«الثقافة» تقدم بانوراما فنية متنوعة في «باكو للكتاب»

alarab
المزيد 08 أكتوبر 2025 , 01:24ص
محمد عابد

قدّمت وزارة الثقافة القطرية حضورًا مميزًا في معرض باكو الدولي للكتاب في أذربيجان، الذي اختتمت فعالياته أمس، من خلال جناح زاخر بالإصدارات والفعاليات الثقافية التي جسّدت تنوّع المشهد الثقافي في دولة قطر، وسعت إلى تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب، والتعريف بثراء الإنتاج الفكري والفني القطري.
وقدمت وزارة الثقافة، حيث حلت قطر ضيف شرف المعرض، مجموعة من الإصدارات المتنوعة التي تعكس مكونات الثقافة القطرية وتبرز مبدعيها في مختلف المجالات، ومنها ما تم ترجمته إلى اللغة الأذرية، ومن أبرزها كتاب “من عيون الفن القطري”، الذي يوثّق تجارب نخبة من روّاد الحركة التشكيلية القطرية، إلى جانب كتاب “سابر” بجزأيه الأول والثاني، والذي يقدّم قراءة تأملية في الهوية والتراث القطري من خلال الصور.
 وتميّز الجناح القطري بتنوّع أنشطته التي مزجت بين التراث والابتكار، حيث لاقت فعالية “القهوة القطرية” اهتمامًا كبيرًا من الزوّار الذين تعرّفوا على تقاليد إعدادها وتقديمها بوصفها رمزًا للكرم والأصالة. كما أثار عرض “البشت القطري” إعجاب الحضور بما يجسّده من رمزية وطنية تعبّر عن الأناقة والهوية الثقافية.
وفي تجربة تجمع الإبداع بالتقنية، أتاح الجناح لزوّاره فرصة تأليف القصائد الشعرية باستخدام الذكاء الاصطناعي، في مبادرة تفاعلية جديدة تسعى إلى دمج الأدب بالتكنولوجيا الحديثة. كما استقطب ركن “دوحة الأطفال” اهتمام العائلات بما قدّمه من كتب قطرية للأطفال وأنشطة فنية بالنقوش التقليدية، هدفت إلى ترسيخ القيم الثقافية بأسلوب ممتع ومبتكر.
كما قدّمت فرقة الخور للفنون الشعبية مجموعة من العروض الحيّة للعرضة القطرية، التي لاقت تفاعلًا واسعًا من جمهور المعرض، لما تحمله من رموز وطنية تعكس روح الفخر والانتماء، وتجسّد قيمة الفنون الشعبية القطرية كجزء أصيل من الهوية الثقافية. وقد وقف الزوار مبهورين بإيقاع الطبول وأهازيج العرضة التي عبّرت عن الموروث الشعبي بروح معاصرة، فكانت أحد أبرز مشاهد الجناح القطري وأكثرها استقطابًا للحضور.
ولم تقتصر المشاركة القطرية على العروض والأنشطة، إذ نظّمت وزارة الثقافة ندوة ثقافية بعنوان الأسابيع الثقافية منصات للتلاقي وبناء الجسور الحضارية تحدثت خلالها الكاتبة مريم ياسين الحمادي، استشاري في وزارة الثقافة، تناولت فيها أوجه التعاون الثقافي بين قطر وأذربيجان. وقدّمت الندوة عرضًا بصريًا لمقتطفات من الأسابيع الثقافية المشتركة بين البلدين، التي شملت التعريف بالفنون والصناعات التقليدية القطرية، والتأكيد على ارتباط الثقافة والفنون بالاستدامة والاستثمار الاقتصادي وفرص الشراكات الثقافية.
وأوضحت الحمادي أن هذه الفعاليات المشتركة تأتي تنفيذًا لتوجيهات سعادة وزيري الثقافة في البلدين، مشدّدة على أن الأسابيع الثقافية ليست احتفالات عابرة، بل مشروع دبلوماسي متجذّر في رؤية قطر الوطنية 2030، وأداة فاعلة من أدوات القوة الناعمة القطرية التي تعزّز مكانة الدولة على الساحة الثقافية الدولية.
وأبرزت الندوة أن تجربة دولة قطر في العواصم العالمية قدّمت نموذجًا ثقافيًا متوازنًا يجمع بين الأصالة والمعاصرة، من الحرف التقليدية إلى الأدب والفنون الحديثة، مؤكدة أن الكتاب القطري يشكّل جسرًا للحوار الحضاري ويعبّر عن عمق التجربة الثقافية القطرية، وهو ما تجلّى بوضوح في مشاركة قطر المتميزة في معرض باكو الدولي للكتاب.
كما أكدت الحمادي أن الأسابيع الثقافية تفتح آفاقًا للتعاون الأكاديمي والبحثي وتطوير الصناعات الإبداعية وتبادل الخبرات في النشر والترجمة، فضلًا عن دورها في الترويج للسياحة الثقافية بين الدول. واختتمت بالتأكيد على أن الاستثمار في الثقافة هو استثمار في الذاكرة الإنسانية المشتركة، وأن الثقافة تبقى الطريق الأصدق إلى السلام، فيما يظل الكتاب جواز السفر الأبدي لمخاطبة الآخر.
وقد عبّر زوار الجناح القطري عن إعجابهم بما قدّمته وزارة الثقافة من محتوى ثري يجمع بين التراث والتكنولوجيا، مؤكدين أن المشاركة القطرية أضافت بعدًا حيويًا للمعرض وأظهرت صورة مشرقة عن الثقافة القطرية في بعدها الإنساني والحضاري.