الفن القطري المعاصر يتألق في كتارا حتى ديسمبر

alarab
أفراح ومناسبات 07 نوفمبر 2024 , 01:22ص
محمد عابد

يتواصل حاليا في المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا معرض الفن القطري، وذلك في القاعة 2 بمبنى 19 في كتارا. ويضم المعرض، الذي يستمر 6 شهور، مجموعة من الأعمال الفنية من مختلف المدارس الفنية تجمع بين اللوحات الفنية والمجسمات وأعمال الخزف وغيرها لـ 20 فنانا وفنانة من الفنانين القطريين من مختلف الأجيال وهم: خليفة العبيدلي، وخالد الفهد، وحصة كلا، ولينا العالي، وأحمد السبيعي، وآمنة البدر، محمد منصور وأحمد الحداد، ورقية المهندي، وعلي دسمال الكواري، وإيمان السعد، وهيفاء الخزاعي، ونورة آل طوار، وبخيتة السادة، وحميد القحطاني، وسالم الهاجري، ودانة عبدالجبار، ومحمد بوحليقة، وسعاد الدوسري، وطفلة الكواري.


ويعتبر معرض الفن التشكيلي القطري من المعارض الدائمة حيث يقام على مدى ستة أشهر حيث افتتح في يوليو الماضي ويستمر حتى ديسمبر المقبل ضمن إستراتيجية كتارا للاهتمام بالفنانين القطريين. ونجح هذا المعرض في اجتذاب فنانين جدد وأفرز أعمالا راقية ترتقي إلى مستويات عالمية لكبار الفنانين القطريين، فالمعرض يقدم تجربة فنية متنوعة وباقة من المدارس الفنية للمشاركين، حيث نجد أعمالا فيها المزيج بين التجريبي والواقعي كما في أعمال هيفاء الخزاعي، وأعمالا واقعية مثل أعمال علي الكواري، ونورا آل طوار، إلى جانب أعمال الخزف الرائعة لحميد القحطاني، فضلا عن أعمال النحت لسالم الهاجري.
ففي أعمال علي الكواري ينقل في لوحتين جمال الخيول العربية ضمن مدرسة الواقعية الفنية، ليأتي أسلوب فني وتقنية جديدة يستخدمها الفنان خليفة العبيدلي، والذي يقدم 3 أعمال فنية مستلهمة من البيئة المحيطة، من خلال منح الصورة الفوتوغرافية عمقا أكبر مستخدما الطباعة بالأساليب القديمة التي تعود للقرن الثامن عشر الميلادي والمعروفة بـ «سيانوتايب» أو «الطباعة الزرقاء» وهو نوع قديم من الطباعة كان يستخدم في المخطوطات والكتب، حيث اعتمد العمل على استخدام أوراق الشجر من الحديقة التي تحتوي على أنواع متعددة مثل السدر والنخيل والليمون وغيرها ليتم استخدامها بعد التجفيف بطريقة فنية.
ويحتفي المعرض بجماليات الزخرفة العربية وكذلك الخط العربي في أعمال الفنانة إيمان السعد التي استخدمت في إحدى لوحتيها الخط الديواني مع زخرفة الرومي المذهبة، مستخدمة ألوان الجواش والإكريليك بالإضافة إلى الذهب الأصلي على ورق مقهر ما يعكس جمال هذا الفن العربي الأصيل، إلى جانب عملها الذي تعتمد فيه الخط الكوفي الفاطمي، معبرة عن الصافنات الجياد بجانب رأس الحصان مع زخرفة الرومي المزخرفة بألوان الإكريليك.
 ومن مدرسة الحروفية وجمالها تتكامل معها أعمال الفنانة حصة كلا عبر عملين أحدهما من الأحجام الكبيرة، والعمل الثاني مجموعة من اللوحات الصغيرة 20 في 20 سم، والعمل الأول عبارة عن محاكاة للموروث القطري في نسيج من الزخارف الجبسية على الوارش القديم والزخارف المستخدمة فيه والنقوشات الموجودة قديما وامتزجت مع البيئة الصحراوية من خلال النبات البري، يبدو الحرف العربي بانسيابه الجمالي دليلا على حضور الحرف العربي وتأثيره في اللوحة متضمنا بعضا من الأهازيج الوطنية.
المرأة القطرية
وهذه الفنانة هيفاء الخزاعي التي اختارت أن تعبر عن المرأة القطرية من خلال ملابسها التقليدية المميزة مثل العباءة، والجلابية، والبرقع، وثوب النشل وفيها استخدمت الأكريليك بأسلوب حديث يتضمن تجريد شكل الملابس ما يضفي جمالا على اللوحات.
ولم يغب التراث القطري عن المعرض وهنا تبرز مشاركة الفنانة التشكيلية سعاد الدوسري في عملين ينتميان إلى المدرسة الواقعية، فجاءت اللوحة الأولى عن حيوان المها من البيئة القطرية، أما اللوحة الثانية فهي عن الأسواق الشعبية المجاورة لعين حليتان في الخور.
ويسحر الزائر محمد منصور بلوحتين تشعان جمالا الأولى في أسلوب واقعي فالأولى تقدم الصقر بمخالبه القوية وعيونه الراصدة للفريسة، في حين ينقلنا إلى الهدوء والجمال مع الطفولة وجمالها الهادئ، لكن لينا العالي اختارت التغريد بعيدا في لوحتها التي جعلتها حداثية الموضوع تجريبية الأسلوب زاهية المنظر في لوحة تعكس حنان الأمومة.
ولم يخل معرض الفن القطري من أعمال فنية أخرى خلاف اللوحات من أبرزها الخزفيات لحميد القطحاني وأحمد الحداد، إلى جانب عمل تكوين لأحمد السبيعي والذي اختار فيه التشكيل بالمعدن ليكون أيقونة أجمل في منتصف المعرض.
كما شارك سالم محمد الهاجري بقطعتين فنيتين، الأولى على شكل شراع سفينة خشبية، ضمن المدرسة التجريدية باستخدام المواد من البيئة القطرية معتمدا على رمال الصحراء وتمت كسوتها بالخشب والثانية على شكل قطرة ماء استخدمت فيها نقشة من نقوش بعض القطرات وليعكس فيها الفن التجريدي ليعكس الموروث بطريقة جمالية..