

أول تحدٍ يُواجه مُراجعي عيادة التغذية .. «تبني نمط حياة صحي ورياضي»
الوقت المبذول في العناية بصحتك هو بالتأكيد وقت مُستثمر
أكدت موضي الهاجري - مديرة قسم التغذية العلاجية والمجتمعية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية – أهمية وضع خطط لاستثمار الأوقات، وأثر ذلك على الصحة، مُشيرة إلى أهمية وضع خطة لاستثمار وقت المونديال في الصحة والتطوير المعرفي وتعلم مهارات حياتية جديدة، خاصة أن كثيراً من المراجعين في عيادة التغذية العلاجية والمجتمعية يعد أول تحدٍ يواجههم هو كيفية تبني نمط حياة صحي ورياضي من خلال الشكوى بعدم وجود الوقت الكافي بسبب الالتزامات الأسرية وتدريس الأبناء ومُتابعة تحصيلهم العلمي، إضافة إلى الشكوى من طول وقت ومدة الدوام الوظيفي الذي يمنعهم من تحضير وتناول الوجبات الغذائية الصحية المتوازنة والمتكاملة، ونتيجة لذلك يكون البديل السريع هو الطلب من المطاعم الخارجية التي تُعِد وجبات ذات سعرات حرارية عالية.
وقالت الهاجري في تصريحات خاصة لـ «العرب»: مع صدور قرار الدولة بأن يكون العمل عن بُعد ابتداءً من الأول من نوفمبر، حتى الاثنين 19 ديسمبر 2022، وتقليص عدد الموظفين المُتواجدين في جهات العمل الحكومية إلى 20 % من إجمالي عدد الموظفين لكل جهة، فيما سيُباشر 80% من المُوظفين عملهم عن بُعد من الساعة 7 إلى 11 صباحاً، فمن خلال هذا القرار ستختفي الشكوى الدائمة من قلة الوقت، وعدم قدرتنا على تبني نمط صحي وممارسة رياضية تفيدنا على المدى القريب والبعيد.
وأضافت مديرة التغذية الصحية والمجتمعية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية: الوقت المبذول في العناية بصحتك هو بالتأكيد وقت مُستثمر، سيوفّر لك المزيد من الوقت على مدى عمرك لتقوم باستغلاله في زيادة جودة حياتك وتحقيق أهدافك وطموحاتك التي ترجوها، حيث ينغمس معظمنا في العمل والحياة عموماً ويتخذ الصحة كونها أمراً مسلماً به ويظنه دائماً، إلى أن يفاجئه جرس الخطر، ليدق فجأة مع تزاحم الأمراض خاصة تلك التي نطلق عليها أمراض العصر.
جدول يومي صحي
وأكدت أهمية مُمارسة الرياضة ووضعها كمهمة أساسية في جدولنا اليومي، والنوم لفترات كافية ومناسبة لصحتنا، فكل هذا سيساعدنا على إدارة وقتنا بشكل أفضل لأنه سيوفّر لنا القدرة والطاقة اللازمتين لإنجاز باقي المهام اليومية المُقرّرة علينا.
ونصحت بزيارة أخصائي التغذية العلاجية والمُجتمعية المتواجد في المراكز الصحية، لأخذ نظام غذائي صحي محسوب السعرات الحرارية الخاصة لكل شخص، وتصحيح المعتقدات الغذائية الخاطئة، ورفع مستوى الوعي الغذائي من خلال تبني السلوكيات الغذائية الصحية.
وقالت الهاجري: كما لا ننسى دور المُتابعة الدورية مع أخصائي التغذية للتأكد من ملاءمة النظام الغذائي والحصول على النتائج، وتحقيق الأهداف من خلال الاستشارات الهاتفية لأخصائي التغذية العلاجية عن طريق الاتصال على الرقم 107 أو أخذ الموعد على تطبيق (نرعاكم).
الاستفادة من اليوتيوب
وأضافت: كذلك يمكننا الاستفادة من قنوات اليوتيوب المُعتمدة من قبل عدة جهات رياضية موثوقة، تقوم بإعداد ونشر الفيديوهات المُفيدة لعمل التمارين الرياضية مع مدربين رياضيين مُعتمدين، وتحديد ساعة يومياً لعمل هذه التمارين سواء تمارين التنفس أو التمارين الهوائية أو تمارين المقاومة.
