حصلت الطالبة لبنى زيدان على جائزة البحث المتميز عن كلية العلوم الحيوية الطبية في معرض ومنتدى البحث العلمي السنوي في جامعة قطر للعام 2017، وذلك بعد حصولها على درجة الماجستير في العلوم الحيوية الطبية من جامعة قطر في يوليو 2016 عن بحث بعنوان «التحري عن مركبات جزيئية جديدة ناتجة عن تأثير الميتفورمن على سرطان الثدي باستخدام تقنية البرتيومكس».

وأظهرت نتائج البحث أن الميتفورمن استحث عملية (موت الخلية المبرمج) لخلايا سرطان الثدي وخلايا الثدي الطبيعية، ولكن بدرجة أقل حدة. وتعمل لبنى الآن كمشارك بحوث أكاديمية في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان التابع لمؤسسة حمد الطبية كعضو في فريق أبحاث السرطان في معهد العلوم التطبيقية، وذلك منذ التاسع عشر من نوفمبر 2017.

التقت «العرب?» بالطالبة لبنى زيدان في حوار خاص للتحدث بشكل مفصل عن تفاصيل ونتائج البحث.. فكان معها هذا الحوار:

ما سبب اختيارك لموضوع البحث الفائز بالجائزة؟

? رغبت في أن يدور موضوع بحثي عن هذا المرض العضال، نظراً للتزايد المطرد لنسب الإصابة بمرض السرطان في دولة قطر من المقيمين والقطريين. وحتى أضفي على البحث بعض التحديث، فقد أدمجت في دراستي للسرطان علم البروتيومكس؛ وهو أحد العلوم الحديثة التي تعتمد بشكل رئيسي على دراسة بروتين الخلية بطريقة الحاسوب التي بواسطتها يمكن الحصول على كم هائل من البيانات تصل إلى آلاف البروتينات في التحليل الواحد.

المثير للاهتمام أن الدواء محور البحث هو دواء الميتفورمن أو الجلوكوفاج كما يسمى تجارياً، وهو في الأساس دواء لمرض السكر من النوع الثاني، وفي الوقت ذاته هو دواء مساعد في علاج السرطان والوقاية منه.

وما الآلية التي قمتِ باتباعها؟

? أنجزت البحث بتطبيق التدخل الدوائي على خلايا سرطان مزروعة في المختبر، ومن ثم قمت بعمل دراسات خلوية عن حيوية الخلايا وموت الخلايا بطريقة «الموت المبرمج» ونسب حدوثها، كما قمت بعمل شرائح ميكروسكوبية تم فحصها بواسطة الميكروسكوب الإلكتروني لرصد وتأكيد موت الخلايا.
واعتماداً على النتائج المبدئية التي حصلت عليها من الدراسات الخلوية قمت بعمل تجارب بطريقة البروتيومكس لرصد وتحليل التفاعلات داخل الخلية، وإحصاء جميع البروتينات الناتجة.

اذكري لنا الإجراءات التي تمت لإنجاز البحث..

? لقد تم إنجاز البحث في مختبرات البحث العلمي التابعة لجامعة طب وايل كورنيل في قطر، وذلك بالتنسيق بين جامعة قطر وجامعة وايل كورنيل، وتم عقد الاتفاق مع مختبر البروتيومكس بواسطة المشرف على الرسالة الدكتور أحمد مالكي العميد المساعد للشؤون الأكاديمية بكلية العلوم الصحية، بالاتفاق مع الدكتور يوهانس جرومان رئيس مختبر البروتيومكس في كلية وايل كورنيل، ومن ثم قمت بالمباشرة كباحث زائر لإتمام بحثي.

حدثينا عن الصعوبات التي واجهتك لإتمام البحث..

? كان علي في البداية أن أضع خطة البحث، والتي تشمل تحديد نوع الخلايا المستخدمة وتحديد الظروف الخاصة بزراعة هذه الخلايا، ونوع التجارب التي سوف أضمنها بحثي فيما يسمى بـ «التصميم الاختباري»، والذي سوف يحدد مسار البحث وجودة النتائج وصحة تسلسلها، وهو ما يعتبر أساس أي بحث علمي.

اشرحي لنا نتائج البحث..

