اختتام فعاليات المخيم الميداني السادس لإدارة الكوارث

alarab
محليات 09 أبريل 2015 , 08:10م
الدوحة - قنا
اختتم الهلال الأحمر القطري المخيم الميداني السادس للتدريب على إدارة الكوارث الذي نظمه خلال الفترة من الحادي والثلاثين من شهر مارس الماضي وحتي التاسع من إبريل ، تحت رعاية معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ، بموقع المخيم الكشفي البحري بالخور.
شارك في المخيم السادس حوالي 350 متدربا من داخل وخارج قطر، منهم 54 مشاركا من 15 جمعية وطنية وعربية من منطقة الخليج والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى 45 مدربا يمثلون عدة جمعيات ومنظمات دولية ومحلية و37 فردا من أفراد هيئة الخدمة الوطنية.
كما شارك في المخيم ودعمه العديد من الوزارات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية بالدولة، وقد شهد حفل الختام عرض فيلم عن المتطوعين بالمخيم.
حضر اختتام المخيم سعادة الدكتور محمد بن غانم العلي المعاضيد ، رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري واللواء الركن حمد محمد الهاجري، مساعد رئيس الأركان للعمليات والعميد حمد الدهيمي، نائب رئيس اللجنة الدائمة للطوارئ والمقدم خالد التميمي رئيس شبكة التدريب بهيئة الخدمة الوطنية والمقدم غانم الخيارين رئيس قسم الشرطة المجتمعية وعدد آخر من المسؤولين في الجهات المعنية بالدولة ووفود رفيعة المستوى من عدد من السفارات لدى الدولة.
وفي الكلمة التي ألقاها في حفل الختام توجه سعادة الدكتور المعاضيد بالشكر الجزيل إلى معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية على رعايته لمخيم إدارة الكوارث السادس.
كما شكر كافة الجهات الداعمة والمساهمة في رعاية هذا المخيم التدريبي.
وأضاف " في مثل هذا الموقع يظهر تميزنا، ومن هنا تتجسد المعاني الكامنة في مبادئنا الإنسانية كأدوات ومحركات لأعمالنا الإغاثية الخاصة، خاصة في ظل المتغيرات التي تمر بها منطقتنا .. فالمبادئ الإنسانية هي التي تحدد طرق وطبيعة عملنا في الميدان، وهذ الدور الحقيقي والفعال لجمعياتنا في مناطق النزاعات".
وأكد سعادته أن من الواجب تقديم خدمات إنسانية في أماكن تجمع النازحين واللاجئين، لكنه قال إن العمل المهم والفعال هو " دورنا في مناطق النزاع ، وهذا ما نعمل على ترقيته وتعليمه لمتطوعينا" 
ونوه بأن الهلال الأحمر القطري يعمل على ذلك حقيقة على أرض الواقع من خلال تواجده في ميانمار وأماكن تواجد اللاجئين السوريين وبالتنسيق مع الجمعيات الوطنية.
وتابع " نعمل بحرص على هذا الجانب، وفي المقابل نأمل أن يثق الآخرون من جمعيات ومؤسسات دولية بقدراتنا ، حيث إننا قادرون على الوصول وقادرون على العمل ولنا خبرة وتجربة على هذا الصعيد، بالإضافة إلى تراثنا وموروثنا في هذا المجال".
وهنأ الدكتور المعاضيد المتطوعين والمتطوعات على نجاحهم، منوها بأن الرسالة تتمثل في التخفيف من آلام الآخرين " فهو وازع ينبع من داخلنا نتيجة القيم والمبادئ والعادات والتقاليد التي تربينا عليها ، وأيضا يتماشى مع مبادئ عملنا وولائنا لمؤسساتنا".