وأوضحت أنه يمكن أيضاً أخذ الاستشارة الرياضية بخصوص أنواع التمارين وكيفية مُمارستها بشكل صحيح من خلال الاتصال على مدرب الصحة العامة بالمركز الصحي، إضافة إلى الاستفادة من حدائق الفرجان للمشي والاستفادة من أشعة الشمس وفيتامين «د» واستغلال الممشى الخاص لكل منطقة لمُمارسة المشي أو ركوب الدرّاجات الهوائية.
الطعام غير الصحي
وقالت موضي الهاجري: من ضمن الأخطاء السلوكية، التي تم رصدها وقت جائحة كورونا، التفنن بالطبخ وعمل أطباق شهية ذات سعرات حرارية عالية، والتي تسبّب بدورها التخمة والخمول والكسل، وتراجع الاهتمام بالطعام الصحي، خاصة أن الطعام يعكس العديد من الجوانب والعوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للفرد والمُجتمع، فالطعام ليس مجرد احتياج بيولوجي للإنسان، أو مصدراً للطاقة والغذاء، لكن تأثير الظروف المُختلفة المحيطة يظهر على أصناف الطعام وطرق إعداده والعادات المُرتبطة به.
الأطعمة مُرتفعة السعرات
وأضافت: لقد ازداد استهلاك الأطعمة مُرتفعة السعرات، وزادت مبيعاتها من خلال الاندفاع في شراء كميات كبيرة من التسالي والحلويات والشيبس والمكسّرات المُملحة والمقلية والمشروبات الغازية وغيرها، وأيضاً ازداد إقبال المُستهلكين على ما يُعرف بالطعام المُريح، وهو الطعام الذي يحمل قيمة غذائية قليلة ويتميز بمستوى مرتفع من الكربوهيدرات والسعرات الحرارية (الوجبات السريعة)، والتفسير الفسيولوجي لهذا السلوك هو أن الجسم يميل إلى الرغبة في تناول أطعمة عالية السعرات وغنية بالسكر في الأوقات الفراغ.
المُبالغة في المشتريات
وحذّرت من المُبالغة في المشتريات، فقالت: نصيحتي شراء ما يكفيك لنحو أسبوعين تقريباً وذلك كي تُقلِّل من اندفاعك في الشراء، واقضِ بعض الوقت في المنزل لكتابة قائمة باحتياجات الغذائية الأساسية مثل مصادر البروتين مثل (الدجاج - اللحم - الأسماك)، الخضراوات الطازجة (الخضراوات الورقية وغيرها) والفواكه الطازجة الطبيعية (البرتقال -الكيوي -التفاح وغيرها)، النشويات مثل (الأزر -الخبز الأسمر -المعكرونة بكميات محدودة) الألبان مثل (الحليب أو اللبن أو الجبن أو اللبنة كلها منتجات قليلة الدسم) دون اندفاع أو مبالغة.
وأضافت: أخيراً يجب علينا المُحافظة على هذا الكنز الثمين الذي نمتلكه «الوقت» وألا نستدير لنقضي ساعات مع منشورات وسائل التواصل الاجتماعي غير المفيدة ونستنفذ ساعات أخرى أمام التلفاز لمشاهدة برامج ومسلسلات لا تخصنا بأي شكل من الأشكال، ثم ننتهي من ذلك لنبقى على الهاتف أوقاتًا طويلة نتحدث في أشياء غير مُجدية ولا تنقلنا إلى أي خطوة مهمة في حياتنا، فيمكننا النظر إلى الوقت كرصيد لا يختلف كثيراً عن المال، ونريد أن نستثمره في خلق ذكريات جميلة وفوائد عائدة علينا، وعدم السماح لأي دقيقة بالمرور دون الاستفادة منها في حياتنا واستغلالها من خلال تعلم لغة جديدة أو مهارات جديدة مثل مهارات الحوار والإقناع والذكاء العاطفي وأخذ دورة في الآيلتس ودورات في الادخار وفتح مشاريع استثمارية صغيرة.