استعرضت وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية جهود مركز عائشة آل ثاني لتحفيظ القرآن الكريم المتواصلة بتعليم كتاب الله تلاوةً وحفظاً وتدبراً؛ من خلال كادر تعليمي متمرس يمتزج بين المحفظات والإداريات من ذوات الخبرة العالية لتحقيق رسالة المركز.
وأوضحت الشيخة لولوة بنت محمد بن حسن العبد الرحمن آل ثاني المنسقة بالمركز، أن مركز عائشة آل ثاني يحظى بإقبال كبير من الفئات النسائية للالتحاق به.
ونوهت بأن المركز يسعى إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من الدارسات لحفظ كتاب الله والعمل به، وتخريج خاتمات للقرآن، وجعل المركز منارة لتعليم كتاب الله.
وأضافت إن المركز يحرص على توفير البيئة المناسبة للدارسات، وحثهن على الاستمرار في تعلم مناهج القرآن الكريم واتباع أوامره، كما يسعى إلى مراعاة ظروف الدارسات بما يتناسب مع ظروفهن لحضور الحلقات وفق المواعيد الرسمية لدوام المركز، والاستمرار في إقامة الفعاليات والمسابقات لتعزيز تفاعل الدارسات ونشاطهن بالحلقة، وبث روح المحبة والألفة بين المحفظات والدارسات.
ويتواصل عمل المركز على فترتين، الصباحية من الثامنة والنصف ولمدة ساعتين صباحا ومن الرابعة حتى السادسة مساء، وكل حلقة تدرس يومين في الأسبوع الأحد والثلاثاء، والاثنين والأربعاء، حيث يستهدف المركز مختلف شرائح المجتمع القطري النسائي الراغبات في حفظ القران الكريم وتعلم علومه من كافة الفئات العمرية وبمختلف المستويات من الأطفال – الفتيات - النساء المتعلمات – الأمهات – الأميات، بالإضافة إلى الجاليات الأطفال والنساء المتعلمات غير الناطقات باللغة العربية.
ويحتضن المركز 359 دارسة، يتوزعن على 125 دارسة في الفترة الصباحية يدرسن في 7 حلقات، و234 دارسة في الفترة المسائية يدرسن في 12 حلقة قرآنية، وجميع الحلقات الـ 19 بالمركز للحفظ ما عدا حلقة واحدة لتحسين التلاوة، حيث تشرف على تلك الحلقات 8 محفظات على كفاءة عالية وخبرة في مجال تعليم القرآن الكريم.
وحول رأي الدارسات بالمركز، أوضحت الدارسة حصة أنها التحقت بالمركز حديثا بحلقة متعلمات مبتدئات يومي الاثنين والأربعاء خلال الفترة الصباحية، وترى أن الوقت مناسب جداً ومثالي للأمهات والمتقاعدات لاستثمار أوقاتهن فيما يعود عليهن بالنفع وهو تلاوة القرآن الكريم وحفظه بالتجويد، وذكرت بأنها التحقت بمراكز سابقة مثل مركز جاسم درويش فخرو، ومركز عبدالله عبد الغني، مشيرة إلى أن الهدف الذي دفعها الى أن تلتحق بالمركز هو حبها لإتقان تلاوة القرآن الكريم وحفظه عن غيب لنيل الأجر والثواب العظيم من الله عز وجل، وكانت تلك الرغبة لديها منذ الصغر. وقدمت نصيحة لجميع الأمهات والصغار بالتوجه إلى مراكز التحفيظ النسائية التابعة لوزارة الأوقاف لتوفيرها أجود وأفضل الأساليب والبرامج التي تشجع الدارسات على تحسين تلاوة القرآن الكريم والمساعدة على حفظه.
