

مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يفضل الكثيرون السفر إلى المناطق الشاطئية، أو السفر خارج البلاد للاستمتاع بالأجواء المختلفة، ولكن ورغم ارتفاع درجات الحرارة إلا أن الوجهات الداخلية تسجل رواجا كبيرا.
وتتوافر الكثير من الخطوات الضرورية التي يستوجب على أي مسافر القيام بها لاختيار الوجهة السياحية المثالية المفضلة والمناسبة لعطلة عائلية، حيث أكد عدد من المواطنين أنهم يختارون وجهاتهم بناء على مقاييس ومعايير، على رأسها الهدف من السفر.

عدة مقاييس
واعتبرت هند المهندي أن اختيار الوجهات السياحية لقضاء الاجازة يخضع لعدة مقاييس، ومعايير أهمها المناظر الطبيعية، والراحة والاستجمام، بالاضافة إلى ملاءمة المكان للعوائل.
وقالت: يتميز صيفنا بالحرارة العالية والجو الحار، ولذا فإن العديد منا يستغل فترة الإجازة الصيفية للسفر واستكشاف وجهات جديدة تقدم أجواءً مختلفة وأكثر اعتدالا. وتختلف الوجهات المفضلة للسفر من شخص لآخر بناءً على الاهتمامات والتفضيلات الشخصية.
وأضافت: بصفة عامة، تعتبر الوجهات الأوروبية هي الأكثر شعبية بين القطريين (وانا منهم) خلال الإجازة الصيفية. حيث توفر هذه الدول العديد من الفرص الترفيهية والتعليمية، بالإضافة إلى أجوائها الطبيعية الخلابة والمناخ المعتدل. بلدان مثل فرنسا، إيطاليا، النمسا وسويسرا هي بعض من الوجهات التي افضل اختيارها خلال موسم الاجازه الصيفية.
وتابعت هند: الاهتمامات الشخصية والأهداف هي أهم العوامل التي تحدد الوجهة التي أختارها. شخصيا، احب الثقافة والتاريخ، لهذا ارغب بزيارة العواصم الأوروبية مثل باريس أو روما، التي تحتوي على العديد من المعالم التاريخية والمتاحف العالمية الشهيرة. اما اذا كنت ابحث عن الاسترخاء والهدوء، فأجد ضالتي في الريف الأوروبي أو الشواطئ الهادئة في إسبانيا أو اليونان.
وعن العوامل التي تؤثر في اختيارها أوضحت هند: العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر في اختيارنا لوجهة السفر تشمل البنية التحتية للدولة المضيفة، مثل وجود خدمات نقل جيدة، فنادق عالية الجودة، ومرافق ترفيهية. بالإضافة إلى ذلك، الأمان وهو قد يكون العامل الاساسي الذي يوضع في الاعتبار. ومن ناحية أخرى، قد يتأثر اختيار الوجهة أيضًا بالتكلفة. بعض الوجهات يمكن أن تكون باهظة الثمن بالنسبة لبعض الأشخاص، لذا يجب النظر في الميزانية المتاحة قبل تحديد الوجهة.
وتابعت هند قائلة: في النهاية، يتعلق الأمر بالتوازن بين الرغبات والاحتياجات والقدرة على تحمل التكلفة. فالسفر هو فرصة للتعلم والاستكشاف والاسترخاء، ويجب أن يكون ممتعًا ومريحًا. من خلال النظر في جميع هذه العوامل، يمكننا اختيار الوجهة المثالية التي تلبي احتياجاتنا ورغباتنا، مما يضمن لنا إجازة صيفية لا تُنسى.
ضغوطات الحياة
بدورها اعتبرت سارة ناصر أن السفر ضروري للتخلص من ضغوطات الحياة والعمل، والوجهة تحدد حسب الحاجة، وأوضحت: أحب السفر فهو يكسر روتين الأيام والعمل، وهو يجدد طاقتنا، أما بالنسبة للوجهات فالحاجة هي التي تحددها، فنحن نختار الوجهات الهادئة والمريحة والتي تحتوي على مناظر طبيعية خلابة إذا كنا نبحث عن الهدوء والاستجمام، ونبحث عن الوجهات التي تحتوي تتوفر على خيارات التسوق إذا كان السفر لغرض التسوق، أما عني شخصيا فأنا أفضل السفر إلى أوروبا وعواصمها المزدحمة، والمكتضة، والتي تتميز بالاجواء اللطيفة نسبيا، لكن يجب أيضا ان نأخذ الميزانية بعين الاعتبار، فمن منا لا يبحث فمن منا لا يحب السفر والترحال، ويفضل أن يبقى هنا في هذه الأجواء الحارة والرطبة؟ والجواب كلنا نحب السفر، إلا أن الأولويات هي التي تحدد الموقف، فليس من المعقول توفير مبالغ بالديون وبشكل سنوي للسفر، وهناك حاجات أساسية للفرد لا يمكن توفيرها مثل أقساط دراسية أو تأمين للمستقبل.
وأضافت: السفر يحمل متعة خاصة ويمنح الانسان الفرصة لاستكشاف العالم بنفسه والتعرف على حضارات الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم وتراثهم العريق، فضلاً عن تجربة الأنشطة الترفيهية الخارجة عن المألوف، وتذوق أشهى الأطباق العالمية ذات المذاق الخاص.
ونوهت بأن العديد من تلك الوجهات السياحية تمتلك طبيعة خلابة تدفع المسافر إلى ممارسة هواياته ومتابعة شغفه عن قرب، فضلاً عن فرصة شراء أفضل الأزياء والمقتنيات الأخرى ذات الماركات العالمية بجودة عالية وبأسعار مناسبة ومنافسة لتلك المعروضة على المستوى المحلي أو بالدول العربية.
