بدء أعمال ملتقى الخبراء القطري السويدي حول السلامة المرورية

alarab
محليات 10 مايو 2015 , 05:19م
الدوحة - قنا
تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بدأت بالدوحة اليوم أعمال (ملتقى الخبراء الأول حول رؤية (صفر) للسلامة المرورية.. تبادل المعرفة وأفضل الممارسات بين دولة قطر ومملكة السويد) بحضور مسؤولين وخبراء من الجانبين.
ويهدف الملتقى إلى الاستفادة من تجربة السويد المعروفة بـ( ZERO VISION) في مجال السلامة المرورية وذلك في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية لتعزيز السلامة على الطرق وحفظ الأرواح والممتلكات.
وتعتبر (ZERO VISION) رؤية متعددة الجنسيات ومن أفضل الممارسات العالمية في مجال السلامة المرورية وبدأ تطبيقها في السويد عام 1997 وتهدف للوصول إلى الصفر في نسبة الوفيات والإصابات الجسيمة الناتجة عن حوادث الطرق.
وأكد العميد محمد سعد الخرجي المدير العام للإدارة العامة للمرور نائب رئيس اللجنة الوطنية للسلامة المرورية في كلمة خلال حفل الافتتاح أهمية الملتقى الذي يناقش رؤية "صفر للسلامة المرورية" والاطلاع على تجربة السويد كنموذج عملي لتحقيق هذه الرؤية الطموحة التي تعتبر من أهم المبادرات في مجال السلامة المرورية.. متمنيا تحقيق رؤية الدولة في تأسيس شبكة طرق آمنة ومتطورة ومستوفية لمعايير السلامة المرورية.
وأوضح أن تنظيم ملتقى يناقش العناصر الهامة في منظومة السلامة في الطرق عمل تدعمه اللجنة الوطنية للسلامة المرورية لكونه من صميم عملها ويحقق الأهداف التي تسعى لتحقيقها في بناء شبكة طرق آمنة ومتطورة.. وقال "إن السلامة المرورية تأتي في مقدمة أولويات عمل اللجنة لذلك أفردت لها حيزا كبيرا من برامجها توجته بإعداد الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية التي شملت كل عناصر ومتطلبات السلامة في جوانبه المختلفة".
وأضاف "هذه استراتيجية قطاعية بها أكثر من 200 خطة عمل موزعة على قطاعات السلامة بنسب متفاوتة وهي تستجيب لمتطلبات المرحلة الحالية التي تشهدها الدولة من نهضة عمرانية في كافة المرافق".
وأعرب سعادة العميد الخرجي عن شكره للسفارة السويدية على تعاونها في تنظيم هذا الملتقى الحيوي منوها في الوقت ذاته بجهود الخبراء والمختصين الذين يقدمون خبراتهم وتجاربهم الرائعة من خلال الأوراق العلمية التي ستطرح خلال جلسات الملتقى.. كما شكر شركة ميرسك قطر للبترول على رعايتها لهذا الملتقى.
من ناحيته قال العميد محمد عبدالله المالكي أمين سر اللجنة الوطنية للسلامة المرورية إن الملتقى يسعى إلى الاطلاع على رؤية صفر في مجال السلامة المرورية وبحث كيفية الاستفادة من هذه التجربة بالدولة وبقية دول المنطقة وذلك من خلال تبادل المعرفة والاطلاع على أفضل الممارسات وآليات تطبيقها.
وأوضح العميد المالكي في كلمة مماثلة أن هذه الرؤية السويدية تهدف إلى تقليل نسبة الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية وزيادة الوعي لدى السائقين ومستخدمي الطرق حول السلامة المرورية وتزويدهم بأفضل الممارسات الواجب تطبيقها لتفادي الحوادث وتقليل نسب حدوثها.
وقال "يهدف الملتقى إلى وضع آلية مثلى تتوافق مع الواقع المحلي والإقليمي وتطبيقها مع الأخذ بعين الاعتبار كافة العناصر التي تدخل في أنظمة السلامة المرورية المتكاملة في جانبها التشريعي والهندسي والفني والتوعوي لرفع مستوى الوعي العام لدى المجتمع بمفهوم السلامة المرورية وأهميتها في توفير السلامة لكافة مستخدمي الطريق".
وأكد العميد المالكي أن القيادة العليا في الدولة أولت اهتماما كبيرا بالسلامة على الطرق من خلال إنشائها للجنة الوطنية للسلامة المرورية وأوكلت لها رسم السياسة العامة بهذا الخصوص بكافة جوانبها التشريعية والتثقفية والهندسية والفنية وأشركت فيها كل مؤسسات المجتمع العام والخاص وذلك بهدف تكامل الجهود وتوظيفها في هذا المجال.
وذكر أن من أهم المبادرات التي قامت بها اللجنة في مجال رسم السياسات المرورية هو إعداد استراتيجية وطنية للسلامة المرورية وذلك التزاما منها بالحد من المعاناة الإنسانية التي تسببها حوادث الطرق سنويا.
وأوضح أن الاستراتيجية ترتكز على رؤية طموحة طويلة الأمد لتطوير نظام نقل بري آمن يعمل على حماية مستخدمي الطريق من الوفيات والإصابات البليغة التي تتسبب في عاهات مستديمة للمصابين وبمشاركة فعالة من مختلف مؤسسات المجتمع لتوحيد الجهود لتحسين مستوى السلامة على مدار عشرة أعوام (2012 وحتى 2022).
