د. طلال العنزي في حوار لـ «العرب»: «حمد الطبية» توفر غرف الأكسجين لعلاج جروح القدم «السكرية»

alarab
المزيد 08 يوليو 2024 , 01:12ص
حامد سليمان

توفر تدخلات جراحية بسيطة لعلاج مرضى السكري
التدخل يكون بمسافة 2 مل أو أقل بعيداً عن مصدر الجرح
إزالة الضغط على القدم السكرية عن طريق أحذية خاصة
تدفق عال للأكسجين يساعد على التئام الجرح
أجهزة بالليزر للجرح نفسه لتعطي غاز الأرجان المحفز لالتئام الجرح
يراجعنا ما بين 100 إلى 120 مريضا يومياً
نحو 70 % إلى 75 % من مراجعينا يعانون من جروح نشطة

كشف الدكتور طلال العنزي - رئيس قسم طب القدم بمؤسسة حمد الطبية – أن عيادة القدم بالمؤسسة توفر تدخلات جراحية بسيطة لعلاج مرضى السكري، بأن يكون التدخل بمسافة 2 مل أو أقل بمكان بعيد عن مصدر الجرح وتحت الاشعة، وذلك من أجل تخفيف الضغط على القدم وإزالته، كما توفر العيادة سبلاً أخرى لذلك من بينها على سبيل المثال الأحذية الخاصة.
كما نوه د. العنزي في حوار مع «العرب» إلى توفير غرف الأكسجين في حمد الطبية، وكذلك توفير الاكسجين الموضعي، لافتاً إلى أن التدفق العالي للأوكسجين يساعد على التئام الجرح، كما وفرت المؤسسة أجهزة موصلة عن طريق الليزر للجرح نفسه لتعطي غاز الأرجان المحفز لظهور شعيرات دموية التي تساعد على التئام الجرح.
وقال رئيس قسم القدم بمؤسسة حمد الطبية إلى أن ما بين 100 إلى 120 مريضا يراجع القسم يومياً، وأن نحو 70 % إلى 75 % من مراجعينا يعانون من جروح نشطة، وأن القسم يجري 10 جراحات أسبوعية. وأشار إلى قبل 10 سنوات كانت النسبة العالية من البتر فوق الركبة أو تحتها، وانخفضت نسب البتر العالية، ولكن نسب البتر الصغير كجزء من الاصبع أو الأصبع أو جزء من القدم ما زالت موجودة.
وأوضح أن مرضى السكري يشكلون 85 % من مرضى عيادة القدم بمؤسسة حمد الطبية، وأن مركز الرعاية الطبية اليومية به 8 عيادات يومية، إضافة إلى عيادة في مستشفى حمد العام، وأخرى في مركز فهد بن جاسم للكلى، وعيادة في مستشفى الوكرة وأخرى في مستشفى مسيعيد وعيادة في المستشفى الكوبي، وأخرى في مستشفى الخور، وعيادة بمستشفى عائشة بنت حمد العطية، وكلها عيادات تابعة للقسم.. وإلى نص الحوار..
◆ حدثنا عن آخر المستجدات في عيادة القدم بمؤسسة حمد الطبية
¶ عيادة القدم توفر العناية الطبية للمرضى الذين يعانون من مشكلات في القدم، وهي مشكلات غير محدودة لمرض معين أو سن معين، ولكن أغلبية المرضى الذين يحضرون إلى العيادة هم ممن يعانون من السكري.
كما توفر عيادة القدم الأحذية الوقائية لمرضى السكري، خاصةً من يعانون من فقدان الإحساس بسبب السكري، من أجل توفير الوقاية لهؤلاء المرضى، ونحن ننصح المرضى الذين قد لا يلتزمون بارتداء هذه الأحذية الوقائية بالحرص على ارتدائها لتجنب الاصابة بالتقرحات والالتهابات.
ويتطلب علاج التهابات جروح القدم السكرية استخدام مضادات حيوية وهي موجودة ومتوفرة بمساعدة قسم الالتهابات، وتتطلب في بعض الحالات اجراء عمليات جراحية، لإزالة تجمعات السوائل، وفي حال وصل الالتهاب للعظم فيحتاج إلى عمليات لإزالة الجزء الملتهب أو رفع العظم عن مكان الجرح، حتى يتسنى للجرح أن يلتئم، فبسبب السكري تحدث انحرافات في القدم، ما يتسبب في ضغط زائد على الجلد والأنسجة اللحمية في قدم مريض السكري، فتتمزق دون أي دراية من المريض.
ونحن نحرص دائماً على توفير الأدوات الجراحية التي تساعد المريض بدون أن تعرضه لمشكلات، خاصةً وأن مريض السكري قد يعاني من مشكلات أخرى كأن تكون المناعة ضعيفة أو قدرته على التئام الجروح تحتاج إلى فترة طويلة، فنبحث عن مواد وأدوات وطرق علاجية تقلل التدخل الجراحي بدرجة كبيرة.
 
