

                            هذا الكتاب امتداد لما سبقه من كتب درست عهد النبوة وعهد الخلافـة الراشدة، وقد صدر منها: السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث، أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، والحسن بن علي (رضي الله عنهم جميعاً)، وقد سميت هذا الكتاب: «الدولة الأموية؛ عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار».
ويتحدث هذا الكتاب عن الجذور التاريخية للأسرة الأموية، وشهادة التاريخ بين الهاشميين والأمويين، وموقف بني أمية من الدعوة الإسلامية، وعن الأمويين الذين أسلموا منذ بداية الدعوة الإسلامية، وعن المصاهرات بين بني هاشم وبني أمية، وعن شخصية معاوية بن أبي سفيان وعصره (رضي الله عنه)، فيتطرق لاسمه ونسبه وكنيته وأسرته، ويتكلم الكتاب عن دور بني أمية في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعهد الخلافة الراشدة. 
كما يتطرق الكتاب إلى اختلاف الصحابة في الطريقة التي يؤخذ بها القصاص من قتلة عثمان، وإلى معركة صفين، ودوافع معاوية في عدم بيعة علي (رضي الله عنهما)، وخروج معاوية إلى صفين، وبداية المناوشات بين الطرفين، والموادعة بينهما، ومحاولات الصلح، ثم نشوب القتال، ثم الدعوة إلى التحكيم.
ووضحت صفات معاوية رضي الله عنه والتي من أهمها: العلم والفقه، والحلم والعفو، والدهاء والحيلة، وعقليته الفذة وقدرته على الاستيعاب، وتواضعه وورعه، وبكاؤه من خشية الله، ونقلت ثناء العلماء على معاوية. وعن سياسته الداخلية، من الإحسان إلى كبار الشخصيات من شيوخ الصحابة، وأبنائهم، وحسن علاقته مع الحسن والحسين وابن الزبير وابن عباس (رضي الله عنهم)، وبينت بطلان تعميم معاوية سب أمير المؤمنين علي على منابر الدولة الأموية. 
كما أوضحت حرص معاوية على مباشرة الأمور بنفسه وتوطيد الأمن في خلافته، فتحدثت عن مجلسه في يومه، وعن الدواوين المركزية التابعة له. وعن حسن اختياره للرجال والأعوان، وتكلمت عن حياته في المجتمع، وعن اهتماماته العلمية والتاريخية والشعرية واللغوية والعلوم التجريبية. وأفردت مباحثَ في علاقته بالخوارج، ووسائله في تحجيم دورهم وإضعافهم، وبينت النظام المالي في عهده، ومصادر دخل الدولة. وتكلمت عن مؤسسة الشرطة في عهد معاوية وواجباتها، وتحدثت عن مؤسسة الولاة والإدارة في عهد معاوية (رضي الله عنه)، وأهم الأقاليم التابعة لدولته، وأسماء أشهر ولاته وأهم أعمالهم في تلك الأقاليم. هذا وقد وصفت حركة الفتوحات في عهد معاوية (رضي الله عنه) ضد الدولة البيزنطية، واهتمامه بفتح القسطنطينية، وتخطيطه الاستراتيجي للاستيلاء عليها، كاهتمامه بدور صناعة السفن في مصر والشام، وتقوية الثغور البحرية بهما، واستيلائه على الجزر الواقعة شرقي البحر المتوسط، وتحصينه أطراف الشام الشمالية. وعن مواصلة معاوية فتوحاته في الشمال الأفريقي. ولخصت أهم الدروس والعبر والفوائد من الفتوحات، والتي من أهمها: أثر الآيات والأحاديث النبوية في نفوس المجاهدين، وسنن الله في الفتوحات. وتحدثت عن الأيام الأخيرة من حياة معاوية.
وتحدث الكتاب عن عهد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وأهم صفاته، وبيعته، وموقف الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير منها، والأسباب التي أدت إلى خروج الحسين، وعن موقف يزيد من أحداث الكوفة، وعن أحداث معركة كربلاء، واستشهاد الحسين بن علي (رضي الله عنهما)، وبينت من المسؤول عن قتل الحسين، وحذرت من الأساطير التي نسجت حول مقتل الحسين رضي الله عنه، ووضعت أهم الدروس والعبر والفوائد من سيرته في نقاط. ومن ثم تحدثت عن خلافة معاوية بن يزيد، ومدة حكمه، وتنازله عن الخلافة، وتركه للأمر شورى.