خيارات بالدوحة
من جانبه اعتبر احمد الحمادي أن الدوحة أصبحت وجهة جاذبة للسياح سواء من داخل الوطن أو من خارجه، خاصة بعد كأس العالم والمرافق السياحية الكثيرة التي استفادت منها الدولة، وقال: أؤكد أن الدوحة أصبحت توفر العديد من الخيارات السياحية التي لم تكن موجودة قبل سنوات، وأكثر ما يجذبني من الأنشطة الترفيهية في قطر هو مهرجانات سوق واقف التي بات يطبعها التميز والتنوع؛ حيث استطاعت تلك الأنشطة والاحتفالات جذب انتباه كل زوار سوق واقف الذي يعتبر وجهة لكل سكان قطر، وضيوفها من مختلف دول العالم، وبصفتي زائرا دائما لسوق واقف فقد لاحظت أن الدوحة باتت وجهة للعديد من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي الذين يجذبهم سوق واقف وفعالياته المختلفة.
واستطرد: لكن هذا لا يمنع من المطالبة ببذل المزيد من الجهود من طرف مختلف الجهات المعنية بتنظيم الاحتفالات والمهرجانات بشكل يحقق المزيد من التطور على طريق تنشيط السياحة في قطر.
وأعرب الحمادي عن أمله في أن يزيد الاهتمام بالفعاليات الصيفية.
ونوه بحصول تطور سياحي في السنوات الأخيرة بفضل جهود الهيئة العامة للسياحة وتنسيقها مع مختلف القطاعات للارتقاء بالسياحة في قطر، وذلك ما مكّنها من تحقيق خطوات متقدمة في تنظيم الاحتفالات والمهرجانات التي استدعت إليها العديد من المطربين العرب للالتقاء وجها لوجه مع جمهورهم في قطر، كما أن الفرق المسرحية العربية والأجنبية وما تقدمه من مسرحيات داخل بعض المجمعات التجارية أسهمت في بقاء الكثير من المقيمين داخل قطر أثناء الاجازة في السنوات القليلة الماضية، أما المواطنون فما زال الكثير منهم يسافر في كل إجازة، حتى لو كانت إجازة الأسبوع لتغيير الروتين والابتعاد عن جو العمل الضاغط والبحث عن الخصوصية.
وعن وجهاته المفضلة قال الحمادي إنه يفضل السفر في فصل الشتاء، حيث يقل الناس في الوجهات التي يختارها، والتي غالبا ما يفضلها أجواء مغطاة بالثلوج، وأماكن للتزلج.
ثلاث مرات
وذكر حمد المطاوعة أنه يسافر في السنة من بين ثلاث إلى أربع مرات إلى وجهات مختلفة يكون فيها العامل المشترك هو التحليق بالمظلات وهي الهواية المفضلة لحمد. وقال حمد: السفر ممتع وضروري لتجديد الطاقة، والوجهات تختلف من شخص لآخر، فهناك من يبحث عن وجهات تتناسب مع هواياته وهناك من يبحث عن وجهات للاستجمام والراحة، ويختار الهدوء في حين يميل البعض إلى الوجهات التي يكثر فيها التسوق.
وأشار حمد إلى القول الشهير (سافر ففي الأسفار خمس فوائد) معتبرا أن السفر يجعل الشخص يحس بفرح وسرور، ما كان ليحصل عليها لو لم يسافر، وقال: هناك حاجة كبيرة عند الناس للسفر والراحة بعد عناء عام كامل، مع الأخذ بالاعتبار أنه باعث على النشاط والتجديد في الحياة، عدا الفوائد الأخرى المعروفة لدى الجميع.
نصائح للمسافرين
يقدم الخبراء في السفر مجموعة من النصائح الإرشادية للمسافرين، ويؤكدون على أهمية التخطيط الجيد والمسبق للسفر واتخاذ الصحبة الجيدة، معتبرين أن تلك الخطوة تسهم في تقليص الميزانية بنسبة 50 و60%.
ويدعو الخبراء إلى الإلمام جيداً بالدولة المراد زيارتها قبل التوجه إليها وقراءة كافة الأخبار المنشورة عنها في الآونة الأخيرة، والحرص على الحفاظ على الأموال والأوراق الثبوتية عند السفر، إذ كثيراً ما يتعرض المسافرون والسياح إلى السرقة ويعانون حتى يتمكنوا من استعادة تلك الأوراق مجدداً.
ويحذرون من ان يصبح السفر «موضة» ففي كل فترة تتصدر دولة المشهد السياحي بأكمله، ما يدفع أبناء الوطن إلى التوجه نحوها، موضحين أن من أبرز الدول التي تستقطب الزوار والسياح من دولة قطر والخليج ككل والعالم في الفترة الأخيرة، كلاً من استراليا وأذربيجان وأرمينيا، لكن ما زالت الدول الأوروبية تحافظ على كونها محور السياحة ووجهة معظم السياح، حيث تشمل قائمة الدول المفضلة ألمانيا وبريطانيا وسويسرا وألبانيا وفرنسا، بينما تتصدر مصر والمغرب قائمة الدول السياحية العربية الأكثر تفضيلاً.
من جانب آخر، دعا الخبراء إلى أهمية تشجيع السياحة الداخلية وتسليط الضوء على أبرز المناطق والوجهات المميزة في الدولة عبر المؤسسات الإعلامية، خاصة بعد القفزة التي حققتها بعد كأس العالم.