الدارسة صفية أحمد ذكرت أنها التحقت بالمركز بالرغم من كونها لا تجيد القراءة والكتابة إلا أن التشجيع المستمر من أبنائها وأحفادها وصديقاتها دفعها للالتحاق بهذا المركز لتعلم الحروف، ولتصحيح التلاوة في الصلوات، وفهم معاني القرآن، وتدبره، وحفظه، ونيل الثواب في الآخرة. وقد أثر التحاقها بالمركز على حالتها النفسية من ناحية انشراح الصدر والشعور بالفرحة لحسن تعامل أعضاء المركز معها وتحفيزها للمواظبة بالحضور، مشيرة إلى أنها تواجه صعوبة في مخارج الحروف والحفظ نظراً لكبر سنها إلا أنها تحاول وتجتهد بالتعلم وتشعر بالسعادة لحسن تواصل الدارسات معها وتبادل المعلومات فيما بينهن. وقدمت نصيحة لصديقاتها وأهلها بالمسارعة في الالتحاق بمراكز التحفيظ لتحصيل المنفعة العظيمة من تعلم القرآن الكريم.
وحول رأي المحفظات بالمركز أوضحت المدرسة سارة مصطفى عبد الباقي أنها التحقت بالمركز في شهر أغسطس ٢٠٢٢، وقامت بتدريس دورة «خلقاً حسن» في فترة انعقاد بطولة كأس العالم في قطر، ومن ثم بدأت بتدريس حلقات الحفظ وتحسين تلاوة وتجويد لفئة الفتيات يومي الأحد والثلاثاء مساءً، وتعليم فئة النساء المتعلمات والأمهات المبتدئات يومي الاثنين والأربعاء صباحاً. وقالت إن لديها خبرة سابقة بأحد المراكز القرآنية حيث كانت تدرس جميع الفئات العمرية المسجلة به.
وأشارت الى أن العامل الرئيسي الذي يدفع الدارسات خاصة فئة النساء المتعلمات والأمهات لتعلم القرآن الكريم هو محبةً تعلم الأسس الصحيحة له من تجويد، ومعان، وتدبره كما أنزل على النبي محمد عليه الصلاة والسلام، والعمل به في الدنيا لابتغاء الأجر والثواب من الله تعالى، وبالرغم من وجود صعوبات قد تواجه تلك الفئة من ناحية الالتزامات الشخصية إلا أن المركز يحرص بشكل كبير على تسهيل وتيسير كل الأمور المحفزة على المواظبة والالتزام في الحلقات، أما بالنسبة لفئة الفتيات فغالبا ما يكون الوالدان الأكثر حرصاً على تعليم ابنتهما واستمرارها بالمركز.
المحفظة أمينة عبد الحكيم عبدالستار قالت إن لها خبرة طويلة في دار عبدالرحمن فخرو لتحفيظ القرآن لمدة عشر سنين، ولفتت الى أنها تدرس بمركز عائشة في حلقة للأمهات الأميات غير قالارئات يتم من خلالها تدريسهن الحروف الهجائية بجانب تعاليم القرآن من ناحية القراءة الصحيحة وشرح بسيط لأحكام التجويد عبر استخدام أساليب متنوعة للشرح المبسط والتكرار والترديد مع الدارسات لتسهل عليهن حفظ الآيات والسور، كما أنها تدرس بحلقة الخاتمات والتي يتم من خلالها تزويد الدارسات بوسائل لتسهل عليهن المراجعة، وربط الآيات، وطريقة تذكر المعلومات لتثبيت الحفظ.
وذكرت المحفظة أن الدور الفعال بالتدريس أن تكون الطالبات لديهن إقبال بالتعلم والمدرسات يحرصن على هذا من خلال رفع معنوياتهن وتحفيزهن بالاستمرار بالتعلم خاصة فئة الأمهات الأميات نظراً لاجتهادهن بالقراءة والكتابة وحب البذل لحفظ القرآن الكريم لذلك يتم استخدام ومشاركة الفيديوهات التعليمية القرآنية والحروف الهجائية بشكل مستمر في مجموعات الواتساب.