عقدت كلية السياسات العامة بجامعة حمد بن خليفة، من خلال مبادرة «هضبة»، ندوة «هضبة 25: السرد العام ورواية القصص باستخدام البيانات»، وذلك في مبنى ذو المنارتين بالمدينة التعليمية.
تم اختيار عنوان الندوة هذا العام لتعزيز الابتكار في تصميم السياسات من خلال آليات وضع الاستراتيجية السردية وفن سرد الروايات باستخدام البيانات. وبذلك تتم دراسة طرق التداخل بين البيانات، التي تتسم بالشفافية والمساءلة والتجريبية، وسرد الروايات التي توفر الإحساس العاطفي اللازم للتفاعل مع الناس وبناء القصص التي تهدف إلى توصيل المفاهيم المعقدة بشكل مُبسط.
واستمرت الندوة على مدار يومين، واستقطبت حوالي 180 من صانعي السياسات والباحثين والخبراء والطلاب لتأليف روايات عملية قائمة على البيانات لابتكار سياسات عامة. ودمج البرنامج بين جلسات تدريبية مشتركة وبين دروس متقدمة وورش عمل ومناقشات وكلمات رئيسية لضمان صقل المشاركين بالمهارات اللازمة في مجال تقديم رؤية استشرافية من البيانات وتعزيز تواصل السياسات ورواية القصص التشاركية. كما سيكتسب المشاركون خبرة في أفضل الممارسات، وخبرة عملية، وفرصًا للعمل مباشرة على قضايا السياسات العامة في العالم الواقعي من خلال ربط القيم والبراهين والجمهور في رسائل السياسات العامة، فضلًا عن صياغة قصص تؤثر في القرارات العامة وتحدث تأثيرًا إيجابيًا. بالإضافة إلى ذلك، حصل المشاركون على شهادة في ابتكار السياسات العامة وفن سرد القصص باستخدام البيانات.
وقد ألقت بريسيليا هوفيدا، الخبيرة في اليونيسف، محاضرة حول «سرد القصص في مجال العمل الإنساني»، مؤكدة على أهمية تعزيز هذا الأسلوب بين الأشخاص الذين يواجهون النزوح والأزمات الإنسانية. كما قاد ممثلون عن مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، وكلية هارفارد كينيدي، وكلية طب وايل كورنيل، ومركز القيادات جلسات ودروسًا متقدمة حول قضايا مختلفة، مما يعكس تنوع المحاور والموضوعات التي تمت مناقشتها. كما قادت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات جلسة نقاشية سلطت الضوء على القطاع العام في دولة قطر في سياق السرد القصصي.
وتعليقًا على موضوع الندوة وأهميته، قال الدكتور لوجان كوكران، القائم بأعمال عميد كلية السياسات العامة: «القصص الحقيقية أكثر تأثيرًا في الذاكرة من البيانات الصمَّاء، لذا لابد من البدء بفهم ماهية السرد ومحاوره وكيفية تأليفها لتوائم الأعمال المستهدفة وتوجيه عملية صنع القرار. ونحن ندرك أن سرد القصص المستندة إلى البيانات ليس مجرد مهارة تواصل، بل أداة سياسية استراتيجية. فمن خلال أبحاثنا ومناهجنا، تؤدي كلية السياسات العامة دورًا جوهريًا في تعزيز هذه المناقشات، وتزويد صانعي السياسات والباحثين بالقدرة على ترجمة الرؤى والأفكار إلى روايات تعمل على صياغة النتائج وتبتكر حلولًا لمختلف القضايا الراهنة والمستقبلية».
وتهدف «هضبة» وهي إحدى مبادرات كلية السياسات العامة بجامعة حمد بن خليفة، إلى تأسيس مجتمع نابض بالحياة يكرس جهوده لكسر الحواجز وبناء الجسور في مجال صنع السياسات، مع صياغة أدوات وحلول تتصدى للتحديات التي تواجهها المجتمعات المتنوعة. وتسعى المبادرة إلى معالجة الإشكاليات في مجال صنع السياسات والتي تتجلى عادة في شكل عقبات هائلة وفرص تنتظر الاستفادة منها. ومن هذا المنطلق، تسعى مبادرة «هضبة» إلى إعادة تعريف حدود صنع السياسات من خلال الربط المتناغم بين السياسات العامة ووسائل تصميمها من أجل الصالح العام.