

على وقع موسيقى شعبية ورقصات تراثية صينية تفاعل الآلاف من زوار «إكسبو 2023 الدوحة» مع معرض للأعمال الخزفية والفنية الصينية.
وزاد من كثافة التوافد الجماهيري قرب موقع المعرض من المدخل الجانبي لحديقة البدع المجاور لمحطة المترو المؤدية إلى قلب حديقة البدع مقر فعاليات «إكسبو 2023 الدوحة» الذي يمتد حتى 28 مارس 2024 حاملا شعار المعرض «صحراء خضراء.. بيئة أفضل».
حوى المعرض الصيني الذي نال إعجاب الزوار أفراداً وجماعات مجسمات خزفية متنوعة تجسد مشاهد طبيعية لمظاهر الحياة اليومية الصينية قديماً، وتنوعت المعروضات بين منحوتات طيور وزهور وأفراس بحر وخيول وعصافير، وأشجار بجانب مجسمات لحيوانات تحتل مكانة متميزة في الحضارة الصينية القديمة.
حمل المعرض شعار «تثبيت التراث الثقافي غير المادي الصيني والروائع الفنية» وجاء مكتوباً بكلمات بسيطة تتمدد على أرضية ذهبية بملامح صحراوية على لوحات شكلت جدراً أو خلفية امتدت لربط ردهات وجنبات المعرض المفتوح المقام على هيئة أعمدة تمتد طويلاً بعد أن يتفرع المعرض إلى جناحين صغيرين يميناً ويساراً، ويشغل بالإجمال مساحة صغيرة جداً تقع شمال المنطقة الثقافية في حديقة البدع.
وقد قدمت هذه اللوحات التعريفية بالمعرض والمنحوتات الواقفة على قوائم خشبية رشيقة تعريفا سهلاً وموجزاً عن التراث الثقافي غير المادي الصيني الذي يحوي 518 نوعا من الآثار المتعلقة بالأدب الشعبي، والموسيقى والرقص الشعبي والعادات الشعبية المتعلقة بمناسبات مثل عيد الربيع والمراسم التعبيرية.
كما يحوي هذا التراث الأوبرا القديمة، والغناء القصصي، وصنع الفخار البنفسجي، وعلوم الطب والأدوية التقليدية، ومنها الطب التقليدي والوخز بالإبر الصينية.
وشمل المعرض مجسمات لأدوات تعبر عن هذا التراث المعبر عن مظاهر الحياة اليومية مثل حافظات الطعام، والأمتعة، وحاويات الزهور، كما خطفت عناقيد العنب والزهور المنحوتة بألوان أرجوانية بديعة عيون الزوار بعد أن شكلت لوحة فنية لامعة مستفيدة من الإضاءة الهادئة التي غلفت الأجواء، وقد نجحت المجسمات والمنحوتات الخزفية في خطف أنظار الزوار الذين أبدوا إعجاباً كبيراً بدقة الرسومات الموجودة على هذه المنحوتات خاصة عناقيد المجوهرات والعصافير، والمشاهد الحياتية المعبرة عن الحياة في بلاد الصين قديماً.
وساهمت العروض الفنية المستمدة من التراث غير المادي الصيني التي أداها الأطفال الصغار مرتدين أزياء ذات ألوان ذهبية وأورجوانية مبهجة في استقطاب الزوار من كافة الجنسيات، وامتدت رقعة الحشد الجماهيري إلى خارج أروقة المعرض المفتوح إلى المسطح الأخضر الواسع، وحرص الجميع على التقاط الصور وتسجيل مقاطع فيديو مع المعروضات الفنية الثرية التي انتشرت فيما يشبه المتحف المفتوح المعبر عن تميز الفن الصيني القديم.
كما شكلت المعزوفات والرقصات التراثية موسيقى تصويرية بديعة ساهمت في الاندماج داخل أجواء المعرض، وبات الجميع يعيشون ما يشبه الرحلة إلى الماضي، ومعايشة مشاهد الحياة اليومية الصينية القديمة التي بدت كأنها كائن حي، يمتدد مستريحاً في ساحة المعرض المفتوح الذي نال إعجاب الجميع بما حواه من إبداعات وكنوز وتحف فنية صنعتها أنامل صينية مبدعة.