مختصون يضعون «وصفة» للصحة النفسية في الصيف

alarab
محليات 09 يوليو 2021 , 12:16ص
حامد سليمان

أكد عدد من المختصين والمواطنين على أهمية العمل على ضبط النفس في فصل الصيف، وعدم الاستسلام للانفعالات والتوتر التي قد تصيب البعض نتيجة لارتفاع درجة الحرارة، مشددين على أهمية ملء الفراغ بالنشاطات المحببة للشخص، الأمر الذي يخفف من الضغوط عليه ويعزز صحته النفسية والجسدية.
وقالوا لـ «العرب» إن ارتفاع درجات الحرارة ليس مبرراً لانفعال الأشخاص، وأن الاضطرابات النفسية الموسمية لا تقتصر على البلدان التي تتميز بالصيف الطويل أو ارتفاع درجات الحرارة، ولكن أيضاً البلدان التي تعاني من انخفاض في درجات الحرارة، ومن أعراض هذه الاضطرابات القلق وبعض السلوكيات التي يرجعونها للتغير في الطقس، ولكن ليس هناك دراسات دقيقة تثبت أو تؤكد أن الحالة النفسية تتأثر بصورة واضحة بالوضع الموسمي، وهذه السلوكيات يمكن علاجها والتعامل معها.
كما نصحوا بضرورة التماس الاعذار للآخرين، وعدم الانفعال بسبب أمور بسيطة، وأن يلتزم الشخص بذكر الله وأن يمارس هواياته المفضلة بحيث يخفف من أي تأثيرات على الصحة النفسية.

د. موزة المالكي: ارتفاع الحرارة يؤثر على الصحة النفسية

قالت الدكتورة موزة المالكي، الاختصاصية النفسية والكاتبة إن الصحة النفسية تتأثر بارتفاع درجة الحرارة، والبعض يكون له انفعالات على غير ما هو عليه في باقي أوقات العام، وذلك نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، وما يتعرض له البعض من اجهاد ناتج عن ذلك.
وأضافت: يمكن أن يتم عمل مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي لتبادل الأفكار، حول كيفية قضاء الأوقات، الأمر الذي يسهم في تطوير قدرات كل شخص، وأن يستثمر كافة أوقاته خلال فصل الصيف، وهذا الأمر من شأنه أن يخفف من الضغوط على كل شخص.
وتابعت د. موزة المالكي: ويمكن للأسر أن تخفف من الضغوط بالخروج في الأماكن العامة، كالمولات، الأمر الذي يحد من الضغوط على أفراد الأسرة، ومع تخفيف القيود جراء جائحة كورونا، باتت هناك أماكن يمكن للأطفال أن يجدوا بعض الألعاب التي يقضون فيها أوقاتهم.
ونوهت بأن من بين الأمور التي تخفف من الضغوط النفسية الناتجة عن حرارة الصيف، السفر للخارج، ويمكن لمن يخشون من السفر للخارج أن يحرصوا على التجمعات العائلية، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية.
وأشارت إلى إمكانية استثمار أوقات الأطفال في فصل الصيف بالكثير من الطرق، ومن بينها تخصيص برامج تسلية لهم، وشراء الألعاب المسلية والمفيدة، الأمر الذي يسهم في استثمار أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع.
ونصحت د. موزة المالكي بضرورة تأجيل انجاز المهام التي يمكن تأجيلها خلال فترة الصيف، بحيث لا تزيد من الضغوط والأعباء النفسية والجسدية على الشخص، وتخفيف هذه الضغوط له أثر في الحد من التوتر لدى الكثيرين.