وقال إن مخيم إدارة الكوارث هو إحدى السبل لمواجهة العديد من التحديات، لافتا إلى أن المتدربين تلقوا تعليما حول العديد من البرامج التي سيستطيعون من خلالها مواجهة الصعوبات الحقيقية في الميدان، مبينا أن العمل الإنساني مثل الطب ، حيث هناك وقاية يتبعها علاج ويتبعها تأهيل مما يحتم أن يكون لدى الجميع ليس فقط ردة فعل وإنما أيضا الاستعداد لمواجهة التحديات " فبالعلم نقوي أنفسنا ونقوي مجتمعاتنا ومؤسساتنا وروابطنا".
وخاطب الدكتور محمد بن غانم العلي المعاضيد المتطوعين والمتطوعات بالتأكيد على أهمية أن يضاف إلى رسالتهم الإنسانية، رسالة توعوية تهدف إلى توعية المجتمع وتثقيفه بكافة السبل والمعلومات التي أتيحت لهم ولم تتح لغيرهم، مشيرا إلى أنهم حصلوا على فرصة عظيمة للاحتكاك بمدربين أكفاء وأخوة لهم من الجمعيات الوطنية المشاركة مما يحتم بالضرورة أن يكون له أثره وينعكس على مجتمعهم.
وتحدث في الحفل الختامي كذلك السيد راشد بن سعد المهندي، رئيس المخيم السادس لإدارة الكوارث شاكرا كل من ساهم وشارك ودعم إقامة هذا المخيم من وزارات ومؤسسات وهيئات المجتمع المدني وشركات خاصة ووسائل الإعلام.
وأكد على أن رعاية معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية لهذا المخيم ليست بالأمر الجديد، مشددا على أن الأهمية الكبيرة التي توليها الحكومة الرشيدة لمثل هذه المخيمات ، أعطت بعدا كبيرا له محليا وإقليميا ودوليا.
وأضاف " لقد سعينا من خلال هذا المخيم إلى تحسين قدرة أبناء المجتمع القطري ومتطوعي الهلال الأحمر القطري وكافة المشاركين للاستجابة للكوارث، بما يسهم في تأسيس فريق من المتطوعين مدرب ومؤهل في إدارة الكوارث لتحقيق استجابة أفضل وأكثر فعالية، إضافة إلى تحسين التنسيق مع الجمعيات والمؤسسات القطرية في مجال الاستجابة للكوارث" .. وقال إن من الأهداف الرئيسية كذلك تعزيز إمكانية الاستجابة لأكثر من كارثة قد تقع في وقت واحد. 
وألقت المتطوعة الدانة أحمد الخليفي كلمة المتطوعين أشادت فيها بالمخيم وبالعمل والتدريب والجهد الكبير الذي بذل على مدى أيامه العشرة.
وقالت إن مشاركة المتطوعين في هذا المخيم جاءت مثمرة وسيحصدون نتائجها وثمارها خلال السنوات المقبلة، داعية إلى جعل هذه المشاركة انطلاقة تغير في حياتهم من أجل أن يغيروا في حياة الآخرين ويساهموا في بناء مجتمعاتهم.
وشكرت إدارة المخيم والمدربين على الجهد الجبار الذي بذلوه ليوفروا للمتطوعين البيئة المناسبة لتلقي التدريب وفق معايير دولية.
من ناحيته ألقى المتدرب تركي كريم ذريعان الشمري كلمة باسم شباب الخدمة الوطنية ، شكر فيها الهلال الأحمر القطري على جهوده الكبيرة في تنظيم هذا المخيم وفي مجال العمل الإنساني للتخفيف من آلام الناس وإسعافهم وإيوائهم، وتقديم الغذاء والدواء لهم.
وأكد على الفائدة الكبيرة التي تحققت للمتدربين من حيث إدارة الكوارث والازمات الانسانية بما يساعد المتدربين على التعامل مع الناس ومساعدتهم والتخفيف عنهم في حال حدوث الكوارث والازمات.
