«ما بين الرفوف» تبحث عن مسافة الإنقاذ في «حمى الأحلام»

alarab
محليات 08 يونيو 2021 , 12:50ص
الدوحة - العرب

استعرض الملتقى القطري للمؤلفين خلال الحلقة الجديدة من مبادرة «ما بين الرفوف»، التي يقدمها الكاتبان حسن الأنواري وريم دعيبس، عبر قناة الملتقى على «يوتيوب» رواية «حُمى الأحلام» للكاتبة الأرجنتينية سامِنتا شَوابلين  
استهل حسن الأنواري الحلقة بالحديث عن جوانب من حياة ومسيرة سامنتا مؤلفة الرواية، موضحاً أنها من مواليد عام 1978، وأنها نشرت ثلاث مجموعات من القصص القصيرة والروايات، وقصص في مختارات ومجلات، وقد نالت سامنتا عدة جوائز، وترجمت أعمالها إلى أكثر من 20 لغة منها الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية والبرتغالية والصربية والسويدية.
وقال الأنواري إن رواية المؤلفة التي تقيم حالياً في برلين وصلت إلى قائمة القصة القصيرة لجائزة:  «MAN BOOKER»
واصفا الرواية بالعمق رغم حوارها البسيط وتوترها العالي، وقال: «إن الرواية تحبس الأنفاس، حتى إنك لا تتركها من يدك حتى تنهيها، وحتى وإن أنهيتها فإنها لا تنتهي منك..
وتحدثت ريم دعيبس عن  كلمة السر أو التيمة الأبرز في الرواية -وهي جملة مسافة الإنقاذ- والتي تعبر عن المخاوف على كل أشيائنا «الحياة، المال، الصحة، أطفالنا من المخاطر غير المتوقعة.. إلخ»، والبحث الدائم عن إنقاذ، وطوق نجاة، لندفع له كل الأثمان بكل اندفاع هستيري دون التبصر حتى في المضاعفات وتكلفتها، لافتة إلى أن الكاتبة توضح بين السطور أن العيون كلها لا تكون كافية في بعض الأحيان إذا سيطرت علينا مخاوفنا، وأن  كل شيء يمكن في لحظة واحدة أن يقلب العالم رأساً على عقب، وأن لحظة واحدة كافية لخسارة كل شيء.
وأوضحت أن الكاتبة أرادت القول إن هناك دائماً مخاطر مرئية وغير مرئية من قدرات العلم، أو التلوث البيئي، أو الخرافة.. وإفساد الإنسان لبيئته وانعكاس ذلك على حياته ومستقبله.
فيما أكد حسن الأنواري أن تفاصيل الرواية دقيقة لدرجة أنك تتعايش معها
فآماندا، أم شابة، تحتضر في المستشفى، جاءت مع ابنتها «نينا» إلى ذلك المكان الريفي الجميل لقضاء إجازة ممتعة، لكنَّها تشعر بالرعب حين ترى كلباً فَقَدَ إحدى قائمتيه الخلفيَّتين، وإلى جانبها يجلس «دافيد» طفل امرأة أخرى في المستشفى، وتتحاور آماندا مع دافيد، الذي يتحدَّث عن اليأس الذي أصاب والدتَه كلارا، التي لم تعد تتعرَّف إلى ابنها؛ إذ تحوَّل إلى شخص آخر غريب. وتخاف آماندا أكثر على ابنتها من الشقاء الذي سوف تلقاه في عالمٍ يحوِّل البشرَ إلى آخرين بسبب قدرات العلم، أو التلوُّث البيئيّ، أو الخرافة.. يحاورها دافيد، وهو يحاول معرفة ما الذي أوصلها إلى هنا بينما تحدثه عن ما حدث لها هي وطفلتها «نينا»، ولفت الأنواري إلى أن النقطة الأساسية في الرواية تكمن في تفصيل ما، يجعل الواحد منا شخصاً آخر، أين هو؟ ما الذي يحدث بالضبط في هذا الحلم أو الكابوس؟
وقال: «إن الرواية تمسك بمخاوفنا وكيف لكل شخص أن يبحث عن طرق النجاة حتى لو كانت نتيجتها أن نتحول لأشخاص آخرين، وأنها تتحدث عن حالة القلق الدائمة، مع كل حركة وخطوة يخطوها الطفل. والحساب العبثي لمسافة الإنقاذ اللازمة للقيام بما يلزم، منوهاً بأن هذه المشاعر لا يمكن الهروب منها مهما كلفنا الامر، وأن الرواية تتحدث عن مخاوف كثيرة تواجه أطفالنا ومنها التلوث البيئي، كما أنها تعبر عن مقدار الألم الذي يشعر به أبطال الرواية.
وعادت ريم لتؤكد في ختام الحلقة أن الرواية تشير إلى أن أبطال العمل ليسوا جميعهم يعانون من التسمم، بعضهم ولد مسمماً بفعل شيء اسنتشقته أمهاتهم من الهواء، أو بسبب شيء أكلوه، أو لمسوه، أو بفعل قدرات العلم التي ساهمت في التلوث البيئي وما نمر به مستدلة في هذا السياق بالجائحة التي نمر بها. 
كما تشير الرواية إلى ثمة مجموعة أشجار تمنح بعضاً من الظل لنا، لكننا نجلس على جذوعها، وأن لكلّ طفل قيمته، وما مِن طفل غير مهم في هذه الحياة.
وقالت في هذا السياق «ترفع الرواية مطالب بالحقّ في الصحّة والحقّ في الهواء النظيف في سياق حقوق الطفل وصحّة الطفل البيئيّة.