راشد الدوسري: ارتفاع الحرارة ليس مبرراً للانفعالات

يرى راشد الدوسري أن ارتفاع درجات الحرارة ليس مبرراً لانفعال الشخص على المحيطين به، وقال: على الرغم من أن الظروف الجوية لها تأثيرها على كل شخص، ولكن هذا الأمر ليس مسوغاً أن يقوم الشخص بما يريده بحجة أنه متأثر بحرارة الطقس.
وأضاف: حرارة الطقس تُفقد الجسم طاقته سواء الجسدية أو النفسية، لذا نجد بعض التصرفات غير المتوقعة للسائقين، كالانفعال غير المبرر، وهذا الأمر يتضاعف بالنسبة لمرضى الأمراض المزمنة ممن تزيد معاناتهم في درجات الحرارة المرتفعة. 
ونصح بضرورة ضبط النفس، والاكثار من ذكر الله، والتماس الأعذار للغير، وأن يتوقع كل شخص أخطاء الآخرين، حتى لا يزيد انفعاله في حال حدثت أي مشكلة، خاصةً بالنسبة للسائقين على مختلف الطرقات. 
وأكد الدوسري أهمية تخصيص كل أسرة لبرنامج خاص بها في فصل الصيف، الأمر الذي يسهم في توفير الترفيه للأبناء، وفي الوقت نفسه تخفيف الضغوط على الأطفال، خاصةً مع عدم رغبة الكثيرين في السفر للخارج في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العالم من انتشار فيروس كورونا.
وأشار إلى أن كل ولي أمر يمكن أن يخصص برنامجا لأسرته وفق قدراته المالية، ولا يرهق نفسه بما لا يطيق، وان يوفر النشاطات في الأسرة دون تكلفة كبيرة تقع عليه.

د. عايش القحطاني: يجب التحلي بالصبر واحترام الآخرين

قال الشيخ الدكتور عايش القحطاني – داعية إسلامي ومستشار أسري ومرشد نفسي ومجتمعي: على الإنسان أن يتأقلم ويضبط نفسه ويرضى بقضاء الله وقدره، ويشغل نفسه بأشياء مفيدة دائماً، خاصةً الهوايات والمهارات، وأن يغير من الصفات التي يراها سيئة، ويتعامل بطريقة أفضل مع المحيطين، ويراجع المعطيات التي يمكن أن يغير بها من سلوكه، ويشغل نفسه بشيء أفضل، ولا يستسلم للتأثيرات المحيطة به.
وأضاف: القيام بالأشياء المفيدة هو تدريب للنفس على التخلص من الغضب، ومثلها كالتدريب في وقت الصيام، والذي يضبط الشخص عن التلفظ بما لا يليق أو ما يضبط صيامه، وعلى الإنسان أن يقوم بهذا الأمر أيضاً في أمور مختلفة.
وأكد د. عايش القحطاني على أن الفراغ هو الذي يولد الغضب والملل والتوتر، لذا على الإنسان أن يشغل نفسه بكل ما هو نافع، والتقرب من الله والأعمال التطوعية، فكلها أعمال تساعد على ضبط السلوك.
وأردف: ويمكن لأولياء الأمور أيضاً أن يكتشفوا مهارات الأبناء في فترة الصيف، وأن يستثمروا أوقاتهم بصورة صحيحة، وأن يعلموا على تنمية هواياتهم ومهاراتهم، والأشياء التي يبدعون فيها، وتعزيز السلوك الإيجابي بكثرة السماع والحوار، وفلترة الأشياء السلبية وتحويلها لايجابية، إضافة إلى دمج الأبناء في أمور البيت، كشراء الأغراض أو تغيير ديكور البيت، وإعداد الأكل، وغيرها من الأمور، وشغل أوقاتهم بكل مفيد، فكلها أفكار تسهم في تقليل الضغوط التي قد يتسبب فيها المكوث في المنزل أو ارتفاع درجات الحرارة.
وحول الإسراع على الطرق وغضب البعض، وارجاع ذلك إلى حرارة الطقس، قال الدكتور عايش القحطاني: يجب على الإنسان أن يتحلى بالدين والصبر واحترام الأشخاص وحرياتهم، وقد جاء في الحديث الشريف: عَنْ عَطَاءِ بنِ يَسَار، عَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ، عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: إِياكُم وَألْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ، فَقَالُوا: مَا لَنَا بُد، إِنما هِيَا مَجَالِسُنَا، نَتَخَدثُ فِيهَا، قَالَ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إلاَّ المجالس، فَأَعطُوا اَلطرِيقَ حَقُّهَا، قَالُوا: وَمَا حَقُ اَلطرِيقِ؟ قَالَ: غَضُّ اَلْبَصَر، وَكَفُّ اَلأذًى، وَرَدُّ السلاَم، وًأمْر بِالْمَعْرُوف، وَنَهي عَنِ اَلْمُنْكَرِ. أخرجه أحمد 3/‏36(11329) و»البُخَارِي» 3/‏173(2465) و»مسلم».

