نظمت جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي حلقة نقاشية بعنوان «على مائدة الترجمة.. جائزة الشيخ حمد للترجمة وسؤال المثاقفة» عبر تقنية الاتصال المرئي، وبمشاركة نخبة من الأكاديميين المشتغلين بالترجمة في اللغتين التركية والرومانية، والإعلاميين في قطر وتركيا ورومانيا.
وجاءت الحلقة، التي أدارتها الناقدة والأكاديمية الأردنية الدكتورة امتنان الصمادي، في ضوء اختيار اللغة التركية كلغة رئيسة ثانية، واللغة الرومانية في فئة الإنجاز للموسم الثامن من الجائزة.
وتناولت الدكتورة حنان الفياض، الناطق الرسمي والمستشارة الإعلامية لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، في بداية الجلسة فلسفة الجائزة ورؤيتها، منوهة بأن دولة قطر أطلقتها عام 2015، لتكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح، مؤكدة أن الجائزة تعمل على تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب.
وتحدثت عن شروط الترشح في مختلف فئات الجائزة للأفراد، وكذلك المؤسسات، مؤكدة أن الجائزة تعتمد على لجان علمية رصينة من مختلف أنحاء العالم تضمن حياديتها، مشيرة إلى أن مجلس أمناء الجائزة اختار الترجمة في مجالات الإنسانيات والعلوم الاجتماعية لما لها من آثار إيجابية في تحقيق المثاقفة بين الحضارات.
وأشارت الفياض إلى أن الموسم الثامن يشمل جوائز الفئة الأولى في الترجمة في الكتب المفردة، وتنقسم إلى الفروع الأربعة وهي: الترجمة من العربية إلى الإنجليزية، والترجمة من الإنجليزية إلى العربية، والترجمة من العربية إلى التركية، والترجمة من التركية إلى العربية، وتبلغ قيمة كل واحدة من هذه الجوائز 200 ألف دولار ويحصل الفائز بالمركز الأول فيها على 100 ألف دولار، والمركز الثاني على 60 ألف دولار، والمركز الثالث على 40 ألف دولار، لافتة إلى أن اختيار اللغة التركية كلغة ثانية جاء للمرة الثانية نظرًا لأهميتها في تحقيق التقارب الثقافي العربي التركي.
وأضافت أن الفئة الثانية تشمل جوائز الإنجاز في اللغات الفرعية المختارة، وهي هذا العام الترجمة من العربية وإليها في لغات: بهاسا إندونيسيا، الكازخية، الرومانية، السواحلية، الفيتنامية، حيث تمنح الجائزة لمجموعة أعمال مترجمة من هذه اللغات إلى اللغة العربية، ومن اللغة العربية إلى تلك اللغات، حيث تبلغ القيمة الإجمالية لجوائز هذه الفئة مليون دولار، فيما تخصص الفئة الثالثة للإنجاز في اللغتين الرئيستين (الإنجليزية والتركية)، وتبلغ قيمة هذه الجائزة 200 ألف دولار، مؤكدة أن الجائزة تابعت عن كثب جهود المترجمين سواء الفائزون بتقديرهم، أو الذين لم يحالفهم الحظ لدفعهم إلى تجويد أعمالهم، وتحقيق معايير الجائزة وتشجيع المثاقفة الناضجة.
ومن جانبه، تناول البروفيسور والمترجم التركي محمد حقي صوتشين رئيس قسم اللغة العربية في جامعة غازي بتركيا، أهمية الترجمة في التأثير الثقافي المتبادل، ونقل إبداع الحضارات، مشيرًا إلى تاريخ الترجمة في العالم الإسلامي منذ العصر العباسي، والعمل على نقل العلوم والمعارف عن اليونانية، ليتم ترجمة أعمال المسلمين وإبداعاتهم العلمية والفكرية فيما بعد، لتكون مصدرًا رئيسيًّا لعصر التنوير الأوروبي، مؤكدًا أن الترجمة ليست نقلًا بل إثراء للحضارة المنقول إليها.
وتحدث عن الأدب التركي ومدارسه المختلفة، وأن ترجمة الأدب العربي ساهمت في تغيير الصورة النمطية عن العرب، مشيرًا إلى وجود تقارب أدبي بين الثقافتين حاليًا بفعل الترجمة.