العالم يحتفل بيوم الصحة النفسية غدا

alarab
محليات 09 أكتوبر 2017 , 02:28م
الدوحة - قنا
تحت شعار " الصحة النفسية في بيئة العمل " يحتفل العالم غدا الثلاثاء باليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف العاشر من أكتوبر من كل عام ، وهي المبادرة التي أطلقها الاتحاد العالمي للصحة النفسية عام 1992 للتوعية بالصحة النفسية ، وحصلت على دعم منظمة الصحة العالمية.

ويهدف هذا اليوم إلى نشر الوعي الصحي بين الناس على مستوى العالم وتعريفهم بمخاطر التوتر النفسي وعلاقته بالأمراض الأخرى، بعد أن تأكد العلماء من أن الصحة النفسية هي جزء لا يتجزأ من الحالة الصحية للإنسان، بالإضافة إلى أن كل هذه الفعاليات تهدف إلى التقليل من انتشار الاضطرابات النفسية بسبب الأوضاع الاجتماعية ومشاكل العمل وغير ذلك.

وينص دستور منظمة الصحة العالمية على أن "الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرد انعدام المرض أو العجز" ، ومن أهم آثار هذا التعريف أن شرح الصحة النفسية يتجاوز مفهوم انعدام الاضطرابات أو حالات العجز النفسية.

وتؤكد المنظمة أن الصحة النفسية والمعافاة تعتبر من الأمور الأساسية لتوطيد قدرتنا الجماعية والفردية على التفكير، والتأثر، والتفاعل مع بعضنا البعض كبشر، وكسب لقمة العيش والتمتع بالحياة، وعلى هذا الأساس، يمكن اعتبار تعزيز الصحة النفسية وحمايتها واستعادتها شاغلاً حيويا للأفراد والجماعات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.

كما أن هناك عوامل اجتماعية ونفسية وبيولوجية متعددة تحدد مستوى صحة الفرد النفسية في مرحلة ما، مثل الضغوط الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى وجود علاقة بين تدني مستوى الصحة النفسية وعوامل من قبيل التحول الاجتماعي السريع، وظروف العمل المجهدة، والتمييز القائم على نوع الجنس، والاستبعاد الاجتماعي، وأنماط الحياة غير الصحية، ومخاطر العنف واعتلال الصحة البدنية، وانتهاكات حقوق الإنسان.

ومن بين هذه العوامل أيضا تلك التي لها صلة بشخصية الفرد مما يجعل الإنسان أكثر عرضة للاضطرابات النفسية ،وهناك، بعض العوامل البيولوجية التي تسبب تلك الاضطرابات ومنها العوامل الجينية.

وقد عملت دولة قطر ممثلة في وزارة الصحة العامة منذ تدشين استراتيجية الصحة النفسية في ديسمبر عام 2013 ، على تقديم أفضل خدمات الصحة النفسية للمواطنين وتغيير مواقفهم تجاه الأمراض النفسية ، وقد تمثلت رؤية الصحة النفسية في قطر في أن يتمتع شعب قطر بصحة وعافية نفسية جيدة من خلال نظام متكامل لخدمات الصحة النفسية يضمن حصولهم على "الرعاية المناسبة في الوقت المناسب وفي المكان المناسب ".

وتعد استراتيجية قطر الوطنية للصحة النفسية جزءا هاما من الاستراتيجية الوطنية للصحة كما تساهم استراتيجية الصحة النفسية في مجال تطوير الإنسان وفق رؤية قطر الوطنية 2030 والتي تؤكد أن العقل السليم مهم كأهمية الجسم السليم .

وتحدد الاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية خطة خماسية تهدف إلى تصميم وبناء نظام شامل ومتكامل للصحة النفسية بما في ذلك الجوانب المتعلقة بالتثقيف والخدمات والقيادة والبحوث ، وتتضمن الاستراتيجية نموذجاً جديداً للرعاية التي من شأنها أن تحدث تغييراً مهماً في الطريقة التي يتم من خلالها تقديم خدمات الرعاية الصحية لمرضى الصحة النفسية بدولة قطر ، حيث أنها توفر للأشخاص سلسلة من الخيارات حول كيف وأين يمكنهم تلقي الخدمات التي يحتاجون إليها.

