شاهيناز: حجابي قرار اتخذته بإرادتي الحرة
ثقافة وفنون
10 يناير 2014 , 12:00ص
القاهرة - حنان الهمشري
حالة من الشد والجذب مر بها المشوار الفني للمطربة شاهيناز، فلم تتركها الشائعات، بل حاول حزب أعداء النجاح كثيرا إطلاق وابل من الشائعات عليها، والتشكيك بموهبتها، ونسبة نجاحها إلى الواسطة، فبعد النجاح الكبير الذي حققته من خلال مشاركتها في تقديم برنامج «ست البنات» فوجئت بانتشار العديد من الأخبار التي تؤكد اعتزالها الغناء بشكل نهائي, إلا أنها لم تلتفت لهذا أو ذاك, بل لأنها اختارت الفن بإرادتها المطلقة أثبتت أنها تقف على أرض صلبة من التميز والمصداقية، لتخترق قلوب الجماهير دون سابق إنذار، وكشفت لنا عن حقيقة هذه الأخبار، وعن سبب رفضها الغناء بالأفراح المختلطة، والكثير من الموضوعات كانت محور حديثنا معها خلال السطور القادمة:
• في البداية ما حقيقة شائعة اعتزالك الغناء بشكل نهائي والتفرغ لتقديم البرامج التلفزيونية بعد تقديمك برنامج كلام هوانم قبل سنوات وست البنات مؤخرا؟
- لقد قلتِ إنها شائعة ولا أساس لها من الصحة, فليس معنى أنني نجحت في تجربة تقديم البرنامج التلفزيوني «ست البنات» أنني سأترك حبي الأول (الغناء), والذي أحاول دائما استخدامه بشكل يرضي ضميري, فأحاول من خلاله تقديم العديد من الرسائل الإنسانية والاجتماعية الهامة, وقد بدأت بالفعل في الانتهاء من ألبومي الجديد الذي سوف يحتوي على 10 أغنيات, وافقت بشكل نهائي على 6 منها, ويشارك به عدد كبير من المؤلفين والملحنين كالشاعر محمد عبدالحميد وأحمد شوقي وألحان زوجي الملحن آدم حسين.
• من الشخص الأقرب لكِ والذي تستشيرينه في اختيار أغنياتك؟
- بكل تأكيد زوجي فإنني أستشيره في كل أغنية أفكر في ضمها إلى الألبوم، فأنا أثق في رأيه بشكل كبير، كما أنه يحرص على مساندتي ودعمي في كل خطوة فنية أتخذها.
• خلال مشوارك الفني هل هناك ما تندمين عليه؟
- لا, والحمد لله, فأنا راضية بشكل كامل عن كل خطواتي الفنية، ولم أشعر بالندم على الإطلاق, كما أنني أريد أن أوضح أن كل الأخبار التي انتشرت في الفترة الأخيرة وزعمت ندمي على الأغاني الرومانسية التي قدمتها قبل وضع الحجاب، ليست سوى شائعات سخيفة ومستفزة جداً, فلم أندم على هذه الأغاني، بل قررت اعتزال الغناء الرومانسي، إذ شعرت بأن المرحلة الحالية تتطلب مني التركيز على تقديم أغانٍ اجتماعية ودينية، فنحن نفتقد هذه النوعية من الأغاني التي تحاول الارتقاء بمجتمعنا.
• هل ألبومك القادم سيقتصر على الأغاني الدينية كألبومك السابق؟
- «الصعب هيعدي» كان ألبوما إنسانيا جدا, ولا يجوز تصنيفه بأنه ألبوم ديني, فقد حاولت من خلاله مناقشة بعض الموضوعات الإنسانية بشكل روحاني صوفي جميل, والحمد لله لاقى نجاحا كبيرا, مما جعلني أقوم بتجهيز ألبومي الجديد, والذي سأقدم من خلاله أيضاً الكثير من الأغاني الاجتماعية الهادفة, وسأحرص على توصيل رسالة هامة ومفيدة من كل أغنية, فهناك أغنية يتضمنها الألبوم هدفها حث كل شخص على تقبل الآخر واحترام الرأي, والرأي الآخر, وعلى جانب آخر هناك بعض الأغنيات التي أقدم من خلالها بعض النصائح عن كيفية تربية الصغار بشكل سليم وصحي.
