«الأمسية الساحرة» حديث الصحف الإيطالية

alarab
رياضة 08 يوليو 2021 , 12:45ص
سليمان ملاح

خرجت الصحف الإيطالية يوم أمس لتحيي إنجاز منتخب «سكوادرا أتزورا» ببلوغه نهائي كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم على حساب إسبانيا مبرزة: «قدمت لنا إيطاليا أمسية ساحرة، نحن في النهائي».
وكتبت صحيفة «لا ريبوبليكا» اليومية تحت صورة إن لاعبين إيطاليين يحتفلون عقب فوزهم مساء الثلاثاء على ملعب ويمبلي على المنتخب الاسباني بركلات الترجيح (4-2) بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي: «كما عانينا، أصبح الحلم الآن في متناول أيدينا».
وبدورها حيّت صحيفة «إل ميسادجيرو» اليومية الصادرة من العاصمة روما أداء اللاعبين الطليان، فقالت: «يا للروعة، النهائي»، مضيفة: «ضد إسبانيا، الفوز بركلات الترجيح (4-2). الأحد في ويمبلي بمواجهة الفائز من إنجلترا - الدنمارك».
لم تشذ أكبر صحيفة إيطالية عن سابقاتها، فكتبت «إل كورييري ديلا سيرا»: «قدّمت لنا إيطاليا أمسية ساحرة، نحن في النهائي». «كارامبا، يا لها من إيطاليا!» هكذا عنونت «لا ستامبا» اليومية التي تصدر من تورينو، صفحتها الأولى، حيث استعارت فوز الآتزوري لتكريم ملكة التلفزيون الإيطالي رافاييلا كارا التي توفيت الإثنين، واشتهرت ببرنامج يحمل اسم «كارامبا».
واختارت «لا جازيتا ديلو سبورت» عنوانًا باللغة الإسبانية مع بساطة بليغة «فييستا!» (احتفال)، من أجل تلخيص النشوة التي أحدثها هذا الانتصار في جميع أنحاء البلاد.

الصحف الإسبانية: بشرف
من ناحيتها، سلطت صحف الرياضة الإسبانية الصادرة أمس الأربعاء الضوء على توديع المنتخب الوطني لبطولة كأس الأمم الأوروبية، بعد السقوط أمام إيطاليا بركلات الترجيح في إقصاء «غير عادل» اعتبرت أنه جاء «بشرف».
من جانبنا، اعتبرنا في (آس) أن «إسبانيا كانت تستحق أن تكون في النهائي لكنها سقطت بركلات الترجيح». وبسخرية درامية، اختارت صحيفة (موندو ديبورتيفو) أن تقول النهاية باللغة الإيطالية «فينيتو»، مشيرة إلى أن «لا روخا كان مسيطرا وسقط أمام إيطاليا بركلات الترجيح (4-2) ليصبح خارج النهائي».
وأشارت الصحيفة الكتالونية إلى أن « (ألفارو) موراتا الذي سجل هدف التعادل بعد تقدم فيديريكو كييزا، أهدر الركلة الحاسمة لكن إسبانيا تخرج من اليورو أكثر قوة».
أما صحيفة «سبورت فاعتبرت أنه «وداع غير عادل» لمنتخب إسبانيا الذي »أصبح خارج النهائي بعدما تفوق على إيطاليا التي تراجعت للخلف طوال اللقاء». وترى الصحيفة الكتالونية أن «هناك مستقبلا مع لويس إنريكي» مضيفة أنه «على الرغم من خيبة الأمل، تمكن المدرب من بناء منتخب جديد عاد ليثير الحماسة والأمل».
واجتاحت الجماهير الإيطالية في أمسية الفوز شوارع إيطاليا من العاصمة روما، ملوحة بالأعلام الإيطالية ومطلقة العنان لأبواق السيارات والألعاب النارية، حتى ميلانو وتورينو، حيث تقاطر «التيفوزي» بالآلاف إلى وسط المدينة للاحتفال بتأهل المنتخب الوطني إلى نهائي كأس الأمم الأوروبية.

