د. ثاني بن علي: جهد مؤسسي رائع في حماية المجتمع من تداعيات الجائحة
جابر الحرمي: المسؤولية المجتمعية التزام مستمر.. وتحية تقدير للشركاء
انطلقت أمس أعمال الدورة الثامنة لمؤتمر المسؤولية المجتمعية تحت عنوان «المسؤولية المجتمعية في مواجهة كورونا».
شهدت وقائع المؤتمر قيام سعادة الشيخ ثاني بن علي آل ثاني رئيس جائزة المسؤولية المجتمعية بإعلان عن الفائزين بجوائز 2021، وعقد 3 جلسات حوارية؛ لمناقشة دور الشركات والمؤسسات في مواجهة وباء كورونا العالمي.
في بداية المؤتمر أكد سعادة الشيخ ثاني بن علي آل ثاني، رئيس لجنة المسؤولية المجتمعية بدار الشرق، أن جائحة كورونا «كوفيد - 19» فرضت للعام الثاني على التوالي عقد المؤتمر افتراضياً، وأن نذهب إلى الفائزين بجوائز المسؤولية المجتمعية لتكريمهم في أماكنهم وهو حق علينا.
وأضاف سعادته أن الجوائز والمؤتمر تم إطلاقها هذا العام تحت عنوان «المسؤولية المجتمعية في مواجهة كورونا»، ويسرني أن أتقدم باسم لجنة المسؤولية المجتمعية بدار الشرق بالشكر لمعالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة العليا لإدارة الأزمات، على قيام اللجنة بكل هذا الجهد الرائع والمنسق في مواجهة الجائحة.
وتوجه سعادته بالتهنئة على نجاح أجهزة الدولة في توفير الحماية اللازمة للمجتمع من هذا الوباء صحياً واقتصادياً واجتماعياً.
وأعلن سعادته عن القطاعات الفائزة بجائزة المؤتمر، وهي وزارات: الصحة العامة، والداخلية، والتعليم والتعاليم العالي، والتنمية والعمل والشؤون الاجتماعية، والتجارة والصناعة، ومؤسسة قطر، والمؤسسة القطرية للإعلام، ومركز اللولو هايبر ماركت، والخطوط الجوية القطرية، واللجنة العليا للمشاريع والإرث لدورها المهم في إنجاز مشاريع كأس العالم، و»أريدُ» وشركة سكك الحديد القطرية «الريل» و»غرفة قطر» وجمعية قطر الخيرية، والهلال الأحمر القطري، والمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء».
وأكد سعادته أن التداعيات التي خلفتها هذه في المجتمعات ليست أمراً سهلاً أو بسيطاً أو يمكن معالجته في عام أو عامين، لافتاً إلى أن الأمر قد يستغرق الأمر سنوات طويلة قادمة حتى يستعيد العالم عافيته؛ لذلك فإن المناقشات التي يمكن أن تُجرى لن تتوقف في المدى المنظور.
وأوضح أن المؤتمر سوف يناقش ثلاث قضايا رئيسية، وهي التداعيات الطبية والقانونية والإنسانية للجائحة، إضافة إلى التأثيرات على معدلات الفقر في الداخل أو الخارج، ومناقشة الأدوار التي قامت بها شركات أو مؤسسات حكومية من منظور المسؤولية المجتمعية.
وكان الأستاذ جابر سالم الحرمي -نائب الرئيس التنفيذي لدار الشرق- قد حرص في مؤتمر صحفي مساء السبت الماضي على إعلان تفاصيل مؤتمر المسؤولية المجتمعية، على أن يتقدم بالشكر لرعاة المؤتمر في دورته الثامنة، وهم: «قطر الخيرية» «الشريك الإنساني»، ومركز اللولو «الراعي البلاتيني»، وللرعاة الذهبيين وهم: شركة سكك حديد الريل، والمؤسسة القطرية للكهرباء والماء، والمجلس الوطني للسياحة.
وقال الحرمي: المسؤولية المجتمعية هي التزام مستمر، ونتقدم إلى شركائنا هذا العام بالتقدير والامتنان لاستمرارهم في رعاية هذا المؤتمر في دوراته السابقة والحالية.
دور حيوي لإدارة الأزمات في كبح الوباء
أعرب الدكتور يوسف المسلماني -المدير الطبي لمستشفى حمد العام- خلال الجلسة الأولى بالمؤتمر، عن اعتقاده بأن وجود اللجنة الاستراتيجية كان مهماً جداً لتقديم خدمات طبية متميزة، وهي لجنة تضم كل مقدمي الخدمات الطبية: «وزارة الصحة ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، ومؤسسة حمد الطبية»، وأكد أن لكل جهة من هذه المؤسسات مهمة تؤديها، وأن وزارة الصحة العامة هي المتحكم والمرشد بالنسبة لتقديم الخدمات الطبية سواء كانت في المجتمع أم في المستشفيات.
