الوكالة الدولية للطاقة تستبعد تحسن أسعار النفط على المدى القصير

alarab
اقتصاد 09 فبراير 2016 , 03:55م
أ.ف.ب
استبعدت الوكالة الدولية للطاقة اليوم، الثلاثاء، تحسن أسعار النفط التي سجلت بعض التعافي بعد تدهورها إلى أدنى مستوى منذ 12 عاما، واعتبرت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" مسؤولة عن وفرة العرض الحالية في السوق.

وقالت الوكالة، في تقريرها الشهري: "من الصعب تصور كيف يمكن لأسعار النفط أن ترتفع بصورة ملاحَظَة على المدى القصير، في حين أن السوق متخمة بالنفط، على العكس، مخاطر تراجع الأسعار على المدى القصير باتت أكبر".

وانهارت أسعار الخام من أكثر من 100 دولار للبرميل في يوليو 2014 إلى أقل من 30 دولارا الشهر الماضي، مع تباطؤ النمو في الصين وزيادة الإنتاج في دول أوبك، بهدف إزاحة منتجي النفط الأعلى كلفة من السوق.

وفي حين تعتبر أسعار النفط المنخفضة جيدة للدول المستهلكة للنفط وللنشاط الاقتصادي العالمي، بدأ المستثمرون - خلافا للعادة - خلال الأشهر الماضية، باعتبار سعر النفط مؤشرا للطلب الاقتصادي متسببا في تقلب الأسواق العالمية.

بعد هبوطه إلى أقل من 28 دولارا للبرميل - الشهر الماضي - عاد سعر النفط ليرتفع فوق 35 دولارا واستقر حاليا حول 33 دولارا.

لكن الوكالة الدولية للطاقة تقول إنه "قبل إعلان الانتصار على القوى التي تدفع أسعار النفط إلى التراجع، علينا أن نفهم العوامل الرئيسة التي تدعو إلى التفاؤل".

وبعد تفنيد العوامل التي تدفع الأسعار إلى الارتفاع، ومن بينها أولا توقع حصول اتفاق بين المنتجين الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك على خفض الإنتاج، كتبت المنظمة أن "هناك احتمالا ضئيلا جدا بأن يتم التنسيق لخفض الإنتاج".

 تخمة أوبك: 

وقالت وكالة الطاقة إن هناك رؤية سائدة في السوق بأن بلدان أوبك ستبطئ الزيادة في إنتاجها، ما عدا إيران العائدة إلى السوق بعد سنوات من العقوبات الدولية.

لكنها أشارت إلى أن إنتاج العراق بلغ مستوى قياسيا جديدا في يناير، وأن هناك مؤشرات على أن السعودية زادت صادراتها.

وكتبت الوكالة - ومقرها باريس، التي تقوم بدور استشاري للدول المستهلكة في شؤون الطاقة - أن منظمة أوبك مسؤولة عن التخمة الحالية في سوق النفط، بسبب إمدادات السنة الماضية.

وفي حين لم تتغير مستويات إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك منذ سنة، وبلغت 32,6 مليار برميل يوميا في يناير، كانت إمدادات أوبك أعلى بـ1,7 مليون برميل يوميا، مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه قبل سنة.

وكتبت الوكالة: "يعود الأمر لمنظمة أوبك للتقرير بشأن خفض الإنتاج أو عدم خفضه سواء وحدها أو بالتنسيق مع منتجين آخرين، لكن الاحتمال ضئيل جدا بأن يتم التنسيق لخفض الإنتاج".

وأضافت أنه "عند المستويات الحالية فإن إنتاج أوبك يعني أن مخزونات النفط ستزداد".

ومن الأسباب التي دفعت إلى تحسن أسعار النفط، خلال الفترة الماضية، الاعتقاد بأن أسعار النفط المنخفضة ستؤدي إلى زيادة الطلب.

لكن وكالة الطاقة تمسكت برؤيتها بأن "نمو الطلب العالمي على النفط سيتراجع بشكل كبير" في 2016 إلى 1,2 مليار برميل يوميا، مقارنة مع 1,6 مليار برميل يوميا في 2015، عندما سجل أعلى مستوى له خلال خمس سنوات.

بذلك عدلت الوكالة توقعاتها بشأن الطلب العالمي على النفط في 2016 إلى 95,6 مليار برميل يوميا، بانخفاض 0,1 مليار برميل يوميا.

 أي تغير سيتجه نزولا:
 
راجع صندوق النقد الدولي - الشهر الماضي - توقعاته بشأن النمو العالمي هذه السنة إلى 3,4% بانخفاض بنسبة 0,2%.

وفي حين يشكل ذلك تحسنا مقارنة مع 3,1% في 2015، لاحظت الوكالة الدولية للطاقة أن هذه التوقعات تثير تحفظا، لا سيما بسبب المخاطر على النمو في البرازيل وروسيا، وبالطبع تباطؤ النمو في الصين.

وأضافت أن "الرياح الاقتصادية المعاكسة تشير إلى أن أي تغيير سيتجه نزولا على الأرجح".

وعبرت المنظمة كذلك عن شكوكها في أن تشكل قيمة الدولار الأمريكي المتداول في سوق النفط عاملا مستداما لتحفيز الاستهلاك.

وفي حين أن تراجع سعر الدولار في الأسابيع الأخيرة مع تراجع التوقعات بشأن زيادة أسعار الفائدة، جعل شراء النفط أرخص بعملات أخرى، لاحظت الوكالة أن المخاوف بشأن حالة الاقتصاد العالمي تعمل لصالح الدولار الأمريكي.

وكتبت أنه "من المتوقع أن يبقى الدولار قويا، مُفِيدا من وضعه كملاذ آمن، في حين تسجل الاقتصاديات الأخرى أداء أسوأ نسبيا".

ومن العوامل الأخرى التي تسهم في زيادة أسعار النفط خفض الإنتاج في الدول غير الأعضاء في أوبك في وقت لاحق هذه السنة. ولاحظت الوكالة الدولية أن انخفاض الإنتاج كان أبطأ مما توقعته السوق، متوقعة انخفاضا من 0,6 مليار برميل يوميا في 2016.

لكنها قالت إن "المقاومة ستستمر لبعض الوقت".

وارتفعت أسعار نفط برنت في أسواق آسيا اليوم الثلاثاء، سنتين إلى 32,90 دولارا للبرميل، في حين ارتفع نفط وست تكساس إنترميدييت 31 سنتا إلى 30 دولارا.


م.ب/م.ب /أ.ع