• لقد لاحظتُ أنك لم تتحدثي عن أية أغنيات عاطفية ستقدمينها من خلال ألبومك الجديد أيضا.
- لن أخفي أنني أرفض بالفعل تقديم هذه النوعية من الأعمال, مع الأخذ في الاعتبار أنني كانت لدي رغبة قوية في تقديم أغنية رومانسية هادفة, لكنني للأسف وجدت أن كل ما عرض علي يتضمن قدرا من الإسفاف والمفردات التي تبتعد عن الرقي وتتنافي مع مبادئ ديني وتقاليد مجتمعي وأسلوب الحياة الجديد الذي اخترته لنفسي.
• الساحة مليئة بالعديد من الألبومات الرومانسية العاطفية, فهل تتوقعين لألبومك الجديد النجاح؟
- بكل تأكيد فالشيء الجيد دائما يفرض نفسه, فلا أخشى تلك المنافسة, وأعمالي التي سأقدمها من خلال ألبومي الجديد كلها أعمال متميزة وغير مستهلكة, ومختلفة عما هو متواجد على الساحة الغنائية, وأرى أن هذه النوعية من الأغاني ستنال إعجاب الكثيرين لأنها تسعى بالفعل لتقديم رسائل نبيلة وهادفة, وأمامي العديد من الفنانين قدموا مثل هذه الأعمال ونجحت جدا, بل حصلوا من خلالها على جوائز بمهرجانات كالفنان سامي يوسف وحمزة نمرة, والذي حقق نجاحا كبيرا خلال الفترة الأخيرة, وأيضا النجم محمد منير, وهناك الكثير من الأسماء التي تنهج نفس نهجي, فما سأقدمه ليس شيئا غريبا على المجتمع.
• لا أختلف معك أن هذه الأعمال حصلت على جوائز بمهرجانات, لكن هذه الجوائز ليس معيار نجاحها, فالسوق هو معيار نجاح أو فشل عمل بعينه.
- اختلف معك, فحجم المبيعات لم يعد هو المعيار الوحيد لنجاح أو فشل أي ألبوم, خاصة في ظل القرصنة الإلكترونية التي نعيشها هذه الأيام وتعاني منها بشدة سوق الكاسيت, لذلك أصبحت هناك معايير أخرى لقياس النجاح من الفشل, كرد فعل الجمهور مع العمل الذي يقدمه الفنان من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة على الشبكة العنكبوتية الإنترنت, وأعداد المشاهدة على اليوتيوب وغيرها من وسائل التكنولوجيا التي أصبحت هي المعيار الجديد لقياس مدى نجاح أو فشل عمل بعينه.
• منذ متى وشاهيناز ترفض إحياء الأفراح المختلطة؟
- منذ اتخاذي قرار ارتداء الحجاب, أي منذ عام 2007, فمنذ ذلك التاريخ اقتصرت مشاركاتي على الأفراح الإسلامية فقط, فأنا أرفض المشاركة في أفراح مختلطة, أو بها رقص فتيات مع شباب, لذلك وجدت أن الأفراح الإسلامية أو المنفصلة هي التي تتفق ورغباتي.
• وماذا عن تواجدك بالأوبرا وساقية الصاوي؟
- نعم أقوم بالغناء بكل من دار الأوبرا المصرية وساقية الصاوي, لأنهما يقدمان حفلات محترمة, يحضرها جمهور واعٍ يرغب في الاستماع والاستمتاع بفن راق, فهو جمهور لم يحضر للرقص أو تناول المشروبات الكحولية, بل من يحضر حفلات الأوبرا أو الساقية هو جمهور حضر للاستماع لفن راقٍ.
• انحصرت في الفترة الأخيرة الساحة الغنائية المصرية على ثلاثة أصوات نسائية فقط: أنغام وآمال ماهر وشيرين عبدالوهاب.. كيف ترين هذا؟
- الأصوات التي ذكرتيها أصوات لها قيمة فنية كبيرة, لكنني لست مع الأصوات العالية التي تردد دائما بأن مصر لا تمتلك سوى غيرهن, فهناك العديد من المواهب والأصوات الجيدة, بدليل برامج اكتشاف المواهب, التي تعرض علينا أصواتا مصرية موهوبة بشكل حقيقي, لكنها في حاجة لمن يكشف عنها النقاب بدعمها إعلاميا وفنيا.