أنريكي: فخورون بالخروج المشرف

بعد الخروج المشرف من نصف نهائي يورو 2020، أكد مدرب إسبانيا لويس إنريكي أنه «فخور باللاعبين الذين بذلوا كل ما في وسعهم من أجل الفوز»، مفضلاً الحفاظ على إيجابية هذه البطولة.
وقال: «إنها ليست أمسية حزينة بالنسبة لنا، على الإطلاق، هذا يذكّرنا أنه في كرة القدم يمكنك الفوز أو الخسارة. لا يمكننا أن نكون يائسين، علينا أن نهنئ خصومنا. قلت قبل انطلاق المنافسات إننا بين ثمانية منتخبات قادرة على الفوز باللقب، لا أعتقد أنني أخطأت، نعود إلى الوطن ونحن نعلم أنه كان بإمكاننا الفوز بالبطولة». وأضاف: «قام اللاعبون بعمل رائع، ليس لدي أي شيء لأوبخهم به. أظهرنا أننا فريق وسنواصل القيام بذلك. يتعين علينا الراحة الآن وسنلتقي مرة أخرى في المعسكرات المقبلة». وأشاد إنريكي بمهاجمه موراتا رغم إهداره الركلة الترجيحية التي أخرجت إسبانيا من البطولة، وقال: «ألفارو رائع، أراد أن ينفذ ركلة الجزاء رغم أنه عاش أوقاتاً صعبة في هذه المسابقة. لقد كان ممتازًا، سجل هدف التعادل لكن لم يحالفه الحظ في الركلات الترجيحية».

بوسكيتس: أشعر بالفخر بزملائي

لخص القائد لاعب الوسط سيرجيو بوسكيتس الإقصاء بـ«للأسف، كنا نود ألا تنتهي بطولتنا بالأمس، لكن هذه هي كرة القدم كذلك. كنا الأفضل خلال معظم المباراة. يمكننا أن نفخر، وأشعر بالفخر لزملائي في الفريق. الكل كان يرشح إيطاليا، لكننا أظهرنا أننا الأفضل». وأضاف: «اكتسب اللاعبون الشباب الثقة في هذه البطولة، وسيعود هذا المنتخب بقوة. لا يزال هناك عام ونصف قبل كأس العالم، لكننا على الطريق الصحيح، لدينا منتخب كبير، حتى لو لم نتوج مثلما كما نتمنى». وتجنّب بوسكيتس الحديث عن مستقبله الدولي، وقال: «الآن ليس الوقت المناسب للتفكير بي. حان الوقت للحزن والفخر في الوقت ذاته».

مانشيني: سعداء بإدخال الفرحة في قلوب الإيطاليين

أكّد مدرب المنتخب الإيطالي لكرة القدم روبرتو مانشيني أنه سعيد بتحدي التوقعات عقب قيادة الآتزوري إلى المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية، بفوز دراماتيكي بركلات الترجيح على إسبانيا.
 وقال مانشيني: «قلة من الناس كانوا واثقين من قدرتنا على تحقيق هذا الإنجاز، باستثناء اللاعبين الذين كانوا على ثقة بذلك منذ اليوم الأول قبل ثلاث سنوات. نحن في النهائي وسعداء بإدخال الفرحة في قلوب الإيطاليين في كل مكان».
وأوضح مانشيني أنه «عندما تلعب في كأس العالم أو في بطولة أوروبية، يكون الأمر شديد الصعوبة، وهناك دائمًا مباراة يجب أن تعاني فيها من أجل الفوز. لا يمكن أن يكون كل شيء سلسًا. كنا نعلم أن هذا سيكون صعبًا حقًا، ولهذا السبب أعتقد أن اللاعبين وكل من عمل معنا خلال السنوات الثلاث الماضية يستحق الكثير من التقدير، لأنه لم يكن سهلاً بأي حال من الأحوال».
وتابع: «إنها ركلات الترجيح.. لقد كانت مباراة صعبة جدا. إسبانيا منتخب رائع جدا، ولعب بشكل جيد جدا. لقد قدمنا مباراة جيدة، ولكن ليس كالمعتاد. كنا نعلم أننا سنعاني في مثل هذه المباراة. لقد صعَّبوا مهمتنا. هم أساتذة الاستحواذ على الكرة. هنيئا لنا ببلوغ النهائي، وهنيئا لإسبانيا لأنها منتخب رائع جدا».
وأردف قائلا: «لا تزال هناك خطوة واحدة يجب أن نقطعها، وعلينا الآن أن نرتاح، لأن هذا كان يمثل تحديًا كبيرًا حقًا. عندما تدخل مباراتك السادسة مع كل الرحلات التي قمنا بها حتى الآن، يصبح الأمر متعبًا جدا. لا تزال هناك مباراة واحدة، يتعين علينا أن نفعل الشيء نفسه».

بونوتشي: أصعب مباراة على الإطلاق

أكد قطب الدفاع ليوناردو بونوتشي: «هذه أصعب مباراة خضتها على الإطلاق. تحياتي لإسبانيا على ما قدمته على أرضية الملعب. مرة أخرى، أظهرت إيطاليا القيم والروح والقدرة على المعاناة. إنها فرحة مستحقة بعد معاناة، بل إنها أجمل من ذلك. ما نقوم به لا يصدق، ولا يجب أن نكتفي بذلك. نحن في النهائي ويتعين علينا تقديم نفس الإرادة، نفس التضحيات لإعادة ما افتقدته إيطاليا لمدة 50 عامًا (منذ التتويج الأول والأخير باللقب في كأس أوروبا 1968)»