جامعة قطر تستعرض دور الأبحاث البينية في تعزيز البحث العلمي
محليات
09 مايو 2015 , 08:40م
قنا
عقد مركز العلوم الانسانية والاجتماعية بكلية الآداب والعلوم، المنتدى البحثي السنوي والذي تمحور هذا العام حول "دور المجموعات البحثية في تعزيز البحوث البينية في العلوم الانسانية والاجتماعية"، بمشاركة عدد كبير من الباحثين من أعضاء هيئة التدريس بالكلية إلى جانب ممثلين من المراكز البحثية في جامعة قطر وخارجها.
وقالت الدكتورة إيمان مصطفوي عميد كلية الآداب والعلوم:"لا شك أن هذا المنتدى يحقق تفرده من خلال سعيه لتجسير المسافة المتوهمة بين سائر التخصصات أدبية كانت أو علمية، كما يستمدها أيضا من إعادة الاعتبار لمفهوم الدراسات البينية المستند إلى وعي عميق بحدود الاندماج، والتداخل، والتقاطع بين الحقول المعرفية المتعددة وقيمها الوظيفية المتماثلة في عموميتها، وهذا ما وعته كليتنا مبكرا، وسعت جاهدة لإرساء هذه العلاقة البينية بين التخصصات المختلفة، وبناء جسور تكامل بينها سبيلا للانتقال من النظرة التقليدية الضيقة القائمة بين التخصصات الأكاديمية المختلفة إلى تأسيس منهج متكامل على مستوى الأهداف والمخرجات".
وأوضحت ان تنظيم مركز العلوم الانسانية والاجتماعية لهذا المنتدى يعتبر مؤشرا دالا على الرؤية المتكاملة التي تتبناها كلية الآداب والعلوم فيما يتعلق بطبيعة العلاقات البحثية بين التخصصات المتعددة، وهو ما يترجم إيمانا عميقا بما بين العلوم من تكامل ينبغي استثماره، والإفادة منه للوصول إلى حلول مبتكرة وغير تقليدية للمشاكل البحثية المستحدثة.
وأضافت "لقد بات من الضروري إعادة الاعتبار لمفهوم الدراسات البينية لتجاوز الرؤى النمطية التقليدية التي تقيد حركة انتقال المعرفة بين القنوات البحثية المختلفة بذريعة التخصص، وكأن التخصص يعني الانغلاق والتضييق، فقد حاول البعض استغلال بريق مفهوم التخصص ليمارس سطوته على العلم ويحرم الباحثين من حقهم في تعديل استراتجيات البحوث أو تعميقها أو تغييرها، وهو ما يتعارض بشكل لافت مع حقيقة العالم باعتباره تشكيلا متنوعا من القوى والإرادات والانتماءات والثقافات والتطلعات.. وقد أدى هذا الأمر في كثير من الأحيان إلى نتائج بحثية غير قابلة للتطبيق تقف عاجزة أمام المشاكل الجديدة التي تواجه إنسان عصر ما بعد العولمة".
وتابعت مصطفوي قائلة "ان الغاية التي يسعى إليها هذا المنتدى هي ترسيخ الوعي النظري والتطبيقي بالدراسات البينية ومناقشة الأفكار البحثية التي تطرحها المجموعات المشاركة وتحديد المجالات المشتركة بين هذه الأفكار والمقترحات، وبقدر ما نقدر صعوبة هذا الأمر والعثرات التي قد تكتنفه، بقدر ما نثق في عزم المشاركين وقدرتهم على تحقيقه، إدراكا منهم للدور الإيجابي الذي يمكن أن يؤديه تعاونهم، وهو ما نلمس تحققه عبر الثراء الملموس على مستوى المقترحات البحثية المقدمة من خلال مجموعات بحثية تشمل التاريخ واللغة العربية والدراسات الثقافية ودراسات المرأة والأسرة والصحة النفسية والهجرة والعلاقات الدولية والمجتمع الدولي، وهو ما يفتح نافذة التفاؤل فيما يتعلق بالجدوى المرجوة والمأمولة من وراء هذه الدراسات البحثية البينية التي توظف إمكانات التخصصات المختلفة بغية خدمة المجتمع وترقية مستوى الإنسانية".
وأكدت أن جامعة قطر تراهن على مثل هذه الجهود المخلصة في التقريب بين التخصصات وتشجع كل ما من شأنه ترقية وتطوير البحث العلمي بما في ذلك احتضان وتنظيم مثل هذه المنتديات العلمية وتوفير كل الشروط والمقومات الكفيلة بخلق فضاء علمي محفز يشجع على الخلق والابتكار وإنتاج المعرفة سبيلا لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لجامعتنا وتجسيدا كذلك لرؤية دولة قطر 2030 الساعية لتطوير كل ما من شأنه خدمة المواطن في هذا البلد وتحقيق ظروف العيش الكريم والتنمية المستدامة.
من جهته، أكد الدكتور محمد أحمدنا العميد المساعد لشؤون البحث والدراسات العليا، أن كلية الآداب والعلوم هى القلب النابض للتعليم في جامعة قطر، مشيرا إلى أن العلوم الإنسانية والاجتماعية تعد حجر الأساس في مختلف العلوم الأكاديمية حيث تتداخل العلوم الانسانية والاجتماعية مع مختلف التخصصات العلمية الاخرى.
وأشار إلى أهمية التعاون والتكامل بين المراكز البحثية الثلاثة البينية التخصصات بالكلية وهي مركز التنمية المستدامة، ومركز العلوم الإنسانية والاجتماعية، ومركز دراسات الخليج، والتي قامت بالفعل بالعديد من الأنشطة التي من شأنها تعزيز الإنتاجية البحثية في الكلية من خلال تنظيم الفعاليات التي يشترك فيها أعضاء هيئة التدريس.