إطلاق برنامج وطني صحي يستهدف طلبة المدارس
            
          
 
           
          
            
                 محليات 
                 07  ديسمبر  2015 , 05:31م  
            
            
           
          
            
              الدوحة - قنا
            
           
            
          
            أعلن المجلس الأعلى للصحة، اليوم، عن تنفيذه للبرنامج الوطني الصحي المدرسي، ابتداء من الفصل الثاني للعام الدراسي الحالي؛ بهدف دمج البرامج الصحية الحالية في برنامج وطني متكامل، لتوفير مجتمع صحي مدرسي.
وتهدف هذه الخطوة إلى تطبيق برنامج صحي توعوي شامل وموحد؛ يلبي احتياجات المدارس ويعمل على تعزيز صحة الطلاب والمجتمع المدرسي بصفة خاصة، وصحة المجتمع ككل وإكساب المعرفة وتنمية المهارات والارتقاء بالعادات الصحية لدى أفراد المجتمع المدرسي، إلى جانب تنشيط وتحفيز الطلاب للمشاركة الفعالة في أنشطة تعزيز الصحة في المدارس. 
ونظم المجلس الأعلى للصحة - اليوم - اجتماعا تنسيقيا للتعريف بالبرنامج؛ شارك فيه ممثلون عن المجلس الأعلى للتعليم ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية وكلية طب وايل كورنيل في قطر والأكاديمية الأولمبية القطرية واللجنة الأولمبية ومستشفى الطب الرياضي إسبيتار، إلى جانب مديري المدارس المستقلة.
وقال الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، مدير إدارة الصحة العامة بالمجلس الأعلى للصحة، في كلمة ألقاها بالمناسبة، إن الاجتماع التنسيقي يهدف إلى تدشين هذا البرنامج الوطني المهم، والتعريف بأهدافه ومخرجاته وآلية تطبيقه، وذلك بالتعاون مع شركاء الأعلى للصحة الرئيسين؛ حيث تم الاتفاق على هذا التعاون بهدف دمج البرامج الصحية الحالية في برنامج وطني صحي مدرسي متكامل لتحقيق مجتمع صحي مدرسي.
وأضاف أن المجلس الأعلى للصحة اتخذ المبادرة قبل أربعة أشهر، بالتحديد في الثامن من شهر سبتمبر الماضي، وذلك بالتعاون مع المجلس الأعلى للتعليم، لوضع خطة استراتيجية يتم من خلالها توحيد جميع البرامج الصحية الحالية، لتكون ضمن برنامج وطني صحي مدرسي متكامل، وتم عقد اجتماعات مع العديد من الشركاء في مختلف المؤسسات بالدولة، وذلك لإعداد خطة عمل تشمل إعادة هيكلة البرامج الصحية في جميع مدارس دولة قطر.
وأشار مدير إدارة الصحة العامة بالمجلس الأعلى للصحة إلى أنه، في العام الماضي، بدأ فريق عمل تعزيز الصحة والأمراض غير الانتقالية بإدارة الصحة العامة في المجلس الأعلى للصحة، برئاسة الشيخة الدكتورة العنود بنت محمد آل ثاني، بدراسة حول مخططات النمو لطلاب المدارس من الفئات العمرية من 5 إلى 19 سنة، التي تسلط الضوء على بعض الإحصاءات الخاصة بنمو الطلاب.
وأوضح أن نتائج هذه الدراسة أظهرت وجود مشاكل صحية لدى الطلاب؛ متمثلة بزيادة الوزن والسمنة التي شكلت نسبة تتراوح بين 16% إلى 22% بين طلبة المدارس في المراحل الابتدائية إلى الثانوية، وذلك نتيجة قلة الوعي والمعرفة بالعادات الصحية السليمة مثل الغذاء الصحي والنشاط البدني.
وأفاد الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني بأن البرنامج الوطني الصحي المدرسي سوف يتطرق للقضايا الصحية ذات الأولوية، ويضع نظاما تعليميا تفاعليا موحدا لإشراك الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور في معرفة المزيد عن قضايا الصحة، والأهم من ذلك زيادة معرفتهم لتعزيز قدرتهم للحفاظ على صحتهم.
بدورها استعرضت الشيخة الدكتورة العنود بنت محمد آل ثاني - مديرة تعزيز الصحة والأمراض غير الانتقالية بالمجلس الأعلى للصحة، رئيسة اللجنة الوطنية للتغذية والنشاط البدني - أهم آليات تنفيذ البرنامج الوطني الصحي المدرسي، الذي يعمل على دمج جميع البرامج الصحية التوعوية التي تستهدف المدارس في برنامج صحي توعوي واحد وشامل.
وقالت - في عرضٍ قدَّمَتْهُ في هذا الإطار - إن البرنامج يسعى بالإضافة إلى الأهداف الأخرى إلى إيجاد بيئة مدرسية صحية وآمنة، وتقوية الروابط بين المدارس المختلفة والتعزيز الفعال لصحة العاملين بالمدارس، إلى جانب توثيق الروابط والتعاون بين المجتمع المدرسي والمجتمع ككل.
