيمن أسخط ربه ومولاه, بتدنيس بالذنب والآثام, فمنع الرزق عن نفسه وعن غيره, إذ قال سبحانه " وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً", مبيناً أن الذنوب والمعاصي مهلكة للأوطان والشعوب, وهي جالبة للشرور والمصائب, بها تزول النعم وتحلّ النقم, فقد قال سبحانه" فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ", فبسبب الذنوب تتوالى المحن وتتداعى الفتن, وبالمعصية تتعسّر الأمور على العاصي وتزول بركة العمل, ويعود حامده من الناس ذاماً له, وقد توهم بعض الناس في أمر الذنب إذ لم يروا تأثيره في الحال, فقد يتأخر تأثيره فينسوا أنه من الذنب, قال سبحانه " إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ".
وبيّن فضيلته, أن هوان الذنب في عين العبد يعظم عند الله, وصغائر الذنوب إذا اجتمعت على الرجل أهلكته, مورداً قول أنس رضي الله عنه "إنكم لتعملون أعمالاً هي أدقّ في أعينكم من الشعر, وإن كنّا لنعدّها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات" رواه البخاري.

شاهد..

س.س