د. هادية بكر: الإنسان قادر على التكيف مع مختلف الأجواء

أكدت الدكتورة هادية بكر- خبير اجتماعي وإرشاد أسري بمركز الاستشارات العائلية وفاق – أن الصيف من مواسم العام الأربعة، وطبيعة البلاد في الخليج العربي ككل أن يكون الصيف طويلا نوعاً ما، والصيف بصورة عامة يتميز بارتفاع في درجة الحرارة.
وأشارت إلى أن هناك ما يسمى في علم النفس بالاضطرابات النفسية الموسمية، وهذا الأمر لا يقتصر على البلدان التي تتميز بالصيف الطويل أو ارتفاع درجات الحرارة، ولكن أيضاً البلدان التي تعاني من انخفاض في درجات الحرارة، ومن اعراض هذه الاضطرابات القلق وبعض السلوكيات التي يرجعونها للتغير في الطقس.
وقالت د. هادية بكر: في فصل الصيف تظهر بعض السلوكيات كالانفعال والسلوك غير المنضبط، ولكن ليس هناك دراسات دقيقة تثبت هذا الكلام، أو تؤكد أن الحالة النفسية تتأثر بصورة واضحة بالوضع الموسمي، وهذه السلوكيات يمكن علاجها والتعامل معها.
وأضافت: بفعل الحرارة الشديدة، فالأشخاص يحرصون على الابتعاد عنها طوال النهار، فلا يتعرضون لإضاءة النهار، وهذا الأمر مضر بالصحة النفسية والجسدية، نظراً لنقص فيتامين «د»، والذي يؤدي إلى نوع من تأثر الحالة النفسية وتأثر الجهاز المناعي، فيؤدي إلى قلق واكتئاب، وهذا يمكن أن يكون الرابط المسبب في التغير بالسلوك، ومن بينها التغير في عادات الأكل كزيادة الشهية أو نقصانها، فكلها تأثيرات غير مباشرة تحدثها حرارة الصيف على الأشخاص.
وتابعت: هذه التأثيرات لا تقتصر على الأجواء الحارة فقط، بل تمتد إلى سكان البلدان التي تشهد برودة شديدة في الشتاء، وتغيب عنها الإضاءة الطبيعية في بعض الأحيان، لأن الأنظمة الفسيولوجية تتأثر فتؤثر على النظام السيكولوجي في الإنسان.
ونوهت بأن الحرارة الشديدة تؤدي إلى تثبيط النشاط، الأمر الذي يؤدي إلى المكوث في المنازل، فيكون الأشخاص أكثر ارهاقاً ويعانون من الملل والقلق، فيكون المزاج غير جيد، مشيرة إلى أن كل التأثيرات تكون بصورة غير مباشرة على الجهاز النفسي والعصبي للإنسان.
وأشارت إلى أن كل شخص يمكنه تفادي التأثيرات غير المباشرة لحرارة الطقس المرتفعة، خاصةً وأن الإنسان كائن تكيفي يتكيف مع الأوضاع المحيطة به بشكل كبير جداً، فيمكن الا يُنظر لهذه الأجواء السلبية، فيحيلها لأجواء تفاعلية، كالأنشطة الرياضية التي تُحفز المزاج الجيد.
وشددت على أن الإنسان قادر على التحكم في انفعالاته وتصرفاته في كل المواسم والأجواء والأحوال، لأنه قادر على التكيف مع كل الأحوال، ويستطيع أن تكون له السيطرة على انفعالاته إذا تحكم بأفكاره وكانت له الإرادة في كيفية تسيير هذه الأفكار وتحويلها إلى أفكار إيجابية يستطيع من خلالها التمتع بالأجواء مهما كانت.

