يشهد قطاع غزة المحاصر تدهوراً مستمراً في الخدمات الصحية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع، بدءاً من نقص المعدات والأدوية الطبية وصولاً إلى الأجهزة والمرافق، مما أثر على الرعاية الصحية الأساسية للأفراد.
وفي الوقت ذاته، بات الأطباء الفلسطينيين في مواجهة تحديات جسيمة للحفاظ على حياة أولئك المرضى، وكانت أبرز هذه التحديات، هي رعاية مرضى الأمراض الوراثية مثل الثلاسيميا، والهيموفيليا.
وفي حديثه لـ "العرب" كشف الدكتور هاني عياش، استشاري أمراض الدم في مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني عن طبيعة هذه الأمراض ومضاعفاتها قائلاً إن مرض الثلاسيميا أو الأنيميا المنجلية، هو اضطراب وراثي يؤدي إلى نقص في الهيموجلوبين "بروتين الدم"، مما يؤدي إلى فقدان الطاقة والتعب الشديد.
أما مرض الهيموفيليا، والحديث لازال على لسان المصدر ذاته، فهو مرض نادر يؤدي إلى نقص في عامل التخثر في الدم، مما يعني أن المرضى يعانون من نزيف مفرط عند الجروح أو الجراحات.
درجة خطورة هذه الأمراض تنقسم إلى 3 مستويات ما بين بسيطة، متوسطة، خطيرة، والعديد من الحالات بدأت الآن في الدخول إلي المرحلة الخطيرة وذلك بسبب عدم توافر عناية كافية، وأدوية لهذه الأمراض، بحسب ما أكد استشاري أمراض الدم في مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني.
وتطرق العباس للحديث عن مصابي مرضى الثلاسيميا والهيموفيليا في قطاع غزة قبل وبعد عدوان الاحتلال الإسرائيلي، كاشفا عن أن القطاع كان به 300 مريضاً من مرضى الثلاسيميا والهيموفيليا قبل الحرب، ولكن بعد الحرب فقدوا ما يقارب 20 مريضاً بسبب نقص العلاجات الضرورية، والرعاية الصحية، الأمر الذي يبطئ عمل الأطباء ويعوق قدرتهم على التحكم في أعراض المرض.
وعن الحالة الصحية لمرضى الثلاسيميا والهيموفيليا الذين مازالوا على قيد الحياة، أكد استشاري أمراض الدم في مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني أن أكثر من ثلث المرضى تعرضوا لمضاعفات نتيجة لزيادة نسبة الحديد في أجسامهم مما أدي إلي فشل في عضلة القلب.
بيد أن بعض الأدوية اللازمة التي يجب توفرها للمرضى لإبقائهم على قيد الحياة لم تعد متاحة بسبب العدوان والحصار المفروض على القطاع.
وأشار العياش إلي أن هناك العديد من المضاعفات التي واجهوها مع المرضى، وتمثلت في عدم توافر وحدات الدم الطازجة، بالإضافة إلى قلة وحدات الدم المتوفرة في المستشفى نتيجة للكوارث الحربية خلال الـ 6 شهور الأخيرة.
وناشد العياش من خلال حديثه لـ "العرب" المجتمع الدولي بضرورة تحسين الرعاية الصحية في غزة، في ظل هذه الأوضاع في ظل هذه التحديات.