وأفاد أن الاستراتيجية المذكورة تحوي 198 خطة إجرائية مسؤولة عن تنفيذها 13 جهة حكومية وأهلية وتنفذ على مرحلتين (كل مرحلة خمس سنوات) وهدفها خفض وفيات الحوادث من 14 وفاة لكل مائة ألف نسمة إلى صفر وفاة بحول العام 2022.
وأكد أن الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية حققت منذ تدشينها قبل عامين ونصف تقريبا نتائج إيجابية هامة فاقت التوقعات حيث انخفضت نسب الحوادث إلى 8.5 وفاة لكل مائة الف نسمة عام 2014 مما يشير إلى مستوى التقدم الكبير الذي تحرزه قطر في مجال الحد من الحوادث المرورية.
إلى ذلك عبر سعادة الشيخ فيصل بن فهد آل ثاني نائب المدير العام لميرسك قطر للبترول عن سعادته بالمشاركة والرعاية لهذا الملتقى الأول من نوعه في قطر.. مؤكدا أن الصحة والسلامة من أهم القيم المتأصلة بعمق في عمل وثقافة الشركة.
وقال "بالرغم من أن السلامة على الطرق ليست من ضمن نطاق خبرتنا إلا أننا ما زلنا ملتزمين بدعم دولة قطر وأهداف رؤيتها الوطنية لعام 2030 من أجل أمة أكثر صحة وأمنا وسلاما".. مشيرا في هذا السياق إلى عدد من الشراكات مع وزارة الداخلية خلال العامين الماضيين.
من جانبها نوهت سعادة السيدة ايوا بولانو السفيرة السويدية لدى الدولة بالتقدم الكبير الذي تشهده دولة قطر في مختلف المجالات ومنها قطاع البنية التحتية والطرق والأمن والسلامة.. معربة عن سعادتها الكبيرة بانعقاد هذا الملتقى لتعزيز التعاون والشراكة بين قطر والسويد في مجال السلامة المرورية.
وقالت إن لدى بلادها تجربة ثرية وفريدة في مجال السلامة المرورية والطب المروري واستغلال التكنولوجيا الحديثة والبحوث والمشاركة مع مختلف القطاعات والتعاون الدولي في سبيل تحقيق أهداف (ZERO VISION).
بدوره عرض سعادة السيد إيرك بروماندر نائب وزير البنية التحتية بالسويد تجربة بلاده وجهودها في مجال الطرق وتعزيز السلامة المرورية، مشيرا إلى أن تلك الجهود انطلقت منذ خمسينيات القرن الماضي.
وأوضح أن النجاحات التي تحققت جاءت بفضل التعاون والشراكة مع مختلف القطاعات البحثية والصناعية والتقنية وغيرها.. مؤكدا أن الجهود مستمرة وتؤتي ثمارها يوما بعد يوم.
وتحدثت خلال جلسة الافتتاح الدكتورة وفاء اليزيدي مديرة إدارة التأهيل الطبي بمؤسسة حمد الطبية التي أشارت إلى أن هذا الملتقى يندرج ضمن الجهود التي تبذلها دولة قطر للرقي بالخدمات المقدمة لكل من يعيش على أرض قطر وضمان السلامة على الطرق والحفاظ على الإنسان باعتباره الثروة الحقيقية.
وأشارت إلى أن السلامة المرورية تتركز في أربعة محاور رئيسية هي الإنسان والطريق والقوانين والمركبة.. مبينة أن الإنسان هو المحور الأصعب في منظومة السلامة المرورية وذلك لصعوبة التحكم في المتغيرات النفسية والسلوكية والحركية التي قد تؤثر بطريقة أو بأخرى في استخدامه للطريق.
وأوضحت أنه في إطار الترابط الوثيق بين الطب والسلامة المرورية تجري تحضيرات لإطلاق مركز (قطر للحراك) الذي سيكون الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط ليقدم خدمات تقييمية وتدريبية وخدمات تعديل السيارات باستخدام افضل الممارسات العالمية والتكنولوجيا المتوفرة في هذا المجال لصالح الأشخاص الذين لديهم قصور في القدرات الحركية أو النفسية أو الذهنية أو أمراض مزمنة تحد من قدرتهم على قيادة المركبات بشكل آمن.
ولفتت الدكتورة اليزيدي إلى جهود المجلس الأعلى للصحة ومؤسسة حمد الطبية لتطوير الأساليب الوقائية والعلاجية والتأهيلية بهدف رفع جودة الحياة للأشخاص المصابين جراء الحوادث المرورية ودعم أسرهم.
وإلى جانب استعراض تجربة السويد في مجال تنفيذ (ZERO VISION) يسلط الملتقى على مدى يومين الضوء على عدد من الموضوعات، بينها الطرق والسلامة المرورية في قطر والسويد ودور القطاع الصحي في هذا المجال.
كما يناقش الملتقى مفهوم الطب المروري وخدمات الطوارئ في قطر إلى جانب استعراض النمو العمراني بالدولة والأبحاث المتعلقة بالطرق والنقل والإنسان ذات الصلة بالسلامة المرورية.