منوعات
08 سبتمبر 2011 , 12:00ص
إعداد: نورة النعمة
تراث الأجداد صفحة تعنى بعادات وتقاليد وحياة أهل قطر قديما، في محاولة لتعريف القارئ بالتراث القطري في جوانبه المختلفة من المأكولات التراثية وطريقة طبخها إلى مصطلحات وكلمات تميز بها المواطن القطري، وشرح معانيها وفق المصطلحات الحالية، وتحاول الصفحة سبر أغوار التراث القطري المتعدد الجوانب والأشكال، كما سيتم تسليط الضوء على شخصية تميزت في أحد مجالات الحياة.
وإننا إذ نرحب بمشاركتكم ندعو كل من يملك صورا أو حكايات وقصصا تتحدث عن تراث قطر أن يراسلنا على الإيميل.
Noora.alnaama@hotmail.com
* الأمثال الشعبية
((لبعير ابعير لكروي والعصا من السدرة))
في الماضي كان الناس يعتمدون على الحطب في الطبخ والتدفئة وإشعال النار لأي مناسبة، وكانوا يشترون هذه المادة الأساسية من سوق البدو الذين يأتون بجمالهم وهي محملة بالحطب إلى السوق، وعندما يأتيهم من يشتري يعطونه الجمل بما حمل، يذهب به إلى البيت ويأخذ ما اشتراه ثم يترك الجمل يعود بطريقته إلى موقع السوق، إذن الجمل أو البعير بعير لكروي أي مؤجر، والعصا عبارة عن غصن من شجرة السدر أو شجرة السمر الموجودة بكثرة، فلو ضاع الجمل لخسر صاحب الجمل وليس الشاري أو المستأجر. ويقول هذا المثل: الإنسان المستهتر الذي لا يحافظ على الشيء الذي اؤتمن عليه لأن المال ليس ماله ولم يتعب في جمعه، ليس أميناً على شيء.
((مثل القطو ياكل ويدعي على راعي البيت بالعمى))
القطو هو القط، ويقول أهل زمان إن القط يدعي على صاحب البيت الذي يعيش فيه بالعمى، خصوصاً عندما يحضر صاحب البيت غداءه أو عشاءه المكون من العيش أو الأرز والسمك، فالقط يتمنى في هذه الساعة أن يكون صاحب البيت أعمى حتى يأخذ عنهم السمك. ويقال هذا المثل عن الإنسان الذي ينكر وينسى المعروف والجميل الذي صنع لأجله من قبل أصدقائه ويتمنى لهم الضرر، فيقولون: فلان مثل القطو يأكل ويدعي على راعي البيت بالعمى.
((دار دري ودار ما دري))
ومعناها: أحد يعرف وتأكد مما يعرف، وأحد ما زال لا يعرف، وهذا المثل يقوله الإنسان الذي يريد أن يفعل شيئاً بالسر وفيه مسؤولية وخلفه عواقب، فقد يعرفه أحد من الناس ولكن كثيرا من الناس لا يعرفونه ولا يعرفون فاعله، فالحظ والإرادة هي التي تفعل وتقرر ودار دري ودار ما دري.
* بعض الأمثال الشعبية الدارجة قديماً
1 - العرس حق اثنين والجنون حق ألفين.
2 - عريان ولافي على مفصخ.
3 - عصاة العز لا تومي بها.
4 - عصافير وبسدرة.
5 - عصر وزاره وجا.
6 - عط الخباز خبزه ولو باق نصه.
7 - عطتنا إياه مفصخ، وخذته بهدومه.
8 - عطه الإذن الصمخة.
9 - عطو جلجيل حقه، ولا رماكم بزقه.
10 - عظم في البلعوم لا ينشال ولا ينبلع.
* أنواع الحرير المستخدم لثياب المرأة ومسمياته
أ– نسبة إلى بلد المصدر:
سويسه چـيت: ينسب هذا القماش إلى سويسرا، أما الـچـيت فهو لفظ فارسي الأصل، وأصل معناه أنه قماش من القطن، ولكن هذا النوع المركب من سويسه + چـيت معناه (قماش حريري)، أما نوعه فهو حرير إبريسم ملون منقط باللون الأسود أو منقط بنقط بيضاء.
ب– نسبة إلى النقوش والرسومات الأصلية للقماش:
- حرير قفصي: وهو حرير مخطط بخطوط أشبه بتشابك خطوط وزوايا القفص، وعادة ما تكون الخطوط واضحة اللون، أما أرضية القماش فتقترب من الشفافية، وقد يطرز بتطريز دق النيرة.
