أوزبكستان.. عراقة الحضارة وبلد «الإمامين»

alarab
محليات 07 يونيو 2023 , 02:30ص
الدوحة - العرب

تفخر جمهورية أوزبكستان بثراء ثقافتها وتقاليدها التي نسجت على مر قرون عديدة، ما جعلها متفردة في تاريخها وحضارتها الضاربتين عبر الأزمان.
وتقع أوزبكستان على مفترق طرق طريق الحرير إذ جمعت على أراضيها العديد من المعالم المعمارية، والحصون والقلاع القديمة، والآثار الطبيعية الفريدة من نوعها، وعناصر الفولكلور، حيث يوجد العديد منها اليوم تحت حماية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم الثقافة (اليونسكو) وبرامجها لصون المواقع الأثرية.
وتضم القائمة التمثيلية للتراث العالمي لـ»اليونسكو» حتى الآن: 4 مجمعات معمارية - محمية متحف «إيشان كالا» في خيوة (1990)، المركز التاريخي لبخارى (1993)، المركز التاريخي لسمرقند سمرقند - مفترق طرق الثقافات (2001)، المركز التاريخي لمدينة «شهرسبز»، حديقة أوغام تشاتكال الوطنية (2016) و9 آثار للتراث غير المادي.
ومنذ استقلالها، ركزت أوزبكستان ليس فقط على الحفاظ على التراث الثقافي من خلال أعمال ترميم الآثار، ولكن أيضا على تعزيز الوعي الوطني والاعتراف بالثقافة العالمية، خاصة أنه على مدى أكثر من ألف عام، أصبحت المآذن والقباب القديمة نوعا من السمة المميزة للعديد من المدن الأوزبكية، وهي صورة خلابة للمناظر الطبيعية الحضرية ومؤسساتها الدينية والتعليمية.
وفي أوزبكستان المستقلة، اكتسبت الإبداعات الفريدة للمهندسين المعماريين القدماء مكانة خاصة، حيث تعد من التراث الثقافي الذي لا يقدر بثمن، وتخضع لحماية خاصة من الدولة. ونظرا للعلاقات المتميزة بين قطر وأوزبكستان في جميع المجالات، ومن بينها التعاون في المجال الثقافي، فقد تم في سبتمبر 2022 توقيع مذكرة تفاهم بين مكتبة قطر الوطنية ومركز الحضارة الإسلامية التابع لمجلس الوزراء بجمهورية أوزبكستان بهدف تعزيز التعاون في جهود صون التراث الوثائقي وحمايته والحفاظ عليه، وتيسير الوصول إليه.
وتتيح المذكرة للمؤسستين التعاون في مجال تبادل المطبوعات والإصدارات، وقوائم المخطوطات في مجموعات كل منهما، وتبادل النسخ الرقمية للمخطوطات التي تندرج ضمن المشاع العام حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، كما تسهم في تعزيز نشر المعرفة والتعلم من خلال التبادل الثقافي.
وفي هذا الإطار، تسعى مكتبة قطر الوطنية، بصفتها مركز /‏الإفلا/‏ الإقليمي لصون المواد التراثية والمحافظة عليها في الشرق الأوسط والدول العربية، إلى تعميق التعاون الثنائي مع مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان في مجال حفظ الكتب والمخطوطات العربية والإسلامية وصونها.
كما تحتضن مكتبة قطر الوطنية نماذج من أعمال علماء أوزبكستان ضمن مقتنيات المكتبة التراثية بمكتبة قطر الوطنية، ومن أبرزهم البخاري والترمذي، والخوارزمي، والبيروني وابن سينا، وكذا المعجم المفهرس للمخطوطات العربية والإسلامية في طشقند، والمصحف الضخم الشهير «بيسنغور القرآن» 800 هـ /‏ 14000 م.