أجور النجوم.. ألغام في دراما رمضان القادم

alarab
ثقافة وفنون 08 أكتوبر 2016 , 02:38ص
عبد الغني عبد الرازق
اختلفت معايير صناعة الدراما في السنوات الأخيرة، فالدراما لم تعد مجرد مسلسلات للتسلية والجذب الإعلامي فقط ولكنها صناعة مهمة يصل حجم تكلفتها لعشرة أضعاف صناعة السينما، فالمسلسل الواحد يعمل به أكثر من 300 شخص.

البعض يرى أن مسلسلات دراما رمضان 2017، ربما تكون هي الأعلى تكلفة في الإنتاج، نظرا لمستوى المنافسة في الصورة والإكسسوار والديكور وأماكن التصوير والأكشن والمعارك التي تتميز بها معظم الأعمال بخلاف أن معظمها يدور حول عالم رجال الأعمال وهذا يتطلب ديكورا أكثر فخامة مما يزيد من حجم التكلفة بالإضافة إلى ارتفاع أجور النجوم والنجمات بشكل كبير خاصة الذين حققوا نجاحا دراميا العام الماضي أو سينمائيا، وهو ما توضحه السطور التالية.

بدأ الصراع مبكرا بين شركات الإنتاج والفضائيات على الفوز بتوقيع أكبر عدد من نجوم الصف الأول من أجل المنافسة بهم في السباق الرمضاني المقبل، حيث إن الشركات لم تمهل نفسها وقتا من أجل وجود سيناريوهات أو مؤلفين يتم التعاقد معهم قبل التعاقد مع النجم، وبدا الهدف الأساسي هو حجز النجم قبل وجود العمل، بمجرد انتهاء الموسم الرمضاني الماضي، لتتحول صناعة الدراما إلى نظرية (الهرم المقلوب)، حيث إن توقيع النجم يأتي في البداية ثم تأتي السيناريوهات في مرحلة تالية أقل أهمية من الفوز بتوقيع النجم، وهو ما ينذر ربما بمواسم أكثر ضعفا من الناحية الدرامية.

مضاعفة الأجور

كانت البداية مع الفنان محمد رمضان الذي قام بالتوقيع مع مجموعه قنوات النهار من أجل عمل مسلسل يعرض على شاشتها في رمضان 2017 بأجر يقارب 4 ملايين دولار ليكون الأغلى في الدراما التلفزيونية وهو ما يعادل 52 مليون جنيه مصري، رمضان كان قد حصل العام الماضي على 50 مليون جنيه من شركة (O3 مصر) المنتجة لمسلسله الأسطورة، وهو أجر يشمل عقد مسلسلين: الأول تم تقديمه في موسم 2016، والثاني لعام 2017، ليصبح أجره 25 مليونا عن العمل الواحد. ونتيجة لذلك أعلنت شركة (O3 مصر) أن الفنان محمد رمضان وقع منذ عدة أشهر على عقود إنتاج مسلسلين الأول لشهر رمضان 2016، وهو ما تم تنفيذه بالفعل من خلال مسلسل الأسطورة، والعقد الثاني يتضمن المشاركة في مسلسل جديد لرمضان 2017، وأنها ملتزمة بتعاقدها مع رمضان لتنفيذ مسلسل جديد لرمضان المقبل، وأن ما تردد عن توقيع الفنان محمد رمضان لعقود مع شركات إنتاج أخرى لتقديم مسلسل خلال العام القادم ينطوي على إخلال واضح ببنود التعاقد معها.

أعلى أجر

أما الفنان عادل إمام فمنذ دخوله عالم الدراما التلفزيونية منذ عدة سنوات وهو يحصل على أعلى أجر حيث حصل على 30 مليون جنيه مقابل مسلسل (فرقة ناجي عطا الله) أي بمعدل مليون جنيه عن كل حلقة ليقوم برفع أجره بعد ذلك إلى 40 مليون جنيه وهو الرقم الذي حصل عليه مقابل مسلسل (مأمون وشركاه)، أما هذا العام فكان من المتوقع أن يصل إلى 45 مليون جنيه، ولكن بعد إعلان محمد رمضان عن الأجر الذي حصل عليه فإن أجر الزعيم سيصل إلى 50 مليون جنيه لأن العمل مع عادل إمام يكون مشروعا استثماريا ناجحا وأي منتج يعمل معه يستطيع أن يكسب بنسبة كبيرة.

