سيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحيوي بين قطاع غزة ومصر أمس الثلاثاء، مما أغلق ممر مساعدات رئيسيا للقطاع الذي صار على شفا مجاعة.
واتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسرائيل بمحاولة إعاقة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر التي دمرت قطاع غزة وشردت مئات الآلاف من سكانه ودفعتهم إلى براثن الجوع.
وأظهرت لقطات بثها جيش الاحتلال دبابات عند معبر رفح ورفع العلم الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من المعبر. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح «خطوة مهمة للغاية نحو تدمير ما تبقى من قدرات حماس العسكرية». وذكر سكان أن قصفا عنيفا بالدبابات وقع مساء أمس الثلاثاء في بعض مناطق شرق رفح.
وقالت وكالات إغاثة دولية وأخرى تابعة للأمم المتحدة إن إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم، وهما المعبران الرئيسيان المؤديان إلى جنوب قطاع غزة، أوقف فعليا دخول المساعدات الخارجية إلى القطاع الفلسطيني الذي لا يوجد به الآن سوى مخزون ضئيل. وقالت مصادر في الهلال الأحمر في مصر إن المساعدات لغزة توقفت تماما.
وجاءت الخطوة الإسرائيلية بالسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح على الرغم من الدعوات المستمرة منذ أسابيع من جانب الولايات المتحدة ودول وهيئات أخرى إلى إسرائيل بالامتناع عن شن هجوم كبير في المنطقة التي تقول إسرائيل إنها آخر معقل لمقاتلي حماس. ويوجد في رفح ما يربو على مليون مدني فلسطيني نازح.
ويبحث كثيرون في رفح الآن عن ملاذ آمن يذهبون إليه في القطاع الذي يتعرض للقصف دون توقف تقريبا منذ أن اقتحم مقاتلو حماس الحدود الإسرائيلية في السابع من أكتوبر.
وتتكدس الأسر في مخيمات وملاجئ مؤقتة في ظل نقص الغذاء والمياه والدواء وغيرها من الضروريات.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه ينفذ عملية محدودة في رفح بهدف القضاء على المسلحين وتفكيك البنية التحتية التي تستخدمها حركة حماس التي تدير القطاع.
وطلب الجيش من المدنيين الانتقال إلى ما وصفها بأنها «منطقة إنسانية موسعة» على بعد نحو 20 كيلومترا. وفي جنيف، قال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن «الذعر واليأس» يسيطران على الناس في رفح. وأضاف أن القانون الدولي يشترط منح الناس الوقت الكافي للاستعداد للإخلاء مع وجود ممر آمن يوصلهم لمنطقة آمنة تصل إليها المساعدات.
ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إسرائيل وحماس بألا تدخرا جهدا في إبرام اتفاق هدنة وطلب من إسرائيل إعادة فتح المعابر الحدودية على الفور قائلا إن غزة تواجه خطر نفاد الوقود هذا المساء.
وأضاف «بلا شك سيؤدي أي هجوم شامل على رفح إلى كارثة إنسانية».