في محاولة منه لتخفيف غضبة الشعب والتغطية على انهيار أعمدة الاقتصاد بالدولة، خاصة بعد تخطي الدولار حاجز الـ 10 جنيهات لأول مرة في تاريخ مصر، طالب رئيس النظام، عبد الفتاح السيسي، المصريين بالصبر عليه وتحمل الأزمات الاقتصادية.
وقال "السيسي" في مداخلة هاتفية مفاجئة له، أمس الاثنين، مخاطبا الشعب "أنتم أهلي وناسي، وأنا أبذل أقصى جهد لأغير الواقع المؤلم الذي تراكم عبر سنوات طويلة، وأرجو منكم أنكم تعطوني الفرصة وتصبروا، أنا شغال منذ 20 شهرا فقط وليس 20 عاما، لو جبتلكم اللي اتعمل في العشرين شهر دول هتستغربوا من حجم المجهود اللي اتعمل في سيناء، وفى موضوعات خلال سنة ونص هتشوفوها بتخلص بشكل كويس".
وطالب رئيس النظام في تصريحات بائسة تؤكد وصول الاقتصاد المصري لمنحدر اللاعودة، المصريين بضرورة الثقة فيه والصبر عليه، قائلا: "من فضلكم يا مصريين، لازم يكون عندكم ثقة فيا، ومحدش يشككم في أي حاجة، ولازم يكون عندكم شيء من الجلد والصبر ونتحمل شوية".
وحاول السيسي التقليل من الغضب الشعبي تجاه الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، زاعما "مصر لا تعاني وحدها، بل إن أغلب دول العالم تواجه أزمة اقتصادية، ومصر جزء من هذا العالم" .
وأضاف "أحب اطمنكم يا مصريين، خلوا بالكم أنا بتعامل مش بس معاكم، لا مع ربنا اللي هاقابله يوم القيامة، وأقوله إني جريت وحاولت أبني ليهم، وحاولت أعمر، وعلى قد ما قدرت عملت" .
وفي رده على سؤال حول إمكانية ترشحه لفترة رئاسية ثانية، أكد رئيس النظام المصري أنه لن يرحل عن الحكم إلا بعد تنفيذ كل وعوده للشعب المصري، موضحا أن حكم مصر يخضع لإرادة الله سبحانه وتعالى أولا وليس لأي أحد آخر، وبعد ذلك يتم وفقا لإرادة الشعب المصري الذي لا يستطيع أحد أن يفرض عليه أي شيء لا يتوافق مع إرادته؛ لأنه شعب ذكي جدا.
يذكر أن "السيسي"، قد أدلى بتصريحات سابقة، أعلن فيها استعداده لبيع نفسه إن وجد من يشتريه، التصريحات التي أثارت موجة من السخرية الواسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فيما أعلن العديد من النشطاء فتح مزادات خاصة لبيع السيسي، بينما عرض آخرون شراءه ومن ثم محاكمته على كل الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب المصري.
كان السيسي، قد زعم في خطابه الأخير أنه يرغب في تحقيق العدالة الاجتماعية بين جميع المصريين وأنه سيبذل كل الجهد لتنفيذ ذلك الأمر، قائلا: "أنا لو ينفع أبيع نفسي من أجل المصريين هابيع" .
تصريح السيسي عن عرضه بيع نفسه لم يكن الوحيد الذي لاقى سخرية واسعة من عموم المصريين، لكن وبحسب مراقبين فإن خطاب رئيس النظام كان مليئا بالسقطات المثيرة للجدل والسخرية في آن واحد.