تشهد الأسواق المحلية حركة شرائية متزايدة بالتزامن مع استضافة دولة قطر بطولة كأس العالم، وبلغت الحركة ذروتها خلال الأسابيع القليلة الماضية مع زيادة بحجم المبيعات بالمجمعات التجارية تُقدر بأكثر من 50 % مقارنة بمعدلاتها الطبيعية، وتركزت المبيعات على السلع الأساسية والمنتجات الغذائية والاستهلاكية. 
وأكّد مستهلكون توفر جميع السلع الأساسية التي يحتاجها المواطن والمقيم والزائر في الأسواق، بالإضافة إلى السلع غير الغذائية التي تحتاجها الأسر مع استقرار واضح بالأسعار على الرغم من الإقبال الكبير، مشيدين في الوقت ذاته بحرص الدولة على تأمين كميات كبيرة من السلع المختلفة بما يسد حاجة السوق المحلي خلال بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022. 
وأشادوا بدور الشركات الوطنية والمزارع التي قامت بتوفير السلع الغذائية والمنتجات الزراعية للسوق المحلي بكميات كافية خاصة من السلع الاستراتيجية مثل الخضراوات واللحوم والدواجن الطازجة بالإضافة إلى الألبان وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
من جانبهم قال تجار ومديرو مجمعات تجارية إن حرص وزارة التجارة والصناعة على زيادة المخزون من السلع الغذائية والاستهلاكية الأساسية في السوق المحلي، جعل المخزون الإستراتيجي عند نسب متميزة نتيجة التواصل المستمر بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى العمل الدؤوب للمحافظة على استمرار تدفق السلع الغذائية والاستهلاكية إلى الأسواق المحلية دون أي تأثير. 
وأكد التجار وجود تنوع واضح في السوق المحلي من السلع والمنتجات الموجودة، ما يتيح للمستهلك المحلي والزائر الاختيار من السلع ما يناسبه من حيث الأسعار والجودة، مشيرين إلى وجود منافسة واضحة بين المجمعات التجارية من خلال الخصومات لاستقطاب أكبر قدر ممكن من المستهلكين.
ونجحت الخطط والاستعدادات المبكرة التي نفذتها وزارة التجارة والصناعة في تأمين احتياجات الأسواق من السلع الأساسية وتوفير جميع المتطلبات المعيشية للسكان المحليين وزوار كأس العالم من المشجعين وجماهير المنتخبات المشاركة. 
وشهدت الأسواق استقراراً ووفرة في السلع الغذائية بكافة أنواعها وثبات أسعار العديد منها خلال الفترة الحالية ضمن جهود الدولة لتغطية احتياجات السكان وعلى الرغم من الإقبال الكبير من الجمهور على التسوق شهدت أسعار بعض المنتجات انخفاضاً ملحوظاً مثل الخضراوات نظراً لبدء موسم إنتاجها الفصلي، بالإضافة إلى السلع الغذائية والاستهلاكية في الأسواق المحلية بالأصناف والكميات اللازمة. 
وفي هذا الإطار حرصت وزارة التجارة والصناعة قبل المونديال على التعاون مع الجهات ذات الصلة في الدولة من القطاعين العام والخاص لضمان عرض كافٍ من السلع في الأسواق المركزية ومختلف منافذ البيع وتعزيز المخزون الإستراتيجي من السلع الأساسية والاستهلاكية وذلك على الرغم من التقلبات التي شهدتها سلاسل التوريد والإمداد العالمية خلال الأشهر الماضية بعد الأزمة الروسية الأوكرانية. 
كما قامت الوزارة في ذات السياق بالتعاون مع وزارة البلدية واللجنة العليا للمشاريع والإرث والعديد من شركات بيع المواد الاستهلاكية ومنافذ البيع الكبرى من سلاسل الهايبر ماركت المتعددة في الدولة. 
وساهم قرار وزارة التجارة والصناعة بتمديد ساعات العمل في المجمعات التجارية حتى الثانية صباحاً بحد أدنى، خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، في التخفيف من الزحام وتكدس جمهور المستهلكين داخل المجمعات وإتاحة الفرصة للجميع من السكان والزوار للحصول على احتياجاتهم بسهولة ويسر وبكميات كافية من منتجات ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة. 

