دعوات لزيادة الترويج للسياحة التراثية

alarab
اقتصاد 09 يناير 2016 , 12:04ص
محمد الجبالي
طالب عدد من المتخصصين بضرورة تحمل القطاع الخاص مسؤوليته من أجل تنشيط الحركة السياحية محليا خلال الموسم الشتوي.

وأكد هؤلاء لـ «العرب» أن فترة الشتاء تعتبر الفترة النموذجية للترويج للسياحة المحلية خاصة تلك التراثية التي تتضرر كثيرا في فترة الصيف التي يصاحبها ارتفاع في درجات الحرارة.

وقالوا: «هيئة السياحة يجب أن يكون لها دور أيضا في هذا الاتجاه، وذلك من خلال زيادة عدد المهرجانات التي تقام في المناطق الأثرية وفي الصحراء مثلما حدث في العامين الماضيين في مهرجان التحدي».

وشددوا على أن القطاع الخاص يحتاج إلى مزيد من التعاون مع هيئة السياحة خلال الفترة المقبلة خاصة في هذا النوع من السياحة والتي تخدم بشكل كبير التوجه المتعلق بالاستراتيجية الجديدة للهيئة.

وحض أولئك على ضرورة وجود تعاون بين القطاع الخاص خلال هذه الفترة وأن تكون الهيئة بمثابة راعية لهذا التعاون من أجل مزيد من الترويج للسياحة التراثية في قطر خلال فترة الشتاء على وجه الخصوص.
وأضافوا أن فترة الشتاء في قطر تعتبر فرصة مميزة للغاية من أجل الترويج لسياحة الصفوة التي تركز عليها الهيئة وقالوا: «لا بد أن يكون هناك تعاون بين الفنادق والخطوط القطرية والشركات العاملة في المجال السياحي من أجل زيادة عدد السياح الأوروبيين الوافدين إلى قطر خلال هذه الفترة».

فصل الشتاء
فقد أكدت مريم رومي مدير التسويق والمبيعات في الشركة القطرية الدولية للمغامرات أن تركيز شركتها ينصب على جذب أعداد إضافية من السياح خلال الموسم الشتوي لتعريفهم على السياحة التراثية بشكل أساسي.

وقالت: «في العام الماضي نجحنا في جلب ما لا يقل عن 3 آلاف سائح من دول أوروبية مختلفة وقمنا بعمل برامج مختلفة شمالا وجنوبا من أجل الترويج للسياحة التراثية في قطر وما تحقق يعتبر بمثابة إنجاز كبير».

وشددت على أن الهيئة تتعاون بشكل كبير للغاية مع القطاع الخاص الجاد في الترويج للسياحة القطرية ومؤكدة على أن جميع العاملين في هذا المجال يدركون تماما أهمية استغلال فترة الشتاء والتي يكون فيها الطقس معتدلا من أجل استقدام أفواج أوروبية للتعرف على السياحة التراثية.

التعاون المثمر
كما قالت: «لن يكون القطاع الخاص بمفرده أو الهيئة بمفردها قادرين على زيادة أعداد السياح الأوروبيين في فترة الشتاء ولكن يجب أن يكون التعاون شامل الكثير من الهيئات والمؤسسات، حيث إنه على سبيل المثال إقامة بطولات رياضية كبرى في قطر خلال هذه الفترة تساهم كثيرا في الترويج للسياحة التراثية دون جهد كبير من الهيئة أو القطاع الخاص».

وأكدت رومي على أن الفترة المقبلة ستشهد دخول مزيد من الأسواق الأوروبية إلى الدوحة، وذلك بعد قيام الهيئة بفتح مكتب جديد في إيطاليا وهو ما يتطلب مزيدا من العمل للقطاع الخاص خارجيا بالإضافة إلى تعاون مثمر مع الفنادق في المميزات الإضافية والأسعار التي تمنحها للأفواج السياحية القادمة من أوروبا.

يذكر أن مكتب ميلانو في إيطاليا هو المكتب الرابع من نوعه الذي يفتتح في أوروبا والسادس عالميا، وهو يضاف لشبكة دولية تغطي حاليا المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وأسواق دول مجلس التعاون الخليجي وجنوب شرق آسيا.

السياحة التراثية
على صعيد آخر، أكد عمرو غازي المدير الإقليمي لإدارة المبيعات في مجموعة رتاج للفنادق أن على القطاع الخاص لعب دور كبير في فترة الشتاء من أجل الترويج للسياحة التراثية.

فقد دعا غازي الفنادق للتعاون في تقديم العديد من الخدمات الإضافية للشركات السياحية التي تقوم بجلب السياح.

قال: «رغم أن قطر مميزة في منطقة الشرق الأوسط بالخدمات الفندقية وهو ما يساعد كثيرا على الترويج للسياحة، إلا أن العروض الخاصة المميزة تساهم بشكل أكبر في مزيد من السياح».