خليفة المالكي: مطلوب التماس الأعذار للآخرين

قال خليفة المالكي: درجات الحرارة في الشوارع مرتفعة جدا، وهذا الأمر له الكثير من الأسباب، منها المواد المستخدمة في رصف الطرق، وغيرها من الأمور، فلم يكن الوضع «زمان لول» بهذا الشكل، لذا نلاحظ الكثير من الانفعالات التي قد يجدها البعض مبالغ فيها، خاصةً بين السائقين.
وأضاف: بعض التصرفات تكون بسيطة، ولكن نتيجة لحرارة الجو نجد انفعال البعض بسببها، فضلاً عن أن تصرفات أخرى تثير غضب الأشخاص، ولكن نتيجة درجات الحرارة المرتفعة يكون انفعال الشخص أكثر من المتوقع.
وأكد على أهمية التماس الاعذار للآخرين، مشيراً إلى أنه من الأمور التي قد تخفف من انفعال الانسان على المحيطين به، فيمكن التماس العذر للشخص الذي يقود بسرعة، أو غيرها من الأمور التي لا نعلم كافة تفاصيلها.
وأشار إلى أهمية المحاولة لضبط النفس والابتعاد عن الأمور التي تثير غضب الإنسان حرصاً على عدم وقوعه في مشكلات، وألا يترك نفسه للانفعالات التي قد تؤثر سلباً على علاقته بالآخرين، وأن يعذر الاخرين إن وجد منهم انفعالا، وهذا الأمر يسهم في نشر الأجواء الإيجابية.

«حمد الطبية»: نصائح لتفادي تأثيرات ارتفاع لهيب الجو

قدمت مؤسسة حمد الطبية 4 نصائح للوقاية من التعرض للحروق والأمراض الجلدية بالصيف، حيث تظهر في هذا الفصل الحار أمراض فصلية وموسمية معروفة، من أشهرها الأمراض الجلدية بصفة عامة.
وقالت المؤسسة في تغريدة على حسابها بموقع تويتر للوقاية من التعرض للحروق والأمراض الجلدية بالصيف يجب القيام بما يلي:
- عدم الوقوف تحت أشعة الشمس فترة الظهيرة.
-ارتداء الملابس القطنية الناعمة.
-وضع كريم واق من أشعة الشمس.
• شرب الكثير من السوائل والمياه خلال اليوم.
وسبق وأوضحت الدكتورة إيمان السعدي، طبيبة الأسرة ومدير مركز أبو بكر الصديق الصحي بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن من أبرز أمراض الصيف أيضا حالات الربو والحساسية الصدرية ونوباتها بسبب ارتفاع درجة الحرارة وزيادة الاعتماد على المكيفات الهوائية، فضلا عن الإنفلونزا.
كما ذكرت أن أمراض الجهاز الهضمي تعد كذلك من أكثر الأمراض شيوعاً وانتشاراً بين الأطفال في فصل الصيف، لارتباطها المباشر بالإرضاع أو التغذية، ودرجتي الحرارة والرطوبة، وحالة الجو والتلوث المحيط، ووسائط العدوى المباشرة وغير المباشرة، إلى جانب صعوبة السيطرة على وسائط نقل العدوى خلال هذا الفصل، أو صعوبة التحكم والسيطرة على كل ما يتناوله الطفل، ودعت في هذا السياق إلى تناول وجبات طعام صحية غنية بالخضراوات والفواكه والحبوب، وتقليل شرب العصائر المحلاة والحلويات.