وتشتمل الاستراتيجية على 10 تعهدات تصف الفائدة لأفرادنا ، وتقدم التغييرات الواسعة في نظام الصحة النفسية ، وتتبلور إحدى النتائج الرئيسية لتنفيذ استراتيجية الصحة النفسية في زيادة عدد الأشخاص للوصول إلى الرعاية اللازمة ، حيث سيتم تحقيق ذلك من خلال الحد من الشعور بوصمة العار ، وتوفير الخدمات العلاجية في كثير من المواقع، وبناء قوى عمل مدربة في مجال الصحة النفسية ، وتحسين المرافق، وزيادة الاستثمار المالي خلال السنوات الخمس القادمة، وفي سبيل خلق نظام عالي الجودة للصحة النفسية في دولة قطر وضع المجلس الأعلى للصحة رؤيته الواضحة والتي سيقوم من خلالها بالدور القيادي في مراقبة نجاح تنفيذ الاستراتيجية.

وتعد الصحة النفسية الجيدة أمرا هاما لإضافة الجودة على حياة الأفراد وعائلاتهم وللنجاح الاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات والأمم ، حيث لا تقل الصحة النفسية أهمية عن الصحة الجسدية في تحقيق العافية الكلية للفرد.

وقد أظهرت آخر الإحصائيات والأرقام والبيانات حول الصحية النفسية بالعالم، وذلك وفقا لبيانات منشورة من قبل منظمة الصحة العالمية أن ربع سكان العالم سيصابون بمرض نفسي في مرحلة ما من حياتهم ، كما تتسبّب الأمراض النفسية في حدوث عدد كبير من الوفيات وحالات العجز، وهي تمثل 8.8% و16.6% من عبء المرض الإجمالي الناجم عن الاعتلالات الصحية بالبلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل، على التوالي.

ويمثل الاكتئاب ثاني أهمّ أسباب عبء المرض في البلدان المتوسطة الدخل، وثالث أهمّ تلك الأسباب في البلدان المنخفضة الدخل بحلول عام 2030، فيما زاد عدد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق من 416 مليون شخص إلى 615 مليونا بين عامي 1990 و2013، أي بنسبة 50% تقريباً.

ويتضرر 10% تقريباً من سكان العالم من الاضطرابات النفسية التي تمثل 30% من العبء العالمي للأمراض غير المميتة ،وحوالي 20% من الأطفال والمراهقين في العالم لديهم اضطرابات أو مشاكل نفسية وحوالي نصف الاضطرابات النفسية تبدأ قبل سن الرابعة عشرة.

وتعتبر الاضطرابات العصبية النفسية من بين الأسباب الرئيسية للعجز لدى الشباب بجميع أنحاء العالم، ومع ذلك فإن المناطق ذات النسبة المئوية الأعلى من السكان تحت سن التاسعة عشرة لديها أفقر مستوى من الموارد المخصصة للصحة النفسية، ومعظم البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط لديها طبيب واحد فقط متخصص بالطب النفسي عند الأطفال لكل واحد إلى أربعة ملايين شخص ، وحوالي 900 ألف شخص ينتحرون كل عام ، و86% من حالات الانتحار تحدث في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

كما أن أكثر من نصف الأشخاص الذين يقتلون أنفسهم تتراوح أعمارهم بين 15 و44 سنة ، حيث سجلت أعلى معدلات الانتحار بين رجال بلدان أوروبا الشرقية ، وإن الاضطرابات النفسية هي أحد أبرز أسباب الانتحار، وأكثرها قابلية للمعالجة.

ويمثل نقص الأطباء النفسيين وممرضات الطب النفسي والمتخصصين بعلم النفس والعاملين الاجتماعيين إحدى العقبات الرئيسية التي تقف دون توفير خدمات العلاج والرعاية بالبلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل، فمثلا لا توفر البلدان المنخفضة الدخل سوى 0.05 من الأطباء النفسيين و0.42 من ممرضات الطب النفسي لكل 100 ألف شخص ، أما معدل الأطباء النفسيين المُسجل في البلدان المرتفعة الدخل أكبر بـ170 مرة، ومعدل ممرضات الطب النفسي أكبر بسبعين مرة.

م . م