كيف يمكنكم تقليل التدخل الجراحي الى اقل درجة ممكنة؟
¶ وفرت مؤسسة حمد الطبية طريقة التدخل الجراحي البسيط لعلاج مرضى السكري، ليكون التدخل بمسافة 2 مل أو أقل من ذلك، بمكان بعيد عن مصدر الجرح، ويكون تحت الاشعة، لرفع الضغط الكبير عن الجرح ليلتئم الجرح بصورة أسرع دون أن يصل الجرح إلى العظم، وهي جراحات وقائية، فإزالة الضغط يعد أحد العناصر الرئيسية لمساعدة الجرح أن يلتئم، فالتئام الجرح يتطلب أن يكون تدفق الدم بصورة جيدة، وهو ما نعمل عليه.
 
◆ وماذا إن كان المريض يعاني من التهاب؟
¶ في هذه الحالة يُعطى المريض المضادات الحيوية المناسبة للبكتيريا المسببة للالتهاب، حيث نقوم بأخذ العينة ونرسلها للمختبر وبعد ظهور النتيجة نعطي المضاد الحيوي المناسب.
كما أننا نعمل على إزالة الضغط على القدم السكرية، إما عن طريق أحذية خاصة أو مواد خاصة ترفع الضغط عن المنطقة التي تعاني من مشكلات، خاصةً وأن المريض يمكن أن يكون فاقد الإحساس بهذه المنطقة، فلا يشعر بأنه ضاغط على جرحه، فقد يزيد من المشاكل لديه، ويكون ذلك بأحذية خاصة بالجروح أو بعمليات جراحية، وهذا يعتمد على وضع الجرح.
ومن بين المستجدات في عيادة القدم أيضاً، توفير غرف الأكسجين المتوفرة في مؤسسة حمد، أو الأوكسجين الموضعي على مكان الجرح، الذي يعطي تدفقا عاليا للأوكسجين ويساعد على التئام الجرح، كما يتوفر لدينا أجهزة موصلة عن طريق الليزر للجرح نفسه، لتعطي غاز الأرجان المحفز لظهور شعيرات دموية التي تساعد على التئام الجرح.
 
◆ كم عدد المستفيدين من خدمات عيادة القدم؟
¶ يراجعنا ما بين 100 إلى 120 مريضا يومياً، ونحو 70 % إلى 75 % من هؤلاء المرضى يعانون من جروح نشطة، ما يتطلب عمليات تنظيف أو إزالة الضغط، ونعمل على 10 جراحات بصورة أسبوعية، من ضمنها عمليات رفع العظم أو تنظيف الجروح أو زراعة الجلد الصناعي، أو حقن الشحم الصناعي، فبسبب الضغط العالي يتطلب الأمر أن نحقن المريض تحت مناطق الضغط العالي بمادة شحمية تلتصق مع الخلايا الشحمية وتنمو نوع من المساندة الداخلية بين العظم والجلد.
 
◆ حدثنا عن التطور في الخدمات وأثرها في الحد من عمليات البتر؟
¶ التطور الطبي بدأ مع عمليات التدخل لفتح الشعيرات الدموية وهو موجود منذ سنوات، ولكن عاما تلو الآخر تتطور المواد المستخدمة لفتح الشرايين الصغيرة، فقبل 10 سنوات كانت النسبة العالية من البتر فوق الركبة أو تحتها، وقد انخفضت نسب البتر العالية، ولكن نسب البتر الصغير كجزء من الاصبع أو الأصبع أو جزء من القدم ما زالت موجودة.
وتبقى المشكلة الأساسية في سرعة حضور المريض إلى العيادة المختصة، وكلما حضر المريض بصورة مبكرة إلى العيادة كان العلاج بصورة أفضل، وتنخفض نسبة البتر إلى أن تتلاشى، فحضور المريض إلى العيادات المخصصة لأمراض القدم السكرية هو عنصر هام جداً، ليحصل على التشخيص الصحيح والعلاج الصحيح، فلا ينتظر أو يحاول علاج حالته في المنزل.
 
