الشيخ جاسم بن حمد بن ناصر: روعة المونديال ستسكت المنتقدين والحاقدين

alarab
حوارات 08 نوفمبر 2022 , 12:03ص
إسماعيل مرزوق

  الدوحة مسرح بطولات كرة القدم الكبرى
  العنابي سيعيد لنا أيام آسيا
  ملاعبنا هي الأفضل في العالم
  نجاح المونديال سيفتح آفاقا جديدة 
 

الحوار مع سعادة الشيخ جاسم بن حمد بن ناصر آل ثاني رئيس نادي قطر السابق له طبيعة خاصة كونه لم يسبق له الظهور الإعلامي بحديث خاص لأي صحيفة من قبل ونادرا جدًا أن تجده في حوار، ولذا خص (العرب) بالظهور الأول معنا، ليفتح قلبه قبل انطلاقة المونديال ويجيب على كل التساؤلات رغم أنه مراوغ جيد. وربما لا يختلف عليه أحد ولكن الغالبية العظمى تتفق على امتلاكه «كاريزما» خاصة. ولعل غيابه عن الظهور الإعلامي كان سببا في طرح العديد من التساؤلات واجراء هذا اللقاء الذي يتسم بالصراحة والبساطة والأريحية، خاصة ونحن على ابواب انطلاق الحدث العالمي كأس العالم ٢٠٢٢ الذي يقام على أرض وطن المونديال «الدوحة» فكان لابد وأن نلتقي مع سعادته لنتعرف على رؤيته للحدث الكبير الذي طال انتظاره وتوقعاته وسيناريو أحداث المجموعات المونديالية وخارطة الطريق لمنتخبنا العنابي الذي يستهل مشواره بالاكوادوري.