• ما الذي كنت تحاولين تقديمه من خلال برنامجك «ست البنات»؟
- أنا امرأة مسلمة تعشق وطنها, وتحاول النهوض بمجتمعها من خلال عملها, وقد لمست ردود أفعال جيدة جدا حول البرنامج, فهناك من أشاد بالأفكار والموضوعات التي ناقشناها من خلال هذا البرنامج, وهناك من أعجبته فكرة التنويع, فرغم أن البرنامج كان ينتمي إلى نوعية برامج المرأة إلا أنه ناقش جميع المشاكل التي يعاني منها مجتمعي المصري والعربي أيضاً على المستوى الثقافي والاجتماعي والصحي.
• هل كانت هناك استعدادات خاصة حتى تجلسي على مقعد مقدمة البرامج؟
- بالتأكيد, فلم أكن أملك خبرة كافية في مجال الإعلام, وبالتالي كان من الضروري الاطلاع على كل شيء يخص هذا المجال؛ لذا قرأت العديد من الكتب التي تتحدث عن مواصفات الإعلامي الناجح, وضوابط العمل الإعلامي, واستفدت كثيراً من هذه الكتب ونجحت في اكتساب العديد من المعلومات المهمة.
• اتجه عدد كبير من الفنانات إلى خوض تجربة التقديم التلفزيوني كمنى عبدالغني وأصالة ولطيفة وغيرهن... فما تقييمك لهذه الظاهرة؟
- تجارب ناجحة, وجعلت الجمهور يتعرف على هؤلاء الفنانات عن قرب, كما أنها كانت برامج خفيفة، وتمكنت من إخراج الجمهور من حالة الكآبة التي سيطرت عليه بسبب الأحداث السياسية الأخيرة, إلا أن التجربة التي نالت إعجابي, كانت تجربة الفنانة لطيفة من خلال برنامج «يلا نغني» حيث كانت مُلمة بكل تفاصيل البرنامج, وقدمت فكرة فنية تتعلق بتخصصها, وبالتالي كانت مُدركة لمعنى كل كلمة تقولها في البرنامج.
• منى عبدالغني كانت مطربة أيضاً لكنها ارتدت الحجاب, وتحولت أيضاً لتقديم البرامج التلفزيونية وتقديم الأعمال الفنية التي لها صبغة دينية.. فهل يمكن أن نقول إن منى عبدالغني كانت الدافع لشاهيناز لاتخاذ نفس الطريق تقريبا؟
- لا أعلم لماذا دائما يحاول البعض ربط حجابي بشخص ما, فمنذ بضع سنوات كنت أقرأ أن حجابي يعود لعلاقتي بحنان ترك, والآن منى عبدالغني, ومع حبي واحترامي الشديد للفنانتين إلا أن حجابي ليس لأحد فضل عليَّ فيه, سوى المولى عز وجل, فقد كان قرارا بمحض إرادتي الحرة دون تدخل من أحد, وحتى وقت قريب لم تكن تجمعني بمنى عبدالغني أو حنان ترك أية علاقة, إلا أنني تعرفت عليهما مؤخرا بإحدى المناسبات, وربطتني بهما علاقة طيبة, وأحرص على الاتصال بهما من وقت لآخر.
• قرأنا عن اعتذارك عن بعض الأعمال الفنية التي عرضت عليكِ كممثلة مؤخرا.. ما صحة ذلك؟
- صحيح, فحلم التمثيل يراودني منذ فترة طويلة, لكنني لن أتخذ هذه الخطوة إلا بشروط، فلن أشارك في أي فيلم أو مسلسل إلا إذا شعرت أنني أقدم من خلاله دوراً يحمل رسالة إنسانية مهمة، كذلك لا يمكنني المشاركة في أي عمل فني يتعارض مع حجابي أو مبادئي.
• معنى ذلك أننا لن نراك إلا في مسلسلات دينية فقط؟
- لا, فهناك عشرات المسلسلات التي تقدم سنوياً, وتتضمن أدواراً تناسبني ولا تتعارض مع حجابي على الإطلاق, فشاشة الدراما اليوم لم تعد قاصرة على غير المحجبات فقط, بل فتحت ذراعيها لكل موهبة صادقة, لذلك لدي بعض السيناريوهات لمسلسلات اجتماعية أقرأها حاليا لاختيار عمل منها للمشاركة به قريبا على الشاشة الرمضانية.