- حرير بو بتة: والبتة هي ورقة اللعب، ونوعه حرير عليه رسمة البتة، وقد استعمل هذا النوع للثياب والدراريع.
- حرير بوسعفة: حرير رقيق كَرنيشي أخذ تسمية السعفة من رسم عليه يشبه شكل سعف النخل.
- حرير كف السبع (چـف السبع): سمي بذلك نسبة إلى الرسم المشكل له المرسوم عليه، خاصة إذا كان من لون واحد.
- دوسة البشة: والبشة هي البطة، ودوسة البشة أي ما يشبه آثار أقدامها، أي يشبه كف السبع في شكله، إلا أن قطعته متعددة الألوان.
- كفل الخروف (چـفل الخروف): وهو عبارة عن حرير كرنيشي رقيق به نقشة أشبه بالشجرة البيضاء، وسمي كفل الخروف نسبة إلى البياض في النقش، وألوانه هي: الأسود، الأحمر، البولصي (الوردي)، الأطلس (السماوي).
- خليلي: هو نوع من الحرير يستعمل للثياب والدراريع، وقد ذكرت الراوية سعيدة مرزوق السليطي هذه الأبيات في مدح هذا النوع وقالت:
خليلي كلما هب الهوى لان
كما لان عويد الخيزران
- خف الناقة: مرود حرير يستخدم للثوب النشل خاصة، تميزه تشكيلة كبيرة مرسومة على القماش شبيهة بخف الناقة.
* المعلمة والمربية الفاضلة شيخة المطوعة
ذكر مطوعات الماضي ومعلمات تلك الأيام البسيطة الخالية من التفرقة والمتأصلة بالحب بين الناس خاصة بين أهل الحي الواحد، يشرح الخاطر ويعيد الكثير من الذكريات، فهناك المعلمات الكبيرات في السن ذوات المقام العالي، وهناك المعلمات صغيرات السن اللواتي لهن أيضاً التقدير والاحترام، فكبيرات السن لهن أسلوب في تعليمهن للقرآن ولكن تنقصهن المرونة والصبر مع طالباتهن، فأكثرهن كن رحمهن الله شديدات المراس ويستعلمن العنف في التعليم، أما صغيرات السن من معلمات القرآن فيحاولن أن يجعلن بينهن وبين الطالبات الألفة والمحبة، وحث البنات على مواصلة التعليم والالتزام بأوامر القرآن الكريم ونواهيه، وتحقيق الهدف الذي خرجن من بيوتهن لأجله، وهو تعلم القرآن بكل ما يحتويه وما يحمله من صفات ومعان.
ومعلمتنا الفاضلة الشيخة المطوعة شيخة، كانت من أهل الوسط، فهي واعية ومتعلمة، ولها أسلوب خاص في تعليم البنات فقط، فقد أحبها كل الناس من صغير وكبير وأشادوا بتصرفاتها مع بنات جنسها، لأنها كانت مطوعة ومعلمة للقرآن الكريم بكل ما يحمله من رسالة سامية، ومربية فاضلة تغرس الأخلاق الحميدة وأصول العادات والتقاليد الطيبة في نفوس طالباتها.
رحم الله أمنا الفاضلة المطوعة شيخة وجزاها الله كل خير وأسكنها فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.
* ألغاز شعبية
1 - جملنا بالأرض بارك، وذيله بالسما يعارك...؟
2 - شيء يشوفه الأعمى...؟
3 - غار وبعد الغار غارين، وبعد الغارين نارين، وبعد النارين صحرا، وبعد الصحرا غابة...؟
4 - جماعتنا كسيناهم، في البيت لقيناهم، فر بعضهم من الشبابيك، والبعض مسكناهم...؟
5 - ما طائر في قلبه، يلوح للناس عجب، منقاره في بطنه، والعين منه في الذنب...؟
6 - دجاج وديك، ما يعيشون إلا في الماي، شنهم....؟
7 - صفة عرب، وصفة شام، والبلبول ينقز قدام...؟
8 - قطعة ورا جبل، تلقط كل خبر...؟
9 - أم أخوك، وأخت خالك، وزوجة أبوك، شتصير لك...؟
10 - عمتك أخت أبوك، خال ولدها شنهو يصير لك...؟
جواب الألغاز:
(1- النار، 2- الحلم، 3- وجه الإنسان «فتحتا الأنف والعينان والجبهة والشعر»، 4- شبكة الصياد عند سحبها من الماء وفيها السمك، 5- البجع (حرف الجيم يشبه المنقار في وسط كلمة بجع، وحرف العين في نهاية كلمة بجع)، 6- دجاجة البحر، 7- الإنسان واللسان، 8– الأذن، 9- الأم، 10 – الأب).
