

أرسل الهلال الأحمر القطري شحنة إغاثية عاجلة بالتنسيق مع صندوق قطر للتنمية، وبرفقة فريق إغاثي من إدارة الكوارث، ويأتي هذا التحرك في إطار الاستجابة العاجلة التي أطلقها الهلال الأحمر القطري أواخر شهر أغسطس الماضي، وذلك استجابة للأحداث الأخيرة التي شهدتها أفغانستان، ونتيجة لانعكاسها على الأوضاع الإنسانية على الأهالي والنازحين، الذين يعانون أصلاً من ظروف إنسانية ومعيشية قاسية في ظل الفقر والنزاعات والكوارث الطبيعية.
ووصل الفريق الإغاثي إلى أفغانستان السبت الماضي، حيث سيقوم الفريق بالتنسيق مع الهلال الأحمر الأفغاني والمؤسسات الإنسانية العاملة في الميدان ومنها الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، لتقييم المناطق المتضررة مع الأخذ بعين الاعتبار المناطق الأشد ضعفاً والتي يصعب الوصول إليها، كما تتضمن مهمة الفريق توزيع المواد الإغاثية، والتنسيق مع السفارة القطرية التي قامت بتسهيل وتيسير مهمة الفريق الإغاثي.
وفي إطار استجابته العاجلة قام الهلال الأحمر القطري بإرسال المساعدات الإغاثية بحمولة 14 طنا مكونة من بعض المواد الغذائية وغير الغذائية بالإضافة إلى بعض المستلزمات الطبية الوقائية التي ستستفيد منها الكوادر الطبية في العيادات المتنقلة التابعة للهلال الأحمر الأفغاني وذلك بواسطة الخطوط الجوية القطرية وبالتنسيق مع صندوق قطر للتنمية. وتعتبر هذه المساعدات جزءا من مساعدات دولة قطر التي تم ارسالها للشعب الأفغاني الصديق.
من جانبه أكد السيد سلطان العسيري مدير إدارة البرامج في صندوق قطر للتنمية، التزام دولة قطر الأخلاقي بدعم الشعب الأفغاني والذي أكدته تطورات الأحداث الأخيرة المتسارعة في أفغانستان، وثبات موقف دولة قطر الراسخ والمبدئي من رفض العنف والإرهاب، والتزامها بالجهود الدبلوماسية والإنسانية لإغاثة الشعب الأفغاني كركيزة أساسية من ركائز سياستها الخارجية ورؤيتها الوطنية وقيم شعبها الأصيل.
وفي هذا الإطار صرح السيد فيصل محمد العمادي المدير التنفيذي لقطاع الإغاثة والتنمية الدولية أن فرق الهلال في إدارة الكوارث تتابع عن كثب ومن خلال مركز إدارة المعلومات مستجدات الوضع الإنساني في أفغانستان وتقوم بجمع المعلومات اللازمة أولاً بأول بالتنسيق مع الهلال الأحمر الأفغاني والمنظمات الإنسانية العاملة في الميدان الذي تم تفعيله منذ تاريخ 22 أغسطس 2021.
وبالتوازي مع ذلك، أعلن الهلال الأحمر القطري عن إطلاق حملة لجمع تبرعات من أجل توفير الاحتياجات الضرورية والطارئة التي تفرضها الأزمة، وبالأخص في قطاعات الرعاية الصحية والغذاء والإيواء الطارئ، وذلك بناءً على تقارير الحالة الواردة من الميدان ومن المنظمات الدولية المعنية بالأزمة، خاصةً أن الوضع في جميع أنحاء أفغانستان لا يزال شديد التقلب، إذ تواجه البلاد صعوبات عديدة بسبب أزمة الغذاء والأوضاع المناخية المتقلبة والاضطرابات الأمنية المستمرة، الأمر الذي تتفاقم معه أعداد النازحين، حيث أنه من المتوقع أن يحتاج 14.5 مليون شخص خدمات صحية طارئة، من إجمالي 18.4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية خلال عام 2021، وذلك بحسب مصادر الأمم المتحدة. كما يوجد تخوف من اتساع تفشي فيروس كورونا، بسبب تأزم الوضع وانهيار النظام الصحي ونقص المستلزمات الصحية في البلاد.