انتهاء عمليتي احتجاز رهائن في فرنسا
حول العالم
09 يناير 2015 , 09:53م
أ.ف.ب
شنت قوات النخبة في الأمن الفرنسي بشكل متزامن اليوم الجمعة هجومين على موقعي احتجاز رهائن في فرنسا، وقتلت الأخوين "كواشي" منفذي اعتداء الأربعاء ضد أسبوعية شارلي إيبدو، كما قتلت محتجز رهائن في متجر يهودي بباريس.
وأسفرت العمليتين -حسب مصادر أمنية- عن مقتل خمسة أشخاص في المتجر اليهودي بينهم محتجز الرهائن وإصابة أربعة آخرين بجروح أحدهم في حال حرجة، وعن مقتل الأخوين "كواشي" شمال شرق باريس وتحرير رهينة لديهما سالماً.
وانتهت بذلك ثلاثة أيام من المطاردة الواسعة النطاق بعد الاعتداء الدامي على أسبوعية شارلي إيبدو الساخرة بباريس الذي أوقع 12 قتيلاً.
وأدى هذا الهجوم الأكثر دموية في فرنسا إلى صدمة كبيرة في مختلف أنحاء العالم.
وأُعلن أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيتوجه بكلمة مساء اليوم إلى الشعب الفرنسي.
وقبيل الساعة 16.00 (ت.ج) قضت قوات النخبة في الدرك الفرنسي على سعيد وشريف كواشي اللذين خرجا من مطبعة تحصنا فيها مع رهينة وهما يطلقان النار في بلدة تقع شمال شرق باريس. وأصيب أحد أفراد قوات الأمن في العملية بحسب مصادر أمنية. وفي المقابل تم تحرير الرهينة سالماً.
وواصلت قنوات التلفزيون بث لقطات لانفجارات قوية تلاها تصاعد دخان أبيض.
وتزامناً مع ذلك، شنت قوات الأمن هجوماً على متجر يهودي في شرق باريس، حيث احتجز مسلح العديد من الأشخاص، بحسب مراسلي "فرانس برس".
وقُتل شخصان في تبادل إطلاق النار عند بداية عملية احتجاز الرهائن. وبعد دوي عدة انفجارات اقتحمت الشرطة المتجر.
وخرج خمسة رهائن على الأقل بعد ذلك تحت حماية الأمن.
وعُثر على جثث خمسة أشخاص بينهم محتجز الرهائن أميدي كوليبالي في المتجر.
وقُتل "كوليبالي" المنحرف صاحب السوابق المرتبط على ما يبدو بالأخوين "كواشي"، ولم يُعرف على الفور ما إذا كان القتلى الأربعة الأخرين قد قضوا وقت الهجوم أو في وقت سابق.
كما لا يزال هناك شك بشأن هوية القتلى، وقد يكون أحدهم شريكاً في عملية احتجاز الرهائن بحسب مصادر أمنية. كما أصيب أربعة آخرون بجروح خطرة.
وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازينوف: "نشعر بحزن كبير على من قُتلوا وتشكر بحرارة قوات الأمن التي تدخلت باقتدار وبرودة أعصاب يشرفها".
وكان على السلطات الفرنسية مواجهة وضع غير مسبوق في التاريخ الحديث للبلاد مع عمليتي احتجاز رهائن بينهما مسافة 50 كلم نفذهما أشخاص مدججين بالسلاح وعازمون، في المشهد الأخير من مأساة بدأت الأربعاء بالهجوم على أسبوعية شارلي إيبدو.
وتم غلق الحي القريب من المتجر اليهودي بباريس بالكامل، وطُلب من سكان المباني المجاورة البقاء في منازلهم. كما طُلب من التلاميذ البقاء في مدارسهم.
و"كوليبالي" -منفذ عملية احتجاز الرهائن بباريس البالغ من العمر 32 عاماً- تشتبه السلطات في أنه أطلق النار على الشرطة في مونروج جنوب باريس الخميس وقتل شرطية متدربة وجرح موظفاً حسب ما ذكرت مصادر قريبة من الملف. وقد يكون على علاقة بالأخوين "كواشي" الفرنسيان من أصل جزائري.
وعلى بعد 40 كلم شمال شرق باريس، دخلت مطاردة الشقيقين "كواشي" صباح الجمعة مرحلتها النهائية بعد ثلاثة أيام من البحث المكثف، وعمدت قوات النخبة في الدرك إلى محاصرتهما في مطبعة لجئا إليها في بلدة دمارتين واحتجزا رهينة.
وبدت شوارع البلدة مقفرة، وأغلقت المحلات أبوابها، وقطعت قوات الأمن عدة محاور طرقات في ما يشبه حالة حصار قبل الهجوم الأخير، وكانت قنوات التلفزيون تنقل مباشرة تطورات التدخل الأمني.
وفي واشنطن، كشف مسؤولون أميركيون أن الشقيقين شريف (32 عاماً) وسعيد كواشي (34 عاماً) مدرجان منذ سنوات على القائمة السوداء الأمريكية للإرهاب، وأن "سعيد" تدرب على استخدام الأسلحة في اليمن في 2011. كما أدرج اسمهما على لائحة الأشخاص الممنوعين من السفر إلى ومن الولايات المتحدة.
وبحسب السائق الذي سرقا منه سيارته،فإنهما قالا إنهما ينتميان إلى "فرع القاعدة في اليمن".
وبعد اجتماع خلية الأزمة في قصر الإليزيه غداة يوم حداد وطني، دعا الرئيس فرنسوا هولاند "كل المواطنين" إلى التظاهر الأحد في مسيرات للتنديد بالمجزرة في مقر "شارلي إيبدو".
كما دعاهم إلى رفض "كل مزايدة" و"ازدراء".
وأعلن عدد من القادة الأوروبيين مشاركتهم في مسيرة الأحد.
ويبدو أن دعوة "هولاند" إلى الوحدة الوطنية لم تكف لتبديد الجدل حول مشاركة محتملة للجبهة الوطنية (يمين متطرف) في التظاهرة.
وأدانت رئيسة الحزب مارين لوبن -التي استقبلها "هولاند" في الإليزيه كزعماء الأحزاب الأخرى- عدم دعوتها للمشاركة. وقالت ماري لوبن بعد اللقاءك "لم أحصل من الرئيس على رفع صريح لمنع حركتنا ونوابها وممثليها من المشاركة وفق ترتيبات تليق بحركتنا وتضمن احترامها في مسيرة الأحد".
ودعا ممثلو مسلمي فرنسا إلى إدانة الإرهاب و"المشاركة بأعداد كبيرة في التظاهرة الوطنية".
وخلال صلاة الجمعة تم الترحم في كافة مساجد فرنسا على ضحايا الاعتداء على أسبوعية شارلي إيبدو، في حين تم تسجيل عدة اعتداءات على مساجد منذ الأربعاء.