رحب متحف قطر الوطني الجديد بما يزيد عن 132 ألف زائر خلال شهر من افتتاحه في الثامن والعشرين من مارس الماضي في تأكيد على دوره كإحدى المؤسسات الثقافية الحيوية في البلاد.

واجتذب المتحف الآلاف من المواطنين والمقيمين والسائحين ليخوضوا تجربة تفاعلية فريدة في رحلة مميزة عبر معارضه الرقمية ومقتنياته التاريخية وعروضه البصرية والصوتية المبهرة.

وعلى مدار ثلاثين يومًا، استضاف المتحف العديد من الفعاليات التي تنوعت ما بين ورش العمل والعروض التقديمية واللقاءات مع أبناء المجتمع، حيث رحب المتحف خلال تلك الفترة بعدد من أشهر الفنانين العالميين، ليتحول المتحف إلى قبلة للعائلات وكل من يود التعرف على ثقافة دولة قطر وقاطنيها.

ونظم متحف قطر الوطني ندوة هي الأولى من نوعها في قطر تعنى بعدد من الدراسات حول زوار المتاحف والمؤسسات الثقافية.

وكان من بين أبرز المحاضرين في تلك الندوة السيد جو هارغريفز، مدير مؤسسة موريس هارغريفز ماكنيتاير للاستشارات، والدكتورة أليكساندرا بونيا، الأستاذة في دراسات المتاحف بكلية لندن الجامعية في قطر، والدكتورة كارين إكسل، أخصائي أول تطوير المتاحف بمتحف قطر الوطني.

وتسنى للحضور كذلك الاستفادة من العروض التقديمية والمقدمة الثرية التي ألقاها البروفيسور جون إتش فوك من معهد الابتكار في التعليم بجامعة أوريغون ستيت.

وقالت سعادة الشيخة آمنة بنت عبدالعزيز آل ثاني مديرة متحف قطر الوطني في تصريح اليوم: "بعدما أمضينا أكثر من عقدٍ من التخطيط والتنفيذ في بناء هذا الصرح شكلًا ومضمونًا، يسرنا اليوم ببالغ الفخر أن نرحب بالشعب القطري وضيوفنا من جميع أنحاء العالم في هذا المتحف التفاعلي المثير الذي يقدم للزائر تجربة متعددة المستويات"، مشيرة إلى أنه منذ اللحظة الأولى، أدركت متاحف قطر ومعها فريق متحف قطر الوطني ضرورة تقديم تجربة حية للمواطنين والمقيمين، منوهة بأن المتحف له قلب ينبض بالحياة. حيث تم إنشاء صالات عرض مفعمة بالحركة والصوت والألوان تستولي على ألباب الجمهور وتدفعه للانغماس فيها بحواسه وعواطفه وذهنه. 

وأضافت: "بنينا محتوى إبداعيا وأصيلا شديد الثراء سيجد معه الزائر شيئا جديدا في كل مرة يرتاد فيها المتحف. والآن حان وقت الاكتشاف".

كما استضاف المتحف فريق "الكشافات الأمريكيات بالخارج" حيث تسنى لهن القيام بجولة شاملة تضمنت العديد من المحطات في أولى فعاليات البرنامج الصيفي لمتحف قطر الوطني.

وقد صمم البرنامج الصيفي وفق منهج يعتمد على استكشاف العديد من الأفكار ومن بينها على سبيل المثال موضوع الاستدامة، حيث يوفر المتحف لزواره بتجهيزاته ومرافقه المتنوعة فرصة الاستكشاف والبحث عن الإجابات بأنفسهم عبر جمع مجموعة من البطاقات.

وفي السياق ذاته، ومن خلال العلاقات المتينة التي تربط متاحف قطر بمدارس الدولة، ومن بينها التعاون عبر عدد من البرامج التفاعلية الشاملة وأهمها مجلس المعلمين والذي تقدم من خلاله العديد من الوسائل والمواد التعليمية الإبداعية، واستقبل 18 مدرسة حيث تعرف الطلاب على صالات المتحف ومقتنياته.

ويقدم متحف قطر الوطني ومعلموه جولات ترحيبية تشمل كيفية الاستفادة من الموضوعات والأفكار بالمتحف داخل قاعات الدراسة وتطوير المناهج، حيث بإمكان المدارس من الآن حجز ورش العمل في سبتمبر القادم.

ومن المقرر أن ينظم متحف قطر الوطني العديد من الفعاليات والأنشطة خلال الفترة الصيفية ومن بينها إطلاق مبادرة حقيبة الأنشطة حيث سيكون بإمكان العائلات وأطفالهم الحصول عليها من الاستقبال.

وستتيح تلك المبادرة الوصول إلى العديد من الأنشطة المصممة خصيصا للعائلات والأطفال خلال كل معرض يقومون بزيارته.

وبالتعاون مع مركز أصدقاء البيئة، سيقوم متحف قطر الوطني بتركيب أقفاص لتربية الحشرات في معارض البيئة الطبيعية ليتمكن الزوار من تعلم وملاحظة دورة حياة الحشرات، وسيقوم خبراء مركز أصدقاء البيئة بتقديم معلومات مفصلة عنها لضيوف المتحف.

ومن خلال العمل مع قبة الثريا الفلكية التابعة للمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، يعتزم متحف قطر الوطني إطلاق برنامج يتضمن لقاءات مع الخبراء داخل المعارض، وعرض أفلام تتعلق بالملاحة الفلكية والممارسات التقليدية.

من المقرر أن يحتفل متحف قطر الوطني في فصل الخريف بافتتاح ملاعبه الخريفية، حيث ينظم المتحف أسبوعا كاملا من الاحتفالات العائلية والتي تتضمن مجموعة من العروض الدرامية والأفلام والفنون ومنافذ لبيع الأطعمة.