? أظهرت نتائج البحث أن الميتفورمن استحث عملية «موت الخلية المبرمج» لخلايا سرطان الثدي وخلايا الثدي الطبيعية ولكن بدرجة أقل حدة. كما تبيّن أن موت الخلية المبرمج اتخذ المسار الداخلي تحت تأثير العامل المحفز لموت الخلايا المبرمج وإنزيم إندونيوكلييز جي من غير تحفيز بروتين الكاسبيز.
إضافة إلى ذلك فإن الميتفورمن تسبب في إيقاف الانقسام الخلوي الميتوزي للخلايا السرطانية كنتيجة لانخفاض مستوى بروتينات السايكلين وبروتين 130 و107.

ومن الجدير بالذكر أن دواء الميتفورمن قد تسبب في إجهاد الشبكة الإندوبلازمية لخلايا السرطان والخلايا الطبيعية، مما أدى إلى استحثاث الموت الخلوي المبرمج من خلال تنشيط بروتين باك وباكس وكالبين.

ميتفورمن أيضاً تسبب في تثبيط نشاط بروتين إمتور، وبالتالي تقليل تخليق البروتين في الخلية.
وأخيراً وليس آخراً تم التعرف على عدد من البروتينات والتي يمكن استغلالها في الصناعات الدوائية كعلاج للسرطان، مثل بروتين فيوكا1 وإيموباميل بايندنج بروتين.

بالفعل فإن ميتفورمن قد أظهر نتائج واعدة كعلاج لمرضى سرطان الثدي.

وهل هناك خطة لتطوير البحث بعد نتائجه الأخيرة أو استخداماً للتوصيات للبدء ببحث آخر؟

? لقد تغير مستوى تمثيل بعض البروتينات في الخلايا بعد العلاج بالمتفورمن، ومن الجدير بالذكر أن لهذه البروتينات دوراً بالغ الأهمية في علاج وتقييم تطور المرض، والتي يمكن بمزيد من الدراسة والبحث أن تسهم إسهاماً بالغ الأهمية في علاج وتحسين نتيجة العلاجات التقليدية للسرطان.

ماجستير في العلوم الحيوية الطبية من جامعة قطر

حصلت الطالبة القطرية لبنى الزيدان على درجة الماجستير في العلوم الحيوية الطبية من جامعة قطر في يوليو 2016.

وكان عنوان البحث «التحري عن مركبات جزيئية جديدة ناتجة عن تأثير الميتفورمن على سرطان الثدي باستخدام تقنية البرتيومكس»، والذي حصلت بموجبه على جائزة البحث المتميز عن كلية العلوم الحيوية الطبية في معرض ومنتدى البحث العلمي السنوي في جامعة قطر لعام 2017.

وقد تم إنجاز البحث في جامعة «وايل كورنيل»، تحت إشراف العميد المساعد للشؤون الأكاديمية بكلية العلوم الصحية الدكتور أحمد مالكي، والذي ساهم بالتعاون مع معمل البروتيوم في الجامعة بوضع خطة البحث وتصميم التجارب العملية، والتي تم إنجازها ما بين مارس 2014 إلى مارس 2016 في معامل الجامعة حيث عملت لبنى كباحثة زائرة لإتمام البحث.

وأظهرت نتائج البحث أن الميتفورمن استحث عملية «موت الخلية المبرمج» لخلايا سرطان الثدي وخلايا الثدي الطبيعية، ولكن بدرجة أقل حدة.

كما تبين أن موت الخلية المبرمج اتخذ المسار الداخلي تحت تأثير العامل المحفز لموت الخلايا المبرمج وإنزيم إندونيوكلييز جي، من غير تحفيز بروتين الكاسبيز.

إضافة إلى ذلك فإن الميتفورمن تسبب في إيقاف الانقسام الخلوي الميتوزي للخلايا السرطانية كنتيجة لانخفاض مستوى بروتينات السايكلين وبروتين 130 و 107. كما أدي دواء الميتفورمن إلي إجهاد الشبكة الإندوبلازمية لخلايا السرطان والخلايا الطبيعية، واستحثاث الموت الخلوي المبرمج، من خلال تنشيط بروتين باك وباكس وكالبين.

كما يتسبب الميتفورمن في تثبيط نشاط بروتين إمتور، وتقليل تخليق البروتين في الخلية ، والتعرف على عدد من البروتينات، والتي يمكن استغلالها في الصناعات الدوائية كعلاج للسرطان، مثل بروتين فيوكا 1، وإيموباميل بايندنج بروتين.

وقد أظهر الميتفورمن نتائج واعدة كعلاج لمرضى سرطان الثدي ، وتم نشر البحث في 16أكتوبر 2017 في المجلة العلمية «فرونتيرز في الصحة العامة».