وأضاف " إننا كمدنيين عسكريين بحاجة لمثل هذه الخبرات لتطبيقها ميدانيا على المصابين ، وخصوصا تجبير الكسور وإيقاف النزيف والانعاش التنفسي والقلبي".. معربا عن أمله في أن يكون لمجندي الخدمة الوطنية مكان في برامج الهلال الأحمر القطري المستقبلية ، مؤكدا أن هذه الدورة كانت مميزة جدا ومفيدة لمجندي مركز الخدمة الوطنية، معربا عن شكر مجندي الخدمة الوطنية لهيئة الخدمة الوطنية التي أتاحت لهم الفرصة للاستفادة من هذا البرنامج والذي سينعكس فعليا على تطلعاتهم.
بدوره ألقى المتدرب عمر سمران المرامحي من الهلال الأحمر السعودي كلمة نيابة عن زملائه المشاركين من خارج دولة قطر تقدم فيها بالشكر إلى الهلال الأحمر القطري على حسن الاستقبال والضيافة ، ولكل من ساهم في إنجاح هذا المخيم الرائد من مسؤولين ورعاة وداعمين.
وهنأ جميع المشاركين بتخرج الدفعة السادسة من هذا المخيم داعيا الى استمراره لتحقيق أهدافه.
واستعرض الفوائد التي حققها المخيم وبخاصة تطوير مهارات وقدرات ومعارف المشاركين ، وتحسين أدائهم وإضافة المزيد من الخبرات لهم.
وشهد اليوم الأخير للمخيم الذي نظم تحت شعار" التأهب الفعال لتحقيق استجابة أفضل" سيناريو تمثل في تلقي غرفة العمليات بلاغا لعاصفة رعدية ضربت شمال شرق البلاد ، وتسببت في العديد من الأضرار. وقد نفذت إدارة المخيم السيناريو في موقعين مختلفين الموقع A داخل المخيم والموقع B خارج المخيم.
وفي سياق هذا السيناريو استجابت فرق الإنقاذ والتدخل والتقييم من حيث رصد الأضرار وإخلاء العالقين إلى مراكز الإيواء. كما قامت فرق المسعفين بنقل المصابين إلى مستشفى الخور، ومن جانبها قامت طائرة القوات الأميرية بإخلاء العالقين في المياه بعد أن ألقت بعض المساعدات والمواد الإغاثية. 
وأدى حدوث العاصفة الرعدية وفقا للسيناريو إلى وقوع ماس كهربائي بأحد المباني أسفر عن حريق كبير أدى بدوره إلى وقوع عدة اصابات، مما استدعى تدخل رجال الدفاع المدني ولخويا والفزعة والقوات الأميرية القطرية والإسعاف الطائر التابع لمؤسسة حمد الطبية ، وكذلك فرق المسعفين من المتطوعين والايواء والدعم النفسي ، كل في مجال اختصاصه.
وفي إطار الفعاليات الختامية قام جميع زوار المخيم بمعاينة بعض المواقع التدريبية التي ضمها كالمستشفى الميداني ، حيث تعرفوا على إمكانياته وتجهيزاته وأقسامه. كما تعرفوا أيضا على مرافق المخيم واستمعوا لشرح مفصل عن منظومة المياه والإصاح وعلى مركز المعلومات الذي يضم منظومة معلوماتية كاملة حول آخر المستجدات حول العالم بالنسبة للكوارث.
تم في الختام توزيع الشهادات على المشاركين.
يذكر أن بناء القدرات يعتبر جزءا لا يتجزأ من استراتيجية الهلال الأحمر القطري وكذلك أولوية وطنية، ويندرج ذلك تحت استراتيجية ورؤية قطر الوطنية 2030 .
ويعتبر بناء القدرات السبيل الوحيد لإيجاد ثقافة التأهب والاستعداد والتعريف بأهم أدوات الاستجابة للكوارث على مستوى العالم، ولذلك شرع الهلال الأحمر القطري في التحضير لهذا المخيم منذ شهر أكتوبر 2013م . وقد أصبح مخيم إدارة الكوارث فعالية تميز بها الهلال الأحمر القطري ليس فقط على مستوى قطر وحسب، وإنما على مستوى المنطقة كلها.