كما يهدف البرنامج إلى استخدام الموارد البشرية والمالية بشكل صحيح وفعال، وزيادة التواصل والتعاون بين الجهات المعنية بتعزيز الصحة في المجتمع، مما يفتح المجال للتعاون في تطبيق برامج صحية توعوية تستهدف الفئات الأخرى من المجتمع.
وتحدثت الشيخة الدكتورة العنود بنت محمد آل ثاني عن معطيات إطلاق هذا البرنامج؛ وهو أن هناك أكثر من جهة تلعب دورا مهما في مجال برامج تعزيز الصحة، كما أن هناك العديد من البرامج الصحية المطبقة في المدارس إلى جانب وجود رغبة من جميع الجهات المعنية للتعاون في سبيل تقديم الأفضل، وعمل موقع إلكتروني، يمْكن أن يستخدم بشكل فعالٍ لدعم البرنامج الصحي الموحد الذي يستهدف المدارس.
وأشارت إلى أن الفائدة المرجوة من البرنامج بالنسبة للطلبة هي تحسين صحتهم البدنية والنفسية والاجتماعية، وتحقيق الإفادة القصوى من العملية التعليمية، وتعلم مهارات خاصة تمكنهم من تعزيز صحتهم في الوقت الحاضر، والمحافظة عليها في المستقبل، إلى جانب فوائد أخرى للتربويين؛ تتمثل في تحسين حالتهم الصحية والمعنوية، مما يمكنهم من أداء رسالتهم بكفاءة، فضلا عن فوائد للنظام الصحي والمدرسي، تتلخص في زيادة نسبة كفاءة هذا النظام باستخدام الموارد المتاحة والتقليل من هدر الموارد، وفوائد أخرى للأسرة والمجتمع، تكمُن في تحسين الصحة العامة وتحسين الحالة الاجتماعية والاقتصادية.
وفي معرض حديثها عن الخطة لتطبيق البرنامج، أوضحت الشيخة الدكتورة العنود بنت محمد آل ثاني، أنه سيتم تشكيل فريق مكوَّن من الجهات المعنية بتطبيق برامج تعزيز الصحة في المدارس؛ لمتابعة تطبيق البرنامج، ويترأسه المجلس الأعلى للصحة، إلى جانب قيام جميع الجهات المعنية بتعزيز الصحة التي تقوم بتطبيق برامج صحية في المدارس، وبذل الجهود في تطبيق برنامج وطني موحد، ودمج جميع البرامج الأخرى للبرنامج بالإضافة إلى استخدام الموقع الإلكتروني للتواصل مع المجتمع المدرسي وتوفير المواد التثقيفية الصحية التوعوية.
وأضافت أن طرق التطبيق تتمثل في إيجاد أفضل السبل لدمج البرامج الصحية المدرسية، ضمن برنامج وطني موحد؛ بما يضمن عدم تكرار الموضوعات واختيار الموضوعات التي سيتم التطرق إليها، من خلال البرنامج والتوقيت المناسب لطرحها، واختيار الجهات الأخرى التي سيتم إدخالها في البرنامج، مع العمل على تطوير الموقع الإلكتروني الخاص بالبرنامج.
ويتكون البرنامج الوطني الصحي المدرسي من عدة عناصر؛ أهمها التثقيف الصحي والبيئة المدرسية الصحية والخدمات الصحية والخدمات الغذائية والتربية البدنية والصحة النفسية والإرشاد، والاهتمام بصحة العاملين في المدارس، كذلك الاهتمام بصحة المجتمع المجاور للمدرسة.
ويشارك في تنفيذ البرنامج إلى جانب المجلس الأعلى للصحة كل من: المجلس الأعلى للتعليم ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية وكلية طب وايل كورنيل ومستشفى الطب الرياضي "أسبيتار"، واللجنة الاولمبية والأكاديمية الأولمبية القطرية.
وخلال الاجتماع التنسيقي تحدث ممثلو هذه الجهات عن أهمية هذا البرنامج، والدور الذي يمكن أن تضطلع به كل جهة في سبيل تحقيق أهدافه المرجوة.
كما أكدوا الحاجة إلى عقد دورات تقييمية مستمرة، لتنفيذ البرنامج، وإطلاق حملات توعية بأهميته، مع الأخذ بعين الاعتبار خاصية كل جهة متعاونة في التنفيذ وضرورة التنسيق المستمر بينها.
وفي تصريح للصحافيين، قالت الشيخة الدكتورة العنود بنت محمد آل ثاني، إن برنامج التغذية والنشاط البدني ساعد كثيرا في الترصد لأهم المشاكل الصحية التي يعاني منها الطلبة، التي تتركز في السمنة وزيادة الوزن بصفة عامة، كذلك قلة الوزن والتقزم في المرحلة الابتدائية.
وأشارت إلى أن تطبيق البرنامج سيبدأ مع النصف الثاني من العام الدراسي الحالي؛ وذلك عن طريق توجه فريق من البرنامج لكل المدارس المستقلة وتوزيع استبيانات على الطلبة، وكذلك عقد جلسات محادثة معهم وهو ما يعرف بالاستبيان الشفوي، الذي سيتم مع الطلاب، كذلك مع أولياء الأمور لمعرفة المشاكل الصحية لدى الطلبة، وما الذي يرغبون فيه لتحسين صحتهم ونشاطهم البدني.
وأوضحت أنه في النهاية سيتم الخروج بدليل إرشادي موحد للبرنامج، تلتزم بتطبيقه كل مدرسة، حيث ستقوم هيئة التعليم بتقييم المدارس التي تطبق البرنامج، ووضع ذلك في نتائج التقييم السنوي لكل مدرسة.
م . م /أ.ع