شهدت «العشر الأوائل» من هذا الشهر الفضيل العديد من المبادرات الخيرية التي قامت بها وما زالت العديد من المؤسسات والشركات التجارية والأفراد على حد سواء، حيث تسابق الصائمون على الأعمال الخيرية والتطوعية طمعاً في نيل الأجر والثواب في مواسم الخير.
وتواصل المؤسسات والأفراد تقديم أوجه الخير كل على طريقته بما يعكس مظاهر التكافل الاجتماعي على المستويين المادي والمعنوي، وبدا ذلك جلياً في عديد من صور التكافل التي تهدف لتأكيد أن رمضان هو شهر البر والعطاء؛ حيث يتسابق الجميع في مضمار الخير الجماعي أكثر من أي وقت آخر.
تكافل اجتماعي
ومن صور التكافل، ما تقوم به شركات وأفراد من دعم أوجه العمل الخيري في المجتمع طوال أيام شهر رمضان المبارك، حيث قام العديد من البنوك بدعم مشاريع الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أطلق مصرف قطر الإسلامي (المصرف)، مبادرة منذ بداية شهر رمضان بالتعاون مع قطر الخيرية لتقديم الدعم لأفراد المجتمع المحلي خلال هذا الشهر الكريم، وتمكنهم من تلبية احتياجاتهم المالية بسهولة. وتعاون المصرف مع قطر الخيرية في حملتها الرمضانية «ويؤثرون» للاحتفال بروح العطاء والتكافل في هذا الشهر المبارك. وتتضمن هذه الجهود توزيع وجبات إفطار يوميًا على العمال ذوي الدخل المنخفض. ويقوم المصرف، تحت مظلة هذه المبادرة، بتقديم وجبات الإفطار لمشاريع مختلفة بما في ذلك «موائد إفطار الصائمين» في الخيام المخصصة للعمال، و«الإفطار الجوال»، من خلال تقديم وجبات إفطار خفيفة للصائمين الذين يدركهم أذان المغرب على الطريق، و«الإفطار المتنقل»، حيث يتم توصيل الوجبات مباشرة إلى أماكن إقامة العمال.
مؤونة رمضان
كما شارك طلاب المدارس الحكومية والخاصة في مبادرة «ويؤثرون» من خلال توزيع «مؤونة رمضان» بالتعاون مع قطر الخيرية حيث بلغ عدد المدارس المشاركة فيها حتى الآن 95 مدرسة ابتدائية، وإعدادية وثانوية للبنين والبنات.
وتهدف المبادرة إلى تعزيز قيم التكافل الاجتماعي ومساعدة الأسر محدودة الدخل في شهر رمضان، كما تغرس القيم عند الطلاب كقيمة العطاء ومساعدة الآخرين وغيرها بالإضافة الى إشراك الطلبة في ممارسة العمل الإنساني، حيث شارك من كل مدرسة من 10 إلى 15 طالبا في عمليات التوزيع ولاقت هذه المبادرة ترحيبا من مديري ومديرات المدارس التي تم اختيارها للمشاركة في هذا البرنامج، وفي هذا الإطار قالت السيدة زينب الرياشي مديرة مدرسة الوكرة الثانوية للبنات: «يسعدنا اختيار وزارة التربية والتعليم لمدرستنا ضمن مجموعة المدارس للمشاركة في مبادرة «مؤونة رمضان».
«ويؤثرون»
واختارت «قطر الخيرية» «ويؤثرون» شعارا لحملتها الرمضانية هذا العام من أجل لفت الأنظار إلى أهمية استثمار شهر رمضان المبارك في البذل وعمل الخير لصالح الفقراء والمحتاجين، وصولا إلى منزلة الإيثار التي يعدها العلماء أعلى درجات السخاء وأكمل أنواع الجود، كما أوضح السيد أحمد فخرو، مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع تنمية الموارد والإعلام.
مشاركة كبار السن
ومن بين هذه المبادرات، قام كبار موظفي البنك التجاري بتوزيع علب الإفطار على الأفراد الأقل حظاً، كما عقد البنك شراكة مع جمعية قطر الخيرية لتوفير علب الإفطار للعمال في إحدى خيام الإفطار التابعة لقطر الخيرية. كما شارك فريق البنك التجاري كبار السن في غبقة رمضانية، بالتعاون مع مركز تمكين ورعاية كبار السن (إحسان). حيث أُقيمت الفعالية في مطعم بلهمبار القطري في ميناء الشيوخ، الدوحة - الكورنيش، حيث تبادل الموظفون وكبار السن تجاربهم وخبراتهم الحياتية، خاصة تلك المتعلقة بالتقاليد والموروثات الثقافية.