وأوضح أن طبيعة السائح الذي يبحث عن التراث في فصل الشتاء مختلفة تماما عن أي من نظرائه، ولذلك لا بد من توفير ما يطلبه لإعادته من جديد كل عام، وهو بذلك يقوم بالدعاية لأصدقائه ومحيطه في بلدته مما يعود بالفائدة على السياحة القطرية.

دور هيئة السياحة
وعن دور هيئة السياحة في هذا الصدد، أوضح غازي أنها قامت سابقا بتنظيم رحلات للتحدي في الصحراء بالتعاون مع إحدى الشركات الخاصة ولاقت ترحيبا كبيرا من السياح الذين شاركوا فيها، ولذلك يجب أن تتكرر هذه التجربة أكثر من مرة في الشتاء ولا تكون التجربة مرة واحدة كل عام. واعتبر غازي أن السياحة التراثية تعتبر الأكثر أهمية خاصة أن قطر بها العديد من الأماكن في الشمال والجنوب تستهوي السائح الأوروبي الذي يرغب في معرفة هذا التراث القديم.

«القطرية»
ويشير محمد رامي مساعد مدير إدارة المبيعات في مجموعة رتاج للفنادق والضيافة إلى الدور المهم للخطوط الجوية القطرية في زيادة السياحة الوافدة من أوروبا في فصل الشتاء، وذلك من خلال تقديم عروض خاصة للشركات الخاصة التي تقوم بجلب هؤلاء السياح.

وأشار إلى أهمية تكامل الأدوار بين كافة الجهات خاصة مع هيئة السياحة التي تتعاون في هذا الصدد.
وقال: «الفنادق تلعب أيضا دورا كبيرا في هذا الجانب لما تقدمه من خدمات جديدة للأفواج السياحية القادمة من أوروبا».

بطولة
واقترح رامي قيام هيئة السياحة بتنظيم بطولة شتوية في الصحراء بالتعاون مع إحدى الشركات الكبرى المتخصصة في هذا المجال بحيث يتم الترويج لهذه البطولة في الدول الأوروبية التي يوجد لهيئة السياحة مكاتب فيها مثل فرنسا وإيطاليا وإنجلترا.

كما شدد على أن هذه البطولة من شأنها الترويج للسياحة الرياضية والتراثية في الوقت نفسه خاصة أن قطر مقبلة على تنظيم مونديال 2022، ما يتطلب التركيز أيضاً على السياحة الرياضية بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.

وشدد على أن السياحة التراثية وسياحة الأعمال والمؤتمرات هما أبرز قطاعين يجب التركيز عليهما خلال السنوات المقبلة من جانب الهيئة لمزيد من السياح الأجانب الوافدين من أوروبا على وجه الخصوص على اعتبار أن السياحة الترفيهية والأسرية أصبحت مركزة على دول الخليج المجاورة وتظهر بشكل واضح في المناسبات والأعياد.

المزارات الشتوية
وأكدت من جانبها كريستينا كيوان مديرة المبيعات في فندق «ورويك الدوحة» الجديد على أهمية التسويق للسياحة التراثية خلال فترة الشتاء والتي ترى بأنها تحتاج إلى جهد وتعاون أكبر بين هيئة السياحة وضمن القطاع الخاص نفسه.

وأضافت أن هناك العديد من المواقع المحلية التي تصلح أن تكون مزارات شتوية والتي تستحق الترويج لها بشكل مميز خارجيا.

وقالت: «هذه الأماكن من الممكن الترويج لها أيضا داخل مطار حمد الدولي خاصة أن هناك الكثير من رحلات الترانزيت تمكث عددا كبيرا من الساعات وبالتالي يمكن للشركات الخاصة التعاون في هذا المجال من أجل الاستفادة من هذه الزيارات حتى لو لعدة ساعات أو يوم كامل».

وتابعت: «هيئة السياحة تتعاون بشكل طيب للغاية مع القطاع الخاص ويجب أن يكون القطاع الخاص أكثر تعاونا مع بعض في هذا المجال من أجل زيادة عدد السياح الأوروبيين إلى قطر خلال فترة الشتاء وهي الفترة الأكثر تميزا في قطر من أجل تنشيط السياحة التراثية».

البطولات والمعارض
كما شددت على ضرورة ربط الرياضة بالسياحة التراثية في الشتاء وذلك من خلال إقامة العديد من البطولات الرياضية خلال هذه الفترة مع ضرورة تنظيم برامج سياحية تراثية للأفواج الوافدة وقالت: «أيضا سياحة المعارض والمؤتمرات لا بد من استغلالها لتنشيط السياحة التراثية، وذلك عن طريق تنظيم هذه الرحلات للوافدين إلى قطر خلال هذه المعارض أو المؤتمرات الكبرى».

وشددت بدورها على الدور المهم للقطاع الفندقي من أجل تنشيط هذا النوع من السياحة، ولذلك لا بد أن تكون هناك أسعار تنافسية بين الفنادق بالتنسيق مع الشركات المتخصصة وأيضا مع الهيئة.