اسم كوبا قد يسحب قريبا من القائمة الاميركية للدول الداعمة للارهاب

alarab
حول العالم 09 أبريل 2015 , 11:52م
أ ف ب
بات الرئيس الاميركي باراك اوباما قريبا من الاعلان عن قراره بشأن شطب اسم كوبا من قائمة الدول الداعمة للارهاب وذلك عشية افتتاح قمة الاميركيتين التاريخية التي تشارك فيها الجزيرة الشيوعية لاول مرة.
واعلن أوباما الذي وصل الى جامايكا الخميس ان وزارة الخارجية انهت مراجعة مسألة وجود كوبا على اللائحة منذ 1982 والذي يشكل حجر عثرة امام عملية تطبيع العلاقات الجارية منذ أربعة اشهر بين هافانا وواشنطن.
ولكنه لم يعلن التوصيات التي خرجت بها الوزارة، مكتفيا بالقول للصحافيين "لن ادلي اليوم باعلان رسمي عن هذه التوصيات حتى اتسلمها".
ويحول وجود كوبا على اللائحة، التي تضم كذلك السودان وسوريا وايران، دون حصولها على المساعدات والتمويل من المؤسسات الدولية. وتعتبر هافانا وضعها على اللائحة "اهانة لا اساس لها وكذبا"، ولذلك قال المحلل الكوبي ارتورو لوبيز ليفي من مركز الدراسات العالمية في جامعة نيويورك ان سحب كوبا "سيكون له اثر ايجابي على العلاقات الثنائية عموما".
ويعتبر الخبراء سحب كوبا "بادرة رمزية" في اطار المفاوضات التي لا يزال عليها تذليل مشكلات اخرى شائكة مثل اعادة فتح السفارتين او رفع الحظر الاقتصادي الاميركي المفروض منذ 1962.
واكد اوباما ان المفاوضات تسير بشكل عام وفق ما هو متوقع.
وقال "لم اتوقع ان يتغير كل شيء من تلقاء نفسه فورا بين ليلة وضحاها، وان تصبح كوبا فجأة شريكا دبلوماسيا لنا مثلما هي جامايكا على سبيل المثال. هذا سيستغرق بعض الوقت".
واضاف "اعتقد اننا سنكون قادرين على المضي قدما بشأن فتح السفارات في البلدين".
والحدث التاريخي للقمة هو الصورة المنتظرة التي ستخلد وقوف الرئيسين الاميركي والكوبي جنبا الى جنب خلال القمة التي تضم للمرة الاولى البلدان الخمسة والثلاثين في القارة، وهي لا شك ستجوب العالم مثل صورة المصافحة بين اوباما وراوول كاسترو خلال تشييع نلسون مانديلا في 2013.
وتشارك كوبا لاول مرة في قمة الاميركيتين وهو منتدى تأسس في 1994 برعاية منظمة الدول الاميركية التي استبعدت منها كوبا من 1962 الى 2009.
ويصل وزير الخارجية جون كيري الى بنما قبل اوباما وقد يلتقي نظيره الكوبي برونو رودريغيز ليكون اول لقاء على هذا المستوى منذ عقود.
ومن شأن الاعلان عن شطب كوبا من لائحة "الارهاب" خلال القمة التي تستمر الجمعة والسبت ان يزيد من اهميتها التاريخية.
وقال اوباما الذي ينتظر وصوله مساء الخميس الى بنما انه يحمل رغبة في الحوار بعد التقارب مع هافانا وتوقيع اتفاق اطار حول برنامج ايران النووي في لوزان.
ولكن سيكون عليه ان يواجه العديد من دول اميركا اللاتينية التي ازعجها قراره الاخير بتوقيع مرسوم يعتبر فنزويلا الشريك التجاري الرئيسي لكوبا "تهديدا" للامن الداخلي للولايات المتحدة.
وقال رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو انه سيسلم اوباما خلال القمة عريضة تحمل عشرة ملايين توقيع لصالح الغاء هذا المرسوم الذي يرسخ عقوبات ضد كبار المسؤولين الفنزويليين.
ولكن واشنطن وكراكاس خففتا لهجة التهديد خلال الساعات الاخيرة حيث اقرت واشنطن بان فنزويلا "لا تشكل تهديدا"، وقال مادورو انه مستعد للحوار.
ولكن المراقبين يخشون ان يؤثر التوتر بين الجانبين على التقارب الكوبي-الاميركي. وقال لوبيز ليفي "لا ينبغي ان تحيد كوبا عن المسار. القمة يجب ان تكون مناسبة لتشجيع عملية الاصلاحات والانفتاح الجارية على الجزيرة".
ويعتبر راوول كاسترو قائدا براغماتيا يعي الازمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها فنزويلا التي تضم اكبر احتياطات النفط في العالم. لكن اعتماد كوبا على النفط الفنزويلي تراجع من 100 الف برميل يوميا في 2013 الى 80 الف برميل يوميا في 2014.
ويعتبر اوباما انه لا ينبغي التقليل من اهمية اعتماد منطقة الكاريبي على نفط فنزويلا حيث دعا في جامايكا الى تعزيز التعاون في مجال الطاقة مع المنطقة في اطار "دبلوماسية النفط".
وانعكس التوتر الدبلوماسي على الشارع من خلال تبادل انصار ومعارضي نظامي كاسترو ومادورو الضرب والشتائم خلال تجمعات محدودة وتظاهرات ومنتديات موازية للقمة.
وازاء قمة الاميركيتين تستقبل جامعة بنما قمة الشعوب بمشاركة ثلاثة الاف من ممثلي الجمعيات المدنية والسياسية ورئيسي بوليفيا والاكوادور ايفو موراليس ورافايل كوريا.