«صنع في كوريا الشمالية».. شعار ينتشر مع العقوبات

alarab
حول العالم 10 مايو 2017 , 01:11ص
رويترز
من معجون الأسنان بنكهة الجزر، وأقنعة البشرة المصنوعة من الفحم، إلى الدراجات النارية، وألواح الطاقة الشمسية، يقول الزائرون لكوريا الشمالية، إنهم يشاهدون الآن المزيد من المنتجات محلية الصنع في متاجرها وأسواقها تحل محل واردات صينية في أغلبها.
وفي الوقت الذي تفكر فيه إدارة ترمب في فرض عقوبات اقتصادية أشد، لحمل كوريا الشمالية على تفكيك برامج التسلح، تواصل هذه الدولة المعزولة العمل باستراتيجية مزدوجة تقوم على تطوير جيشها واقتصادها معاً.
ويقول رجال أعمال زائرون، إن الصين لا تزال مصدر معظم المنتجات الاستهلاكية في كوريا الشمالية، إلا أن البلاد شهدت في عهد الرئيس كيم جونج أون محاولة لزيادة مبيعات المنتجات المصنوعة محلياً، لتجنب تدفق العملة للخارج وتدعيم فكرة الاعتماد على الذات. ولا توجد بيانات متاحة تبين حجم المعروضات المنتجة محلياً.
وربما لا يتضح الواقع بدقة من خلال بيانات الصادرات من دول تبيع السلع الاستهلاكية لكوريا الشمالية مثل الصين وماليزيا.
وامتنعت وزارة التجارة الصينية عن التعليق عندما سئلت إن كانت صادرات الصين لكوريا الشمالية تتراجع بسبب زيادة المنتجات محلية الصنع في الأسواق.
ويقول الزائرون إن شركات كورية شمالية كبرى مثل اير كوريو التي يسيطر عليها الجيش وتدير شركة الطيران الوطنية، وكذلك مجموعة نايجوهيانج العملاقة اتجهت بتشجيع من القيادة لتنويع نشاطها ليشمل تصنيع سلع استهلاكية مثل السجائر والملابس الرياضية. وكوريا الشمالية من أكثر الدول انغلاقاً في العالم، وتخضع زيارات الأجانب لها لقواعد مشددة.
وسمحت السلطات لفريق من رويترز زار العاصمة بيونج يانج الشهر الماضي بزيارة متجر للبقالة، برفقة حراس عينتهم الحكومة، حيث كانت الأرفف تمتليء بمنتجات محلية الصنع من عصائر وبسكويت وبعض السلع الغذائية الأساسية الأخرى.
وشاهد زوار آخرون سلعاً معلبة ومعروضات أخرى منها البن والمشروبات الروحية ومعجون الأسنان وأدوات التجميل والصابون والدراجات وغيرها معروضة للبيع في أسواق المدينة.
ويقول الزوار إن السلع الاستهلاكية محلية الصنع بدأت تصبح أكثر تطوراً على نحو متزايد، وإن الشفرات التي تحدد منشأ المنتج توجد على عدد كبير من المنتجات من أدوات التجميل إلى المشروبات الخفيفة.
كذلك فإن المنافسة تتزايد بين البائعين في الأسواق، إذ يعرضون عينات من منتجاتهم الغذائية على المتسوقين، وهو ما لم يكن يحدث قبل خمس سنوات.
وقال اندراي ابراهميان من مجموعة تشوسون اكستشينج التي تتولى تدريب مواطنين من كوريا الشمالية على مهارات الأعمال «نحو عام 2013 بدأ كيم جونج أون يتحدث عن ضرورة إحلال بدائل للواردات».
الاعتماد على الصين
لا تزال كوريا الشمالية معتمدة اعتماداً كبيراً على التجارة مع الصين، كما أن الجانب الأعظم من المواد الخام التي تدخل في صناعة المنتجات الاستهلاكية يأتي من الصين أو يمر عبرها.
وبسبب الاعتماد على الصين فمن المرجح أن تعاني الشركات التي تضع شعار «صنع في كوريا الشمالية» إذا فرضت عقوبات أشد على البلاد.
وقال دبلوماسيون هذا الأسبوع إن واشنطن تفاوض الصين على إمكانية إصدار رد أقوى من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مثل فرض عقوبات جديدة على الصواريخ التي أطلقتها كوريا الشمالية.