

«الجمعية القطرية» تقدم خدمات عديدة للمصابين بطيف التوحد وأسرهم
برامج للسباحة وركوب الخيل وتأهيل للكبار من المصابين
ننظم كثيراً من الرحلات لهذه الفئة.. ونعقد ورشاً لرفع الوعي لدى أسرهم
برامج الجمعية قائمة على الدعم المقدم من مختلف الجهات
عدم توفر الدعم أو انقطاعه من الجهة الداعمة يعني توقف البرنامج
أكدت الشيخة جواهر فهد جاسم آل ثاني - رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للتوحد – أن الجمعية تقدم العديد من الخدمات للمصابين بطيف التوحد وأسرهم، ومن بينها برامج للسباحة وركوب الخيل وتأهيل للكبار من المصابين بالتوحد، وغيرها من البرامج المهمة، منوهة بتنظيم كثير من الرحلات لهذه الفئة، إضافة إلى عقد ورش تحرص من خلالها الجمعية على رفع الوعي لدى أسر المصابين بالتوحد.
وكشفت الشيخة جواهر في حوار لـ «العرب» عن خطط لفتح برنامج تأهيلي للبالغين من المصابين بالتوحد، وخطط للجمعية القطرية لدمج عدد من المصابين بالتوحد في سوق العمل بالتعاون مع عدة شركات، إضافة إلى خطط الجمعية لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد وأسرهم ممن يمرون بمرحلة الإنكار.
وقالت: إن برامج الجمعية قائمة على الدعم المقدم من مختلف الجهات، وإن عدم توفر الدعم أو انقطاعه من الجهة الداعمة يعني توقف البرنامج، مشيرة إلى أن الجمعية يمكنها إضافة الكثير من البرامج لولا قلة الدعم المتوفر لها، وإن الجمعية ما زالت في حاجة لدعم كبير، خاصةً لبرامج البالغين من المصابين بالتوحد.
وأضافت إن 700 منتسب من المصابين بالتوحد منضوون تحت مظلة الجمعية، وأن لكل منتسب بطاقة انتساب للجمعية يتم تجديدها كل 3 سنوات، وأن الدولة توفر الكثير من الخدمات، ولكنها في مجملها ما زالت قليلة مقارنةً بما يحتاج إليه المصابون بالتوحد وأسرهم.
ودعت رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للتوحد، كافة أسر المصابين بهذا المرض إلى التسجيل في الجمعية، مؤكدة أن أبواب الجمعية مفتوحة للجميع، كما أعربت عن تمنياتها بأن تجد الجمعية الدعم الكافي من القطاعين العام والخاص، خاصةً أن البرامج متوقفة على الدعم المقدم لها، «فإن غاب الدعم لا تكون قادرة على خدمة هذه الفئة العزيزة»، وأن يكون الداعم ليس محددا بوقت معين، مقدمة الشكر للجهات التي كانت سنداً للقطرية للتوحد في خدمة المصابين.
وإلى نص الحوار:
أكدت= ما هي أبرز جهود الجمعية القطرية للتوحد في خدمة المصابين بالاضطراب؟
تقدم الجمعية القطرية للتوحد العديد من الخدمات للمصابين بطيف التوحد وأسرهم، ومن أبرزها برامج السباحة وركوب الخيل وبرنامج تأهيلي للكبار من المصابين بالتوحد، والكثير من الرحلات التي ننظمها لهذه الفئة، وكذلك الورش التي نعمل من خلالها على رفع الوعي لدى أسر المصابين بالتوحد.
مساعدة المصابين وأسرهم
ما هو دور الجمعية في مساعدة المصابين بالتوحد من كبار السن وأسرهم؟
بدأ البرنامج في عام 2019 واستمر لمدة سنة وشهر ثم توقف بسبب جائحة كورونا وباشر بالعمل لمدة ثلاثة اشهر في سنة 2021 ثم توقف مرة أخرى، وكان البرنامج مدعوما من عدة جهات، وتم تقديم العديد من الورش، وحرصنا خلال البرنامج على تعليم الكبار كيفية الاعتماد على النفس، وألا يعتمد المصاب بالتوحد على أسرته، وأن يستقل بحياته، كما علمناهم تنظيم الملفات والطباعة على القمصان والأكواب، وغيرها من النشاطات التي تضمنها البرنامج.