كيف ترى الاستعدادات لاستضافة مونديال 2022؟ 
 سيدي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اكد مرارا وتكرارا على جاهزية قطر لتقديم مونديال استثنائي وهذا التأكيد اصبح واقعيا ونعيشه ونلمسه قبل انطلاق البطولة، وما قدمه من إمكانيات كبيرة لم يسبق لها مثيل وقال: قطر مستعدة تماما لانطلاقة المونديال وجاهزة ولا أرى عوائق في طريقتنا لأن السواعد القطرية التي تعمل ليل نهار، تدرك أن هذا المونديال هو واجهة حقيقية لمكانة قطر كعاصمة للرياضة العالمية.
وكسبت قطر المنافسة مع العديد من الاتحادات الدولية لتنظيم أهم المسابقات الرياضية في عالم كرة القدم في السنوات الأخيرة، ذلك أن النجاح الذي يرافق كلّ بطولة تنظمها قطر، يكون دافعاً قوياً لبقية الاتحادات من أجل تجديد الثقة في الملف القطري.
وخلال السنوات الأخيرة، اختصت قطر باستقبال أهم الأحداث «الكروية» في العالم، حيث حصلت على حق تنظيم نهائيات كأس العالم 2022، في الوقت الذي أشاد الفيفا بسير تحضيرات قطر لاستقبال النهائيات العالمية، وأغرت مشاهدة نهائيات كأس العرب العام الماضي، الجميع بنجاح «المونديال»، حيث أبدعت قطر في تنظيم المسابقة العربية، لتكون نسخة 2021 تاريخية بكل المقاييس.
 كيف ترى المستوى الفني للبطولة؟
ستكون أفضل نسخة للمونديال على الإطلاق، بسبب العديد من العوامل؛ أهمها أنها ستقام في منتصف الموسم الرياضي في العالم، حيث يكون جميع اللاعبين في أعلى مستويات الأداء الرياضي، على عكس البطولات السابقة التي كانت تنظم في نهاية الموسم، ما يصيب العديد من اللاعبين بالإرهاق والإصابات، مؤكدا أن نجاح المونديال سيفتح آفاقا جديدة لدولة قطر، ويؤهلها مستقبلا للتقدم لاستضافة الأولمبياد، وحضور الجمهور مباراتين أو أكثر يوميا يعطي المونديال الزخم الجماهيري الكبير، فلأول مرة سيستطيع المشجع حضور مباراة بلاده في المونديال ولديه إمكانية لحضور مباراة ثانية وربما ثالثة.
 ما سبب تعرض قطر لحملات افتراءات كثيرة؟
نحن نتخطى مرحلة الرد على المشككين في قدرة قطر على استضافة بطولة كأس العالم ومنذ اليوم الأول من حصول قطر على شرف تنظيم المونديال كنا على يقين أن الأفعال على أرض الواقع هي التي ستثبت للجميع قدرة قطر على استضافة بطولة كبيرة بحجم كأس العالم». فقد استحقت الاشادات العالمية والدولية وأيضا المنظمات العالمية. فقطر تعيش فترة من افضل فتراتها وبها نظام عمل عالمي أشاد به الجميع وروعة التنظيم ستسكت افواه المنتقدين والحاقدين.
 كيف تحلل الموقف الفني للمنتخبات العربية؟
أعتقد أن مهمة المنتخبات العربية ستكون صعبة مثلما كان الحال في البطولات السابقة ولن يحققوا مفاجآت، وإن كنت بالطبع أتمنى عكس توقعاتي، وأن أرى أكثر من منتخب عربي في أدوار متقدمة من كأس العالم، ولكن تبدو المهمة صعبة.
 تمنياتنا القلبية للمنتخبات العربية الأربع المشاركة في المونديال، بالتوفيق وتحقيق أفضل النتائج، منوها إلى أن الدعم الجماهيري من المواطنين والجاليات العربية الأخرى سيكون له دور كبير في مساندة اللاعبين والشد من أزرهم لتحقيق أفضل النتائج. 
 ماذا تتوقع للعنابي في منافسات كأس العالم؟
كلنا تابعنا عن قرب مستوى لاعبي العنابي سواء في المعسكر وفي المباريات التحضيرية، مؤكدا أن الفريق يتطور من مباراة لمباراة باستمرار، وهناك تحسن واضح في مستوى الاداء الفردي والجماعي للاعبين بغض النظر عن نتائج المباريات، لأن المهم في هذه التجارب الودية هو الوقوف على السلبيات وتصحيحها، وبالطبع في النهاية ستكون المباريات الرسمية مختلفة تماما، كما أن عاملي الأرض والجمهور سيكونان إضافة قوية للفريق خلال منافسات البطولة.
وأطالب جماهيرنا بدعم المنتخب العنابي والاستمتاع بأجواء المونديال لأن هذه الفرصة لن تتكرر مرة أخرى قبل سنوات عديدة قادمة. 
لاشك أن مهمة العنابي لن تكون سهلة في مواجهة نخبة من المنتخبات العالمية، كما أن قرعة البطولة أوقعته في مجموعة لا يستهان بها ضمت فرقا كبرى مثل هولندا والسنغال (بطل أفريقيا) والإكوادور.
لا يوجد مستحيل في كرة القدم، وكما ذكرت فإن المجموعة صعبة وتضم فرقا قوية. ولكن في نفس الوقت، منتخبنا يتسلح بجماهيره الكبيرة المنتظر أن تملأ جنبات الملاعب في كل مبارياته.
 * هل ترى أن استعدادات العنابي للمونديال كانت كافية؟
أعتقد أنها كافية، العنابي خاض العديد من المباريات القوية، ولعب مع مختلف المدارس الكروية على مستوى العالم، وشارك في الكثير من البطولات الكبرى مثل بطولة كوبا أميركا، وبطولة الكونكاكاف والتصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم، بجانب المباريات الودية الأخرى، والتي أثبت خلالها قدرته على مجاراة المنتخبات الكبيرة، وكلها تجارب كانت مميزة للغاية وكافية للاستعداد لحدث كبير بحجم كأس العالم.
* من ترشح للفوز بكأس العالم؟
التوقعات صعبة في كرة القدم، وإن كنت أرى المنتخب البرازيلي أقرب المرشحين فبطولات كأس العالم يعرف طريقها السامبا جيدا من وجهة نظري في ظل الإمكانيات الهائلة التي يمتلكها لاعبوه، وقدرتهم على التعامل والتفوق على أغلب الفرق المشاركة، ولكن في النهاية كرة القدم لا تعترف بالتوقعات، وإنما بنتائج المباريات داخل الملعب.واتوقع ان يكون البرازيل وفرصه في الحصول على اللقب وأن كأس العالم المرتقبة ستكون أفضل فنيا ولن تشهد مولد بطل جديد والمفاجآت ستكون ضئيلة.
ما التأثير المستقبلي للمونديال على قطر؟
لاشك ان تنظيم المونديال على ارض قطر سيفيدنا بشكل كبير، لما تمتلكه من خبرات وثقل كبير في المسائل التنظيمية والشباب القطري ابدع في كل شيء وبالتالي أتوقع آثارا ايجابية للغاية، وفوائد لا حصر لها، ويكفي أن أنظار العالم ستتجه نحو قطر فقط، وبعد أن تنتهي البطولة أيضا، وسيرى العالم كيف يتعامل الشعب القطري مع ضيوفه سواء نجوم المنتخبات أو جماهيرهم التي ستأتي إلى دولة قطر من كل حدب وصوب، والجماهير التي ستحضر ستعيش ذكريات جميلة ولن تنسى مونديال ٢٠٢٢ وسيكون ذكرى جميلة تظل في الأذهان.