من جانبهم، تطوع طلاب جامعة أركنساس لتجهيز وتوزيع المواد الغذائية للأسر المحتاجة في قطر خلال شهر رمضان المبارك وذلك بالتعاون مع مبادرة إطعام التطوعية.
«نسعد بسعادتهم»
من جانبهم، نظَّم الطلبة المؤسسون لنادي وعي للتربيَّة الخاصَّة بجامعة قطر بالتعاون مع مركز النور للمكفوفين، فعالية «ابتسم؛ لتنتشر السعادة»، كجزء من مبادرة «نسعد بسعادتهم»، والتي جاءت بِهدف نشر السعادة والإيجابية في المجتمع؛ بمشاركة عدد مِن المنتسبين وتهدف إلى إحياء أجواء رمضانية وإسعادهم. وفي بادرة خيرية فردية تدل على تأصل فعل الخير في المجتمع القطري، حرص أحد البيوت القطرية على توفير مئات الوجبات اليومية للصائمين طوال شهر رمضان الكريم من خلال توزيع صناديق الإفطار على أكثر من 350 شخصاً كل يوم.
خيركم سابق
وينظم الهلال الأحمر القطري مبادرة «خيركم سابق مبادرة خيرية » لإدخال الفرحة على قلوب الأسر المتعففة، وذلك من خلال اقتناء طرود غذائية جاهزة من المجمعات الاستهلاكية، تضم حزمة متنوعة من المواد الغذائية الأساسية لرمضان، لتستفيد منها الفئات الأكثر حاجة لها.
رفقاء الخير
وبالتعاون مع مبادرة إطعام، تطوع طلاب جامعة أركنساس لتجهيز وتوزيع المواد الغذائية للأسر المحتاجة في قطر خلال شهر رمضان المبارك. كل الشكر للمتطوعين والمتطوعات على هذا العمل الخيري.
كما تتواصل مبادرات رفيق الخير في موسمها الرابع في مدينة الخور بتوزيع المواد الغذائية ووجبات لإفطار الصائم، والتي انطلقت بها شركة رفيق في بادرة إنسانية وخدمة مجتمعية تفاعل معها افراد المجتمع القطري من مواطنين ومقيمين خلال ايام شهر رمضان والتي تستهدف الاسر المتعففة وفئة العمال برعاية كريمة من شركة اريد، شركة بلدنا وشريكنا الإنساني قطر الخيرية.
ونجحت المبادرة في تأكيد الثقة بها وتحقيق الدعم المشترك لها من خلال الشراكات، حيث امتدت المبادرة من الشمال نحو الجنوب بهدف دعم الأسر المتعففة وذوي الدخل المحدود وفئة العمال، واستطاعت في موسمها السابق أن تضيف نقطة جماهيرية ثالثة لتوزيع وجبات افطار صائم بساحة نادي الدحيل كان ابطالها اطفال من فئات عمرية مختلفة لنكتسب معهم الاجر ونحقق ذاتنا في خدمة المجتمع وتلبية النداء في الشهر الكريم. وقد تجلى نجاح المبادرة من خلال ردود الافعال والمشاركات الجماهيرية يوميا. وتستمر المبادرة للعام الرابع على التوالي والتي لم تقتصر على المناطق الشمالية والجنوبية فقط بل امتدت للدوحة وضواحيها وابرزها موقع النايت ماركت بالساحة المقابلة لنادي الدحيل، بالإضافة لموقعين مختلفين سيتم الاتفاق عليهما في اقرب فرصة وذلك لإتاحة الفرصة للأطفال وعوائلهم للمشاركة في هذه المبادرة الانسانية التي تستهدف الاسر المتعففة وفئة العمال وعبر التطبيق يتم للمتبرعين اختيار الوجبات والسلال الغذائية ويتكفل فريق رفيق بالتوزيع.
«ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً»
قال فضيلة الشيخ الداعية أحمد البوعينين إن للصدقة في رمضان رمزية وخصوصية علينا ان نبادر إليها ونحرص عليها ولها صور كثيرة، من بينها إطعام الطعام، قال الله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً، إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً، فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرةً وسروراً وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً). فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات، سواءً كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يشترط في المطعم الفقر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم». وقال صلى الله عليه وسلم: (كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. يقول الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان؛ فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك). وقال صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). ولا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط، وإنما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).