* النداف
النداف أو المضرب أو راعي الفرش، هو صاحب مهنة تنظيف وفرز القطن أو الصوف لصناعة الفرش والأغطية والألحفة، ومن الندافين من يمتلك دكاناً لتنظيف القطن بواسطة (الندافة) وخياطة القماش الذي يُحشى فيه، ومنهم المتنقل الذي يجوب الأحياء والضواحي راجلاً أو على ظهر دابة من الدواب لتقديم خدماته للناس.
قبل القطن كان النداف يتعامل مع صوف الخراف أو النعاج عندما تجز في فصل الصيف بواسطة (الجزار)، لحشو المساند التي يتكأ عليها أو الفرش (الدواشق) أو الأغطية أو (الطراحة) أو (النهلية) التي تفرش للنوم عليها، قبل دخول الشراشف والبطانيات الحديثة التي تسمى (برانيص).
وبعد دخول القطن أصبح يستخدم لحشو المساند والفرش (الدواشق) بالإضافة إلى الصوف، إذ يحول النداف القطن المضغوط والمحمل بالشوائب إلى قطن نظيف ناعم كالحرير بواسطة القوس والندافة أو المضرب، الذي يستعمل لتحريك الوتر المثبت في القوس لتنظيف وتنقية القطن.
وأهم مواسم النداف الأعياد ومناسبات الزواج، حيث يحتاج الناس الفرش اللينة والنظيفة والمساند والدواشق التي توضع تحت المساند ليجلس عليها الزائر أو الضيف.
والنداف إما يحضرونه إلى البيت أو يذهبون بما لديهم إلى دكانه لتنجيده وتجديده، هذا هو النداف أو المضرب أو (القطان) كما يطلق عليه الناس الآن، وقد عمل بجد وإخلاص حاله حال أصحاب المهن الأخرى، فكسب احترام الآخرين.
* بعض المعتقدات الشعبية
استعمال دم الحيوان المذبوح لعلاج العرق
الاعتقادات في الماضي فيما يخص التشاؤم والتفاؤل كثيرة ومتنوعة، وكلها تعتبر أموراً متوارثة وما زالت فئة من الناس تسير عليها وتؤمن بها.
ومنها: إذا عرفوا أن إنساناً مُصاب بداء العرق في يديه أو رجليه يتشاءمون من السلام عليه، وينصحونه بالذهاب إلى المقصب أو المذبح لغسل يديه أو رجليه بدم حار لحيوان مذبوح حديثاً، لاعتقادهم بأن هذا العمل سيشفيه من علته أو مما يعاني منه، فيذهب المصاب بداء العرق وينفذ ما سمعه من الناس ويتفاءل معتقداً بأن العلاج قد تم.
إقامة صلاة الميت على النضال
النضال، هو صاحب العين الحارة أو الحسود سواء كان رجلاً أو امرأة، وهو الذي يستغل عينه في إيذاء الناس.
وكان الناس في الماضي، يتشاءمون من وجوده معهم أو من ملاقاته في مكان ما أو في الطريق، لأن أية كلمة تخرج من فمه سيكون لها معنى، لأنها تخرج مثلما تخرج الرصاصة من البندقية، وكذلك أية حركة منه ستؤذي الإنسان المواجهة إليه سواء كان قاصداً أو مازحاً، ولذلك كانوا يعتقدون ويقولون: إذا رأيتم الإنسان النضال نائماً فصلوا عليه صلاة الميت، لأن هذا العمل يبطل حرارة عينه، أما إذا كان جالسا يرشون خلفه قليلا من الملح الناعم دون أن يشعر.
المراجع
1 - زينة وأزياء المرأة القطرية، مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، آمنة راشد الحمدان، شيخة عبدالله آل ذياب، ظبية حمد السليطي، ظبية عبدالله السليطي، نورة ناصر آل ثاني.
2 - الشرح المختصر في أمثال قطر- خليفة السيد محمد المالكي.
3 - الأمثال الشعبية في قطر- أحمد محمد يوسف عبيدان.
4 - المعتقدات الشعبية لأهل قطر- خليفة السيد محمد المالكي.
5 - أشهر الغطاوي في الكويت والخليج، الدكتور رجب النجار أستاذ الفلكلور جامعة الكويت.
6 - المهن والحرف والصناعات الشعبية في قطر، المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث- خليفة السيد محمد المالكي.