أما الفنان يحيى الفخراني فقد ارتفع أجره إلى 30 مليون جنيه أي بفارق مليوني جنيه عن العام الماضي حيث حصل على 28 مليون جنيه مقابل مسلسل (ونوس)، أما الفنان يوسف الشريف فقد ارتفع أجره إلى 20 مليون جنيه أي بفارق 6 ملايين جنيه عن العام الماضي حيث حصل على 14 مليون جنيه عن مسلسله (القيصر)، ولم يختلف الفنان مصطفى شعبان كثيرا حيث ارتفع أجره هو الآخر إلى 20 مليون جنيه أي بفارق ثلاثة ملايين عن العام الماضي حيث حصل على 17 مليون جنيه مقابل مسلسل «أبو البنات».

أما الفنان طارق لطفي فقد ارتفع أجره هذا العام إلى 15 مليون جنيه أي بفارق خمسة ملايين جنيه عن العام الماضي فقد حصل على 10 ملايين جنيه عن بطولة مسلسل «شهادة ميلاد».
أما الفنان حسن الرداد، فقفز أجره إلى الضعف، حيث رفع أجره إلى عشرة ملايين جنيه بعد أن تقاضى في مسلسله (حق ميت) خمسة ملايين فقط، إلا أن مؤشرات النجاح التي صاحبت العمل، التي كان لها الفضل في وضع الرداد في قائمة نجوم الدراما.

أجور النجمات

من ناحية أخرى فإن أجور بعض النجمات قد ارتفعت خاصة النجمات اللاتي يتم بيع المسلسل باسمهن ويأتي في مقدمتهن الفنانة غادة عبدالرازق التي تخطى أجرها حاجز العشرين مليون جنيه، الشيء اللافت للانتباه أن عبدالرازق كان قد انخفض أجرها منذ عامين تقريبا عندما حصلت على 15 مليون جنيه عن مسلسل (الكابوس) الذي لم يحقق النجاح المطلوب، وقد تم تخفيض أجرها بعد أن كان 20 مليون جنيه ويرجع السبب في ذلك أن المسلسل الذي تقاضت عنه هذا الأجر وهو مسلسل (السيدة الأولى) لم يحقق أي نجاح، وهو ما ترتب عليه تخفيض أجرها إلى 15 مليون.

أما الفنانة نيللي كريم فقد ارتفع أجرها إلى 20 مليون جنيه أي بفارق ثلاثة ملايين عن العام الماضي، وتردد أيضا أن الفنانة يسرا قررت رفع أجرها إلى 20 مليون جنيه أي بفارق خمسة ملايين عن العام الماضي حيث تقاضت 15 مليون جنيه مقابل المشاركة في مسلسل (فوق مستوى الشبهات).
أما الفنانة مي عز الدين فقررت رفع أجرها هذا العام إلى 17 مليون جنيه للمشاركة في موسم رمضان 2017، مي كانت قد تقاضت في آخر أعمالها وهو مسلسل (وعد) 12 مليون جنيه، إلا أنها قررت زيادة أجرها هذا العام لـ(17) مليون جنيه. ويرى البعض أن الزيادة التي فرضتها مي عز الدين على أجرها هذا العام قد تبعدها عن المشاركة في الموسم الرمضاني المقبل.

انهيار الدراما

أما المنتج أحمد الجابري فيقول: المنتجون يعانون من أزمة، خاصة في ظل زيادة الأجور، والارتفاع المتزايد لتكاليف الإنتاج، ويجب أن نراجع أنفسنا مرة أخرى كمنتجين وممثلين وقائمين على العمل الدرامي.

أما المنتج ممدوح شاهين فيقول: النجم يرفع سعره وهو يعلم أنه يتناسب مع هذا الرقم، ويستطيع تحقيق أرباح تتجاوزه، وقد اعتدنا على ذلك ولكن المنتج الجديد هو الأكثر تضرراً خاصة إذا لم تكن لديه سيولة نقدية لأن الصناعة دائرة مغلقة، والبعض يتعامل مع القنوات بشكل مواز لعملية الإنتاج. أما المخرج مجدي أحمد علي فيقول: الدراما المصرية تمر بأزمة كبيرة، هذا العام، حيث قل عدد المسلسلات لـ30 مسلسلا بعد أن كان إنتاج الدراما سنويا أكثر من 50 عملا دراميا.

أما الفنان أحمد ماهر فيقول: الملايين أفسدت الدراما وظاهرة النجم الأوحد كارثة، نجم واحد يحصل على عشرات الملايين من الجنيهات، والباقي يحصلون على فتات، هذه الظاهرة ضربت الدراما في مقتل حيث اختفت البطولة الجماعية.