وقد حرص سعادة الدكتور غيث بن مبارك الكواري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، والشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني، مدير الإدارة العامة للأوقاف، على زيارة المشاركين بالبرنامج، للتعرف على الأغراض التي قام أبناؤنا من المصابين بالتوحد بصنعها.
كما أننا في الجمعية القطرية للتوحد حرصنا على تنظيم رحلات للمصابين بالتوحد، ليتعرفوا على طريقة التعامل مع الآخرين، كذلك حرصنا على تنظيم رحلات لهم للشواطئ للترفيه، إضافة إلى تعريف المصاب بالتوحد بكيفية تنظيف غرفته وتنظيم أغراضه وغيرها من الأمور.
سبب توقف البرنامج
ولماذا توقف هذا البرنامج المهم والمتميز؟
برامج الجمعية قائمة على الدعم المقدم من مختلف الجهات، وعدم توفر الدعم أو انقطاعه من الجهة الداعمة يعني توقف البرنامج، بل ويمكننا إضافة الكثير من البرامج لولا قلة الدعم المتوفر لنا، فما زلنا في حاجة لدعم كبير، خاصةً برامج البالغين من المصابين بالتوحد، فنحن في حاجة لاختصاصيين على مستوى عالٍ من الكفاءة وأن يكونوا مرخصين من وزارة الصحة العامة، وأن تكون لديهم رخصة للقيام بهذه المهام، وكل أخصائي يكون معه مرافق ومساعد.
كم عدد المستفيدين من خدمات الجمعية؟
عدد المصابين بطيف التوحد المنضوين تحت مظلة الجمعية القطرية للتوحد هو 700 منتسب من أبنائنا المصابين بهذا الطيف، ولكل منتسب بطاقة انتساب للجمعية يتم تجديدها كل 3 سنوات.
= ما الخدمات المتوفرة للمنتسبين؟
نوفر كافة خدمات الجمعية لكل المنتسبين، منذ بداية اكتشاف إصابة الطفل بالتوحد، فلدينا مستشار يمكن للأسرة الرجوع له بعد تشخيص الطفل بهذا الطيف، ويتعرف ولي الأمر على الجلسات التي يحتاجها الطفل، سواء النطق أو العلاج الوظيفي أو الالتحاق بالحضانة أو المركز الخاص أو المدارس الحكومية، وكلها استشارات نوفرها للأسر، وغيرها من الخدمات.
كيف تقيمون الخدمات التي توفرها الدولة للمصابين بالتوحد؟
تولي دولة قطر اهتماما كبيرا بالمصابين بالتوحد، وتوفر الكثير من الخدمات، ولكنها في مجملها ما زالت قليلة مقارنةً بما يحتاج إليه المصابون بالتوحد وأسرهم، خاصةً وأن عدد المصابين كبير، ونتمنى أن يكون المسؤولون عن الخدمات المقدمة للمصابين بالتوحد لديهم الخبرات الكافية، وأن يستشيرونا في حال طرح أي خدمات جديدة، وقد كان لنا تعاون بالفعل مع العديد من الجهات، ليتمكنوا من تقديم الخدمات للمصابين بالتوحد على الوجه الأمثل، ونتمنى أن تتواصل معنا كافة المؤسسات في حال أرادوا تقديم أي خدمة للمصابين بالتوحد.
أبرز الداعمين
من هم أبرز الداعمين لبرامج الجمعية؟
بعض الجهات حريصة على تقديم الكثير من أوجه الدعم للجمعية، لتتمكن من خلال برامجها أن تخدم المصابين بالتوحد وأسرهم، وأبرزها 9 جهات:
قطر الخيرية.
مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية.
الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
نادي السد الرياضي (قدم لنا مبنى تابعا للجمعية وبرامج السباحة التي تقدم 4 مرات أسبوعياً للمنتسبين للبرنامج).
صندوق دعم الأنشطة الاجتماعية والرياضية.
توتال قطر.
مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
مكتب السليطي للمحاماة .
مبادرة «نحن هنا».
ما هي أبرز ملامح الخطط المستقبلية للجمعية؟
نخطط لفتح برنامج تأهيلي للبالغين من المصابين بالتوحد، ونخطط لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد وأسرهم، ممن يمرون بمرحلة الإنكار، حيث لا يعترف أولياء الأمور بإصابة الطفل بالتوحد نتيجة للصدمة التي يمرون بها، فيكونون في حيرة ما الذي عليه أن يفعلوه، لذا سنعمل على مد يد العون لهم، خاصةً أن الفترة الماضية شهدت تأثيرا على الجمعية والخدمات التي تقدمها، وسنعمل على إعادة الخدمات مع عودة الحياة لطبيعتها بصورة كبيرة، وهي الخطط التي توقفت بسبب الجائحة.
