محمد بن سلمان: السعودية لن تسمح بحرب مع إيران
حول العالم
08 يناير 2016 , 07:32ص
ياسر ادريس
قال سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي ولي العهد السعودي والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أمس لمجلة إيكونوميست البريطانية: إن نشوب حرب بين المملكة العربية السعودية وإيران سيكون إيذاناً بكارثة ستنعكس على بقية دول العالم، مشدداً على أن الرياض لن تسمح بوقوع هذه الكارثة.
وأضاف أن اندلاع هذه الحرب شيء لا نتوقعه على الإطلاق، وأياً كان من يدفع في هذا الاتجاه، فهو شخص لا يتمتع برجاحة العقل.
وتابع الأمير محمد بن سلمان أن الرياض قلقة مما تراه ميلاً من الولايات المتحدة للعب دور أقل في الشرق الأوسط، وأن عليها أن تدرك أنها البلد رقم واحد في العالم، وعليها أن تتصرف على هذا الأساس.
وبسؤاله عن سبب قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، قال بن سلمان إن المقاطعة جاءت بسبب محاولة إيران التدخل في الشأن السعودي بعد إعدام نمر النمر.
وأوضح بن سلمان أن إعدام النمر جاء بعد محاكمة عادلة، وكان لكل المتهمين في القضية الحق في توكيل محامين، كما أن جلسات المحاكمة كانت في العلن، وسُمح فيها بالتغطية الإعلامية، مشيراً إلى أن الحكم لم يفرق بين سني وشيعي، وأنهم خضعوا للمحاكمة التي بدورها تصدر الحكم ثم يتم تنفيذه.
وعن ردود الفعل العنيفة التي أعقبت ذلك في إيران ومهاجمة السفارة السعودية، قال بن سلمان: "نعتبرها شيئا غريبا، أن تكون هناك تظاهرات ضد المملكة العربية السعودية في إيران. ما علاقة إيران بمواطن سعودي ارتكب جريمة داخل المملكة العربية السعودية، وقرار اتخذته محكمة سعودية. ما علاقة إيران بذلك؟ إذا كان هذا يثبت شيئا، فهو يثبت أن إيران حريصة على توسيع نفوذها على حساب دول المنطقة".
ودفاعاً منه عن خطوة قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران قال: "إننا نخشى من حدوث تصعيد. تخيل لو أي دبلوماسي سعودي، أو أحد أفراد أسرهم أو أطفالهم تعرضوا للهجوم في إيران. حينها سيكون موقف إيران أكثر صعوبة. لذلك نحن منعنا إيران من التعرض لمثل هذا الإحراج. لقد تم إضرام النيران في مقر البعثة السعودية في الوقت الذي وقفت فيه الحكومة الإيرانية موقف المتفرج. لو تعرض طفل أو أحد الدبلوماسيين، أو أسرهم للهجوم، ماذا كان يمكن أن يحدث؟ وقتها سيكون لدينا صراع حقيقي وتصعيد حقيقي".
ورأى بن سلمان أن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران خطوة لم تسبب مزيدا من التوتر بين السعودية وإيران، لأن التصعيد الإيراني قد وصل بالفعل مستويات عالية جدا، مضيفا: "نحن نحاول بأقصى ما في وسعنا تجنب حدوث تصعيد جديد، ونتعامل فقط مع الإجراءات والخطوات التي تم اتخاذها ضدنا".
وأجاب ولي ولي العهد السعودي عن سؤال: هل نشوب حرب مباشرة بين المملكة وإيران أمر محتمل؟ بالقول: "إنه أمر لا نتوقعه على الإطلاق، وكل من يدفع باتجاه الحرب هو شخص ليس في كامل قواه العقلية. لأن الحرب بين المملكة العربية السعودية وإيران هي بداية لكارثة كبرى في المنطقة، وسوف تنعكس بقوة على بقية العالم. بالتأكيد لن نسمح بأي شيء من هذا القبيل".
وبسؤاله: هل تعتبر إيران العدو الأكبر لكم؟ أجاب: "لا نتمنى ذلك".
وبشأن انتهاء الحرب في اليمن، قال: "لا أحد يستطيع أن يتنبأ بوقتها، من أعظم الجنرالات إلى أصغرهم"، مشيرا إلى أن القرار يتم اتخاذه مع وزارة الشئون الخارجية، ووزارة الدفاع، والمخابرات، ومجلس الوزراء، ومجلس الشئون الأمنية والسياسية، وبعد ذلك تقدم التوصيات للملك سلمان، ملك السعودية، موضحا أنه سيقدم التوصيات الملائمة لطبيعة القرار.
ورفض التقارير التي تُشير إلى أنه صاحب قرار الحرب في اليمن، حيث قال إن الأمر ليس له علاقة بمنصبه، ولكن بالتهديدات التي كانت يشكلها الحوثيون على حدود البلاد، وأنه لا يوجد بلد في العالم يقبل أن تكون حدودها مهددة، خاصة أن الجماعة تعاملت بتجاهل تام لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وأوضح أن السعودية كانت لها عدة أهداف من العملية العسكرية في اليمن، والتي هدفت لتعطيل القدرات الرئيسية لهذه الميليشيات وتدمير %90 من ترسانة الصواريخ الخاصة بهم، ثم جاءت عملية الحل السياسي في اليمن.
ووصف ثورات الربيع العربي التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط بأنها "الاختبار الحقيقي الذي وضع الحكومات الرسمية وغير الرسمية على المحك"، قائلا: إن الأنظمة التي كانت تمثل شعبها استمرت والأنظمة التي غفلت عن شعبها انهارت.
وأكد وزير الدفاع السعودي أن الرياض قلقة مما تراه ميلا من الولايات المتحدة للعب دور أقل في الشرق الأوسط، وقال: "على الولايات المتحدة أن تدرك أنها البلد رقم واحد في العالم وعليها أن تتصرف على هذا الأساس".
وكشف الأمير محمد بن سلمان في الحوار مع الصحيفة البريطانية، عن إعجابه برئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل صاحب مقولة: "الفرص تأتي من الأزمات".
ولفت إلى حلمه بتخلص المملكة من الاعتماد على النفط باقتصاد قوي وقوانين شفافة.