إضراب في جنوب تونس بعد مقتل شاب في مواجهات مع الشرطة
حول العالم
10 فبراير 2015 , 04:23م
أ.ف.ب
شهد جزء كبير من الجنوب التونسي الحدودي مع ليبيا، اليوم الثلاثاء، إضرابا عاما، إثر مقتل شاب في مواجهات جرت الأحد الماضي، بين قوات الأمن ومحتجين على مصادرة بنزين مهرّب.
وأعلن (الاتحاد الجهوي) للشغل في ولاية تطاوين أن أغلب المرافق الإدارية والتجارية بالمنطقة أغلقت أبوابها باستثناء المخابز والصيدليات وأقسام الاستعجال بالمستشفيات.
ولاحَظ مراسل لفرانس برس في مدينة بن قردان من ولاية مدنين أن المدينة التي تقع قرب معبر راس الجدير الحدودي مع ليبيا أصيبت بالشلل جراء الإضراب العام.
وتطالب نقابات ومنظمات أهلية في ولايتيْ "تطاوين ومدنين" بالتنمية وحذف رسوم مالية فرضتها الحكومة على مغادري التراب التونسي من الأجانب باتجاه ليبيا، التي فرضت بدورها "وفق الصحافة التونسية" رسوما مماثلة على التونسيين.
وأعلنت الحكومة في بيان اليوم الثلاثاء "دراسة إمكانية تعليق العمل بمعلوم مغادرة البلاد التونسية بالنسبة لمواطني الدول المغاربية كافة، وذلك تماشيا مع معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي" الذي يضم "ليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا".
وطالبت نقابات ومنظمات أهلية بفتح تحقيق في مقتل شاب خلال مواجهات جرت الأحد بين قوات الأمن ومحتجين في معتمدية الذهيبة التي يقع فيها ثاني أكبر معبر حدودي مع ليبيا بعد معبر راس الجدير في بن قردان.
وبدأت المواجهات السبت واستؤنفت الأحد بعد تهدئة، احتجاجا على مصادرة قوات الأمن كميات من البنزين المهرب، حسبما أعلن والي تطاوين صابر المدنيني.
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين رشقوا قوات الأمن بالحجارة والقنابل الحارقة، وفق الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية الذي ذكر أن محتجين أحرقوا مراكز أمنية ومنازل آمنين في الذهيبة.
واتهم سكان الذهيبة قوات الأمن بالاستعمال "المفرط" للقوة.
وأعلنت الحكومة اليوم في بيان "فتح بحث إداري للنظر في ملابسات هذه القضية، إضافة إلى متابعة البحث العدلي الذي فـُتح منذ تاريخ الواقعة".
ويعيش الجنوب التونسي من الاتجار مع ليبيا في الأساس، سواء بصورة رسمية أم غير رسمية. وتعد المنطقة موقعا مهما لتهريب الوقود الآتي من ليبيا، وهو تهريب ذو مردود عال، بات السكان يعتمدونه.
وبحسب تقرير نشره البنك الدولي في ديسمبر 2013 يتكبد الاقتصاد التونسي سنويا خسائر بقيمة 1,2 مليار دينار "حوالي 600 مليون يورو"، بسبب "التجارة الموازية" مع الجارتين ليبيا والجزائر.
وذكر البنك أن التهريب والتجارة غير الرسمية يمثلان "أكثر من نصف المبادلات "التجارية" مع ليبيا"، وأن 328 ألف طن من السلع المهربة تمر سنويا عبر راس الجدير في بن قردان.