كما أننا مقبلون على خطوة مهمة جداً، فلدينا خطط لدمج عدد من المصابين بالتوحد في سوق العمل، بالتعاون مع عدة شركات.
كيف انعكس إطلاق الخطة الوطنية للتوحد على خدمة المصابين بطيف التوحد؟
لاحظنا بعد إطلاق الخطة الوطنية للتوحد تعاون الكثير من الوزارات معنا، في حين أن وزارات أخرى وجدت أنه ستكون هناك صعوبة في التعاون مع الجمعية، ولكن إجمالاً ومنذ إطلاق الخطة الوطنية هناك الكثير من التغير في طريقة التعاطي مع المشكلات المتعلقة بأطفال التوحد.
وأود أن أنوه أيضاً بأن بعض الامتيازات التي وفرتها الخطة الوطنية للتوحد تراجعت بصورة كبيرة، وتحديداً منذ 2019، وجدنا تراجعا في هذه الامتيازات.
ومن أبرز الامتيازات التي تم توفيرها، ما وفرته مؤسسة حمد الطبية من أماكن مخصصة للمصابين بالتوحد، فيكون طفل التوحد هو الأولى بالدخول على الطبيب المختص، فهذه الفئة ليست لديها القدرة على الانتظار لأكثر من 5 إلى 10 دقائق، وهو الأمر الذي تفهمته مؤسسة حمد الطبية.
كما أن هذه الميزة تتوفر أيضاً في المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وبعض الخدمات بات لها قسم خاص بأطفال التوحد، من بينها المختبر وطبيب الأسنان وغيرهما من الخدمات.
ما أهمية افتتاح المقر الجديد للجمعية؟
منذ الانطلاقة الأولى للجمعية، طالبنا بأن يكون لها مقر خاص بها، ونحمد الله، أن افتتاح المقر جاء في وقت مناسب جداً، وقد تسلمناه قبل عامين من الإدارة العامة للأوقاف، والمقر يضم الكثير من الخدمات، خاصةً للبالغين والكبار من المصابين بالتوحد، إضافة إلى الكثير من الأنشطة الخارجية، وأخرى بالتعاون مع مؤسسات أخرى.
المجتمع وهذه الفئة
كيف ترون تقبُل المجتمع للمصابين بالتوحد، وهل من تحسن في نظرة المجتمع لهذه الفئة؟
لا شك أن الفترة الأخيرة شهدت تقبل المجتمع بصورة كبيرة للمصابين بالتوحد، ونلمس حرصا كبيرا من أسر الأطفال المصابين بالتوحد على إشراكهم في البرامج المختلفة.
وبهذه المناسبة، أود أن أؤكد على أن الجمعية القطرية للتوحد مفتوحة للجميع، وأننا ندعو كافة أسر المصابين بالتوحد لتسجيل أبنائهم في الجمعية، ونحن نرحب بكافة أبنائنا وأسرهم.
كما أود أن أنوه مجدداً إلى أن برامجنا مرتبطة بشقين مهمين، أولهما وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، ونحن تحت مظلة الوزارة ويجب أن توافق على كافة برامجنا، وتراقب الإنفاق على البرامج وجودة الخدمات المقدمة، وكافة الأمور المتعلقة بنشاطاتنا، والشق الثاني يرتبط بصورة مباشرة بالدعم المتوفر من مختلف الجهات في الدولة.
ما هي رسالتكم لمختلف مؤسسات الدولة؟
نتمنى أن نجد الدعم الكافي من مؤسسات القطاعين العام والخاص، فالبرامج متوقفة على الدعم المقدم لنا، إن توفر نكون قادرين على توفير البرامج والخدمات لأبنائنا المصابين بالتوحد، وإن غاب الدعم للأسف لا نكون قادرين على خدمة هذه الفئة العزيزة علينا جميعاً.. ونتمنى توفير داعم دائم لبرامجنا، وليس محددا بوقت معين، كما نشكر الجهات التي كانت سنداً لنا في خدمة أبنائنا المصابين بالتوحد، خاصةً أن الكثير من المصابين بالتوحد وأسرهم تأثروا بصورة كبيرة خلال جائحة كورونا.