الصفحات المتخصصة
07 ديسمبر 2012 , 12:00ص
بقلم: بسام جرار
قال تعالى في سورة الإسراء، الآية 60: «وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرةَ الملعونةَ في القرآن».
يرى جماهير المفسرين أنّ الشجرة الملعونة هنا هي شجرة الزقّوم، ويرى بعضهم أن المقصود بها اليهود.
الملاحظ أنّ القرآن الكريم لم يلعن شجرة الزقّوم، وبالتالي كيف يمكننا أن نقول: إنها الشجرة الملعونة؟! لذلك قال بعض المفسرين: إنّ المقصود بالملعونة؛ أي: الملعون آكلها. وهذا تقدير تأباه اللغة العربيّة، ثم إنّ اللعن، الذي هو الطرد من الرحمة، لا يكون إلا للمكلفين، والشجرة، كما هو معلوم، غير مكلفة، ولم ترتكب جُرماً حتى تُلعن.
وقال بعضهم: إنّ الشجرة هي وسيلة لتعذيب الكفار ومن هنا جاء اللعن. وهذا المعنى تأباه اللغة، ويأباه العقل، ويأباه النص القرآني؛ لأنّ خزنة جهنم هم من الملائكة، ولا يتصور لعنهم لمجرد أنّ لهم علاقة بتعذيب الكفار.
وعليه نرى أنّ آراء جماهير المفسرين مضطربة في القول بأنّ الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم المذكورة في القرآن الكريم، وما نجده اليوم في كتب التفسير هو نوع من متابعة بعض المفسّرين لبعض.
يقول تعالى: «الشجرة الملعونة في القرآن». وهذا يعني أنّه لا بد أن نجد لعنها في القرآن، وبالرجوع إلى ألفاظ اللعن في القرآن الكريم نجد أنّ (لَعَنَ) ومشتقاتها قد وردت (41) مرة. ولوحظ أنّ منها (18) مرة وقع فيها لعن اليهود على وجه الخصوص، ولم يشترك غيرهم معهم في هذه اللعنات، أمّا باقي اللعنات فإنها كانت للكافرين، أو الظالمين، أو الكاذبين… ولا شكّ أنّ اليهود يشتركون في هذه الصفات مع غيرهم، وعليه أَلَا تكون هذه الملاحظة الإحصائية مؤشراً على أنّ اليهود هم الشجرة الملعونة في القرآن؟ ولا ننسى أنّ الكثير من الأفكار والمذاهب والمدارس المنحرفة هي من صنع اليهود، أو هي متأثّرة بعقائدهم؛ كالماركسية، والوجودية، والماسونية… والمستهدف بهذه الأفكار والمذاهب هم البشر، الذين نزلت رسالات السماء رحمة بهم. أفلا يستحق اللعنة كل من نصّب نفسه عدواً لله ولرسالاته، وعدواً للحق والعدل؟! ألم يخبرنا الواقع بأنّ هذا هو مسلك اليهود عبر العصور المختلفة وإلى يومنا هذا؟ بل إنّ القرآن الكريم ينص على أنّ هذا سيكون مسلكهم إلى يوم القيامة.