◆ باستثناء أمراض السكري.. ما هي الأمراض التي قد يلجأ أصحابها إلى عيادة القدم؟
¶ مشاكل القدم تختلف من مريض إلى آخر، فعلى سبيل المثال، نستقبل حالات الأطفال الذين يعانون الانحناء أو تسطح القدم، أو آخرين يعانون من الثآليل أو ظهور ندب في القدم، وكذلك حالات الظفر الغائر، وكلها حالات لأطفال تقدم لهم الرعاية في العيادة بمؤسسة حمد الطبية، وكذلك حالات القدم المقعرة، كما أن بعض النساء والرجال يعانون من تشوهات بالأصابع، ليس لها علاقة بالسكري ولكن لها علاقة بنوعية القدم، ويمكن تصحيحها عن طريق العمليات المبسطة أو من الفتحات الدقيقة.
كما أن البعض قد يراجع العيادة مع التهاب كعب القدم نتيجة لممارسة الرياضة، أو التهاب الأوتار، والتمزقات وبعض الكسور، إضافة إلى الكثير من الحالات التي تراجعنا في عيادة القدم.
ولكن مرضى السكري يشكلون النسبة الأكبر، فتصل نسبتهم إلى 85 % من مرضى عيادة القدم بمؤسسة حمد الطبية.
 
◆ كم عدد العيادات المتوفرة بمركز الرعاية الطبية اليومية، وهل تتوفر عيادات بمستشفيات أخرى؟
¶ قسم أمراض القدم بمركز الرعاية الطبية اليومية مسؤول عن كل عيادات القدم الموجودة في المؤسسة، ولدينا عيادة في مستشفى حمد العام، وأخرى في مركز فهد بن جاسم للكلى، كما أن لدينا عيادة في مستشفى الوكرة وأخرى في مستشفى مسيعيد وعيادة في المستشفى الكوبي، وأخرى في مستشفى الخور، وعيادة بمستشفى عائشة بنت حمد العطية، وكلها عيادات تابعة للقسم.
وفي مركز الرعاية الطبية اليومية لدينا 8 عيادات يومية، من الساعة 8 صباحاً إلى الساعة 3 مساءً، وكلها تعمل بصورة يومية، كما أن لدينا يومين أسبوعياً لإجراء الجراحات، يوم الاثنين ويوم الأربعاء.
 
◆ ماذا عن الأبحاث التي تعمل عليها عيادة القدم بمؤسسة حمد الطبية؟
¶ لدينا أبحاث حول كيفية إعادة تنشيط العصب النائم، وهو أساس المشكلات التي تصيب مريض السكري، وبسبب هذا العصب يشعر المريض بعدم التوازن، فنبحث أيضاً كيفية إعادة هذا التوازن، كما أننا نبحث عن طرق لإعادة الإحساس للمريض عن طريق إيصال حساسات للمريض، ونتواصل مع مراكز الأبحاث العالمية لتطوير هذا الأمر، كنوع من الجوارب أو الأحذية أو البطانات التي تعطي رسائل للمريض أنه يضغط على جزء معين من قدمه وتنبهه ليمنع هذا الشيء، إضافة إلى بعض الحساسات مثل جهاز الميزان، فيقف عليها المريض ليعرفه بدرجة حرارة القدم مقارنة بالقدم الأخرى، فيمكن للمريض أن يتخذ الإجراء المطلوب كنوع من الوقاية من حدوث مشكلات بالقدم.
كما أننا نبحث بصورة مستمرة في المواد المتطورة والمطلوبة لالتئام الجروح، فهناك الكثير من الأدوية ودائماً هي في تطور، وكيفية الوصول إلى التئام الجرح في وقت قصير.