تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، دشّن متحف الفن الإسلامي - اليوم - معرضاً جديداً بعنوان "القاجاريات: صورة المرأة في إيران القرن التاسع عشر".

ويُلقي هذا المعرض الضوء على طيف واسع من الأعمال الفنية التي تُبرز الحضور النسائي للمرأة الفارسية في الحقبة القاجارية، ويبرز أهمية العنصر النسائي في المشهد الفني الإيراني في القرن التاسع عشر، وأثره الممتد حتى اليوم بصفته مصدر إلهام للفنانين المعاصرين.

ويتميّز المعرض بتقديمه للفن في الحقبة القاجارية (1779-1925) من منظور جديد ومختلف تماماً عن التصوّر السائد عنه حتى الآن، بأنه يركز على صور الملوك الرجال المرسومة بالحجم الطبيعي، بصفة ذلك نوعا من إبراز الهيمنة والسلطة، حيث يلفت هذا المعرض الانتباه إلى جانب آخر مهم، يتمثّل في فترة الحداثة الفنية التي شهدتها إيران خلال هذه الحقبة أيضاً، لاسيّما في مجال رسم اللوحات والتصوير الفوتوغرافي، التي صار فيها العنصر الأنثوي من مستلزمات المشهد الفني.

ويضم المعرض صوراً لسيدات في مواقف عدة؛ كصورهن في البلاط الملكي، وفي خلوتهن الخاصة، إلى جانب صور عازفات وسيدات أرستقراطيات، فهو بمثابة سرد لقصص التقاليد الفنية القاجارية التي قلّما تناولها أحد بالسرد من قبل.

وقد استُخدمت في إنتاج هذه الصور - التي يحتضنها جاليري المعارض بالدور الرابع في متحف الفن الإسلامي - مواد عدة؛ منها طلاءات اللاكيه والألوان المائية، وتظهر على المخطوطات والمجوهرات والمعادن. وينقسم المعرض إلى 4 موضوعات: "مفاهيم الجمال: صور المرأة في الفن القاجاري، والحياة اليومية، والنساء والسلطة والنقاء، والنساء كرموز فنية".

ويتيح معرض "القاجاريات"  لزائريه مقدمةً مرئية رائعة لهذه الحقبة المهمة من التاريخ الفنيّ، كما يضم أعمالاً لفنانين معاصرين مستلهمة من الأيقونات القاجارية التي توضح استمرار تأثير الحضور النسائي للمرأة القاجارية في إلهام الفنانين المعاصرين حتى اليوم.

ومن جهتها قالت عائشة الخاطر - مدير متحف الفن الإسلامي - تعليقاً على تدشين معرض القاجاريات: "صورة المرأة في إيران القرن التاسع عشر، نهدف من وراء تنظيم هذا المعرض المبتكر تغيير التصور الشائع حول توظيف الفن في الحقبة القاجارية لإبراز هيمنة الرجال، حيث توضح لنا المجموعة المختلفة من المواد والأعمال الفنية المتاحة في المعرض كيف تمت الاستعانة بصور النساء، لفَهم تاريخ حياتهن اليومية ودورهن في الطبقة الأرستقراطية في هذه الفترة، كما تكشف لنا أيضاً كيف تغيّرت مفاهيم الجمال الأنثوي عبر الزمن، وكيف كانت المرأة رمزاً من رموز الفن القاجاري"، معربة عن أملها في أن تثير الصور والمقتنيات المعروضة خيال الزوار من مختلف المجتمعات والثقافات، على غرار إلهامها للفنانين المعاصرين حتى اليوم.

وقد خصصت إدارة متحف الفن الإسلامي - صباح اليوم - جولة خاصة للإعلاميين، بصحبة كل من الدكتورة منية شخاب أبو دية أمينة شمال إفريقيا وأيبيريا في متحف الفن الإسلامي، والدكتورة نور سوبرز خان أمينة تركيا في متحف الفن الإسلامي، وهما أمينتا المعرض، حيث قدمتا شرحا وافيا حول المعرض، وأجابتا عن أسئلة الصحافيين المحليين والأجانب، لافتتَيْنِ النظر إلى أن اللوحات المعروضة من مقتنيات المتحف، وهناك صور لثلاثة فنانين إيرانيين معاصرين ضمن المعرض، تقدم رؤية فنية معاصرة حول هذا العصر موضوع المعرض.

ويقدم متحف الفن الإسلامي أنشطة خاصة للجمهور، بالتعاون مع المعرض، موجهة للنساء والأكاديميين والعائلات، وتشتمل تلك الأنشطة على جولات نهارية برفقة أمناء المتاحف، وفعاليات أسرية في عطلات الأسبوع، وأنشطة للتعلم خارج الفصول الدراسية مخصصة للمعلمين، إلى غير ذلك من أنشطة.

كما تقدم الدكتورة منية شخاب أبو ديه والدكتورة نور سوبر زخان - وهما أمينتا المعرض - محاضرة تحت عنوان "الجمال والشارب في الفن القاجاري"، وذلك في مايو 2015.