الميرة تدشن 
10 منافذ بيع مؤقتة
بدورها قامت شركة الميرة للمواد الاستهلاكية بافتتاح 10 منافذ بيع مؤقتة وقريبة من أماكن تواجد جماهير بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ ضمن مبادرتها التي تهدف إلى تيسير وصول المنتجات إلى زوار الدولة خلال فترة تنظيم البطولة وضمان وفرة وتنوع السلع وتوفير الفرصة للتسوق على مدار الساعة وكامل أيام الأسبوع، فضلاً عن تفادي الازدحام في منافذ البيع الدائمة الخاصة بها المنتشرة في أرجاء الدولة.
وحرصت شركة الميرة على توزيع الأفرع المؤقتة على أماكن متفرقة لتلبية احتياجات الزوار على مدار الساعة في مناطق: الخليج الغربي - عنيزة 63 إزدان، الخليج الغربي - الدفنة 61، مجمع أبو سدرة، محطة مترو أم غويلينة، محطة حافلات المسيلة، قرية المشجعين في لوسيل، قرية المشجعين في أبو فنطاس، مدينة الكرفانات في المسيلة، مجمع بروة براحة الجنوب، وبروة مدينتنا.
هذا وينتشر للشركة بالإضافة إلى منافذ البيع المؤقتة لخدمة ضيوف كأس العالم (64) فرعاً من أفرع شركة الميرة المتواجدة في مختلف مناطق الدولة، ومن بينها (15) منفذ بيع تعمل على مدار (24) ساعة إلى جانب (6) أفرع بمترو الدوحة والتي سيتم تشغيلها لمدة (24) ساعة خلال كامل أيام الأسبوع. كما توفر الشركة في بعض أفرعها خدمات المطاعم ومحلات صرافة وأكشاكاً لمشغلي الاتصالات.

دور مؤثر لـ «حصاد» 
كذلك ساهمت استعدادات «حصاد الغذائية»، إحدى الشركات التابعة لجهاز قطر للاستثمار، وجاهزيتها لدعم السوق المحلي بالمنتجات الغذائية خلال المونديال، واطلاعها التام على حالة السوق، ومدى توفر المواد الغذائية بالكميات والأنواع الكافية التي تتماشى مع حاجته، في نجاح المهمة وتلبية الاحتياجات، وتأكيدها الاستعداد لتولي أي مهمة أو مسؤولية تكلف بها من قبل الحكومة في حال وجود أي نقص من السلع ودعم المخزون الاستراتيجي من السلع الغذائية المستهدفة وفق توصيات الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي. 
وشهد الإنتاج المحلي من الخضراوات العام الماضي قفزة نوعية، محققاً نسبة زيادة بلغت 100% خلال السنوات الثلاث الماضية مقارنة بما قبلها، وخلال 2021 بلغ الإنتاج المحلي من الخضراوات قرابة 102 ألف طن، مقارنة بـ55 ألف طن خلال عام 2017، وبذلك ارتفعت نسبة الاكتفاء الذاتي من الخضراوات المحلية من نحو 20% عام 2017 لتصل إلى 46% خلال عام 2022، أي بزيادة زهاء 130%.
واكتسبت دولة قطر خبرة كبيرة في التعامل مع الأمن الغذائي، خاصة مع نجاحها خلال جائحة كورونا، وهو ما دعم خطط الحكومة لاستضافة البطولة العالمية، حيث نجحت في تأمين احتياجات الزوار من الغذاء، وتوفير الكميات اللازمة وتنوعها لتلائم ثقافات جميع الزوار، ووسعت كذلك قدرتها على التخزين من خلال شركة «حصاد الغذائية» و»الخليج للمخازن» التي تقدم الخدمات اللوجستية، إلى جانب الحرص على جودة وسلامة الغذاء عبر تبني أعلى المعايير الصحية في هذا المجال.