ثم تعرضت لخروج مروان بن عبد الحكم على ابن الزبير، وأهمية مؤتمر الجابية، ومعركة مرج راهط في حسم الصراع لصالح البيت الأموي. ومن ثم دخلت في عهد عبد الملك بن مروان، وصراعه مع الخوارج، ودور المهلب بن أبي صفرة في القضاء على الخوارج الأزارقة، وتكلمت عن جهود عبد الملك في توحيد الدولة، والقضاء على الفتن والتمردات الداخلية، وعن النظام الإداري، وأهم الدواوين التي كانت في عهده. وذكرت النظام المالي في عهده وأشرت إلى القطاع الزراعي والصناعي، ودور عبد الملك في إحداث دور ضرب العملة، وتعريب النقد، وتطرقت للعمارة والبناء، والنظام القضائي والشرطة في عهده، واهتمامه بالعلماء والشعراء.
وبعد ذلك، بحثت في خلافة الوليد بن عبد الملك، وتحدثت عن أهم أعماله الحضارية والإنسانية، من توسيع المسجد النبوي، وبناء المسجد الأموي، والمستشفيات في عهده، وكفالة الدولة للمحتاجين، وتطوير الطرق، وتوسيع الحركة الإسلامية على أوسع نطاق في الشرق والغرب. ومن ثم دخلت في عهد سليمان بن عبد الملك، وتحدثت عن سياسته العامة، وعلاقته بالعلماء، وتقريبه لعمر بن عبد العزيز ورجاء بن حيوة. ومن ثم دخلت في عهد الإصلاحي الكبير والمجدد الشهير عمر بن عبد العزيز، فتحدثت عن حياته وسيرته وطلبه للعلم، وعن خلافته وبيعته، ومنهجه في إدارة الدولة، واهتمامه بالشورى والعدل، وسياسته في رد المظالم وعزله لجميع الولاة الظالمين، ورفع المظالم عن الموالي وأهل الذمة، وعن الحريات في دولته، كالحرية الفكرية والعقدية والسياسية والشخصية، وحرية التجارة والكسب، وذكرت أهم صفاته، كشدة خوفه من الله تعالى، وزهده، وتواضعه، وورعه، وحلمه، وصفحه وعفوه، وصبره، وحزمه، وعدله، وتضرعه ودعائه، واستجابة الله له، وتحدثت عن معالم التجديد عند عمر بن عبد العزيز.
وتكلمت عن اهتمام عمر بن عبد العزيز بعقائد أهل السنة والجماعة، في توحيد الألوهية، وفي باب أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وفي مفهوم الإيمان والإيمان باليوم الآخر والمعتقدات الغيبية. وبحثت في حياته الاجتماعية، واهتمامه بأولاده وأسرته، ومنهجه في تربيته لأولاده كاختيار المعلم والمؤدب الصالح. وتحدثت عن المدارس العلمية في عهده، وعهد الدولة الأموية، كمدرسة الشام والحجاز، والعراق ومصر ...إلخ، وأخذت مدرسة الحسن البصري مثالاً على ذلك. ويعد عمر بن عبد العزيز نموذجا إصلاحيا لمن يريد السير على منهاج النبوة وعهد الخلافة الراشدة. 
وفي الكتاب، تحدثتُ عن عهد يزيد بن عبد الملك وهشام، وعهد الوليد بن يزيد، ويزيد بن الوليد، وإبراهيم بن الوليد، وأشرت إلى أهم أعمال يزيد وهشام، واعتبرت وفاة هشام بداية الانحدار والضعف للدولة الأموية. 
وتعرضت للدعوة العباسية وجذورها التاريخية ومشروعها الذي قدمته لأتباعها في المرحلة السرية والعلنية، وتكلمت عن قيادتها، وهيكلها التنظيمي والبعد التخطيطي. كما تحدثت عن الخليفة الأموي الأخير مروان بن محمد، وجهوده في القضاء على الثورات التي اندلعت في عهده، وعن انتصار العباسيين على الأمويين في معركة الزاب، وأفردت مبحثاً لأسباب سقوط الدولة الأموية، وناقشتها من خلال سنن الله في حركة المجتمعات وبناء الدول وسقوطها.
إن تاريخ الدولة الأموية تعرض لهجمة شرسة من قبل خصوم الأمويين وأعدائهم، وحاولوا طمس كل ما لهم من فضائل وإيجابيات، وتوسعوا في ذكر السلبيات، وافترى هؤلاء الخصوم عليهم الكذب، وقد تحدث الدكتور حمدي شاهين في كتابه عن الدولة الأموية المفترى عليها عن أسباب تزوير التاريخ الأموي، ومناهج المؤرخين في كتابتها. 
هذا وقد انتهيت من هذا الكتاب يوم الثلاثاء الساعة الخامسة وثماني دقائق بعد صلاة العصر بتاريخ 2/ربيع الآخر/1426 هـ، الموافق 10/5/2005 م.
تجدون كتاب الدولة الأموية، متوافرا على الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي على الرابط التالي:
الجزء الأول: 
https://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/37
الجزء الثاني: 
https://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/38