الميلدونيوم.. الدواء الذي تحول لموضة في عالم المنشطات
منوعات
08 مايو 2016 , 10:33م
د.ب.أ
تسبب الكشف عن تعاطي لاعبة التنس الروسية ماريا شارابوفا لعقار ممنوع في تسليط الضوء بصورة أكبر على المنشط الذي استخدمته وهو الميلدونيوم.
ودخل هذا العقار في قائمة العقاقير الممنوعة من قبل الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات منذ بداية العام الجاري، ولكن على الرغم من هذا فإن البعض يشكك في الأساس من وجود تأثير له على أداء الرياضيين.
يعتقد الخبير الألماني ديتيلف تييمه، مدير معهد تحليل المنشطات والكيمياء الحيوية في مدينة كريتشا أن استخدام هذا العقار يأتي كأحد أشكال الموضة.
وقال تييمه في تصريحات لـوكالة الأنباء الألمانية، "توجد منذ سنوات موضة تتعلق باستخدام المنتجات التي تعد بزيادة الأداء الرياضي. هذا الأمر يسري أيضا في حالة الميلدونيوم، وهو في الأساس دواء للقلب".
وأضاف المسؤول، "أما إن كان يساعد على ذلك أم لا فهذا أمر لا أعرفه. في رأيي أنه عقار رائج كأحد أشكال الموضة ويؤخذ بطرق متعددة الأوجه ولكن تأثيره الحقيقي على الرياضيين أمر مشكوك فيه".
ويرى الخبير أن الميلدونيوم منع لأن الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات لديها برنامج لـ"مراقبة العقارات غير الممنوعة".
وأضاف تييمه "خلال العام أو العامين الأخيرين، رصدت عدة حالات لاستخدام الميلدونيوم لهذا اضطرت الوكالة لمنعه بسبب الإسراف في استخدامه".
ووفقا للصحفي بجريدة الباييس الإسبانية، كارلوس أريباس أحد أكبر الخبراء في مجال المنشطات فإن هذا العقار أدرج على قائمة المواد الممنوعة لأنه يدخل في تصنيف الأدوية التي تعمل على تغيير مستوى الهرمونات.
يقول أريباس "السبب هو أنه عقب اكتشافه في عينات بول أكثر من 100 رياضي روسي في معمل كولن، توصلت سلطات مكافحة المنشطات لاستنتاج منطقي وهو أنه إذا كان شائع الاستخدام بهذه الصورة، فهذا لأنه جيد، وإذا كان كذلك بالنسبة لمعدلات الأداء فيجب منعه".
من جانبه تساءل مدرب ألعاب القوى، الإيطالي ريناتو كانوفا في منتدي "ليتسرون" الالكتروني المتخصص عما إذا كان الميلدونيوم حقا له أي تأثير على الأداء الرياضي.
وكان معمل كولن لمكافحة المنشطات، الأكثر تطورا في العالم، رصد آثار العقار في اختبارات عديدة خضع لها رياضيون حيث أبلغ المنظمة الأم في مونتريال مما تسبب في إصدار قرار المنع.
ويعتقد أستاذ المعهد العالي للرياضي بكولن، ماريو تيفيس من جانبه أن آثار هذا العقار واضحة للغاية.
وأضاف تيفيس "يتسبب الميلدونيوم لدى الرياضيين في زيادة عامة في الأداء. حيث تتراجع فترة التعافي ويزداد الحماس".
ويعرف الميلدونيوم تجاريا باسم الميلدرونيت وغالبا ما يوصف لتحسين الدورة الدموية ورفع نسبة الأكسجين في الدم حيث يساعد أيضا على الوقاية من الأمراض القلبية، كما يقلل من تواجد الأحماض الدهنية في الجسم ضمن وظائف أخرى.
وكان هذا العقار، الذي ينتج في الأصل بلاتفيا، يستخدم كمكمل غذائي أثناء حقبة الاتحاد السوفيتي السابق، ولكن الوكالة قررت إدراجه في قائمة المواد الممنوعة مطلع هذا العام.
ووفقا لما أعلنته الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات في 2015 فإنه توجد مؤشرات حول استخدام الميلدونيوم من قبل الرياضيين لـ"رفع مستوى الأداء".
وأكد أريباس في صحيفة الباييس، أن بعض المتخصصين يعتقدون أن شيوع استخدام الميلدونيوم بين الرياضيين بمختلف أنواعهم لا يعود لآثاره على الأداء بل لكونه مفيد في التلاعب ببيانات جواز السفر الحيوي، وهو الأسلوب غير المباشر لرصد المنشطات في الدم.
يضيف أريباس "أحد آثار العقار تتمثل في سيولة الدم، مما يعني أن تركيز الهيموجلوبين سيقل، وهو أحد أهم عناصر القياس في جواز السفر الحيوي".
ويعد تعاطي لاعبة التنس الروسية ماريا شارابوفا للعقار هو القضية الأكثر شهرة داخل هذا الإطار، ولكن الأمر لا يقتصر عليها فقط فهناك أيضا الدراج الروسي ادوارد فورجانوف من فريق "كاتوشا" والأوكرانية أولجا أبراموفا.
يقول الخبير تييم لـ(د. ب. أ)، "هذا يرتبط بأن شراء العقار في البلطيق وروسيا لا يتطلب روشتة من طبيب على عكس باقي كل الدول. في بعض الحالات مثل شارابوفا يمكننا القول بإنها لم تقرأ تحذير الوكالات الوطنية بخصوص أن الميلدونيوم سيتم منعه".
يضيف تييم "في بعض الحالات الأخرى ربما يكون ذلك بسبب استمرار تواجد العقار في الجسم لفترة طويلة. توجد منتجات من الممكن أن ترصد في الجسم بعد مرور عام على تعاطيها، ولكن بالنسبة لآثارها فهذا أمر لا يمكن التوصل إليه على وجه الدقة".
س.س