وتحدث د. المسلماني عن أن تشكيل اللجنة العليا لإدارة الأزمات ضم جميع مؤسسات الدولة، وقد ساعدت اللجنة في أداء المهام بصورة سريعة، واختفت البروقراطية، مما ساهم في التحكم في الوباء ومنعه من الانتشار، وتحقيق التسطيح للفيروس وتقليل عدد المرضي.
وأكد الدكتور محمد مطر رئيس قسم المهارات القانونية في كلية القانون بجامعة قطر، خلال الجلسة، أن العيادة القانونية طرحت مشروع التأثير القانوني لجائحة كورونا في المجتمع خلال الفصل الدراسي للعام 2020، بالاشتراك مع 30 عيادة قانونية في 20 دولة حول العالم، وبمشاركة حوالي 500 طالب.
وذكر الدكتور عبدالمطلب الصديق أستاذ الصحافة بجامعة قطر أن الجهاز الصحي في قطر تمكن من مواجهة «كورونا» بسلاسة، والحد من آثارها الكارثية، وكانت كل الجوانب السلبية التي ظهرت تحت السيطرة على الدوام تنفيذاً لخطة الجهاز الطبي والبحث العلمي.
مشروعات كبرى وخدمات حيوية ومساعدات للخارج
في مستهل الجلسة الثانية تحدّث السيد محمد علي المهندي مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال بالمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء» حول ما أطلق عليه «حرص كهرماء في عام 2020 على الوفاء بمسؤولياتها الوطنية والاجتماعية».
وقال: مضينا قدماً في مشاريعنا الخدمية، كما توسّعت المشروعات والعمليات التشغيلية للمؤسسة بشكل غير مسبوق لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والماء، ولتأسيس البنية التحتية اللازمة لاستقبال الأحداث والمشاريع الوطنية والعالمية المهمة.
وأشار إلى أن «كهرماء» استمرت في عملياتها بثبات وتميز رغم التحديات، وشنّت 28 محطة كهربائية جديدة، كما دشّنت محطات وخطوط النقل المغذية لشبكة الريل وملاعب كأس العالم، بالإضافة إلى تمديد ما يقدر بـ 2043 كم من الكابلات الكهربائية للجهد المنخفض والمتوسط والعالي والفائق.
وأكد السيد محمد الغامدي، مساعد الرئيس التنفيذي للحوكمة والتطوير في قطر الخيرية، أن قطر الخيرية تواجدت خلال جائحة كورونا في نحو 60 دولة حول العالم بتكلفة وصلت إلى نحو 27 مليون دولار، استفاد منها نحو مليون شخص.
وقال محمد ألطاف، المدير الإقليمي لمركز اللولو هايبر ماركت: إن الوباء خلق أحداثاً وأوقاتاً صعبة في مختلف دول العالم. ولكن في قطر كان الأمر مختلفاً بسبب التعاون والتضامن، سواء من الحكومة القطرية، أو من المجتمع المحلي بكافة مؤسساته.
وأكد المهندس عبدالله البشري، مدير إدارة السلامة والصحة المهنية باللجنة العليا للمشاريع والإرث، أن اللجنة اتخذت كل التدابير الاحترازية لضمان عدم تفشي الفيروس بين العمال والموظفين.
وشارك بالجلسة السيد عبدالله المولوي، مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال في سكك الحديد القطرية «الريل»، الذي أكد اتخاذ إجراءات لحماية الركاب وحماية المجتمع، مع استمرار الخدمات، لافتاً إلى تطبيق نظام البطاقات البلاستيكية الدائمة بديلاً عن نظام التذاكر الورقية.
جهود كبيرة لتعزيز قيم المسؤولية
تحدث خلال الجلسة الثالثة 3 من أعضاء لجنة المسؤولية المجتمعية، وهم: الدكتور محمد سيف الكواري نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، والدكتور منصور السعدي القانوني والفائز بجائزة التميز العلمي عن فئة الدكتوراه لعام 2021، والدكتورة بثينة الأنصاري المدير التنفيذي للجنة والناشطة الاقتصادية وخبيرة استراتيجية الموارد البشرية. حاول المشاركون الإجابة على سؤال جوهري وهو «ثم ماذا بعد؟» لمحاولة استكشاف مستقبل المسؤولية المجتمعية في قطر.
وقال الدكتور محمد سيف الكواري نائب رئيس اللجنة الوطنية وعضو لجنة المسؤولية المجتمعية بدار الشرق: «إن سؤال ثم ماذا بعد؟ استراتيجي، وإن اللجنة بذلت جهداً كبيراً للتعريف بمفاهيم المسؤولية المجتمعية خلال السنوات الثمانية الماضية، وأصبح للجوائز التي تقدمها سنوياً متابعون؛ تقديراً للشخصيات وللجهات التي تقوم بهذه الممارسات».
ودعا إلى ضرورة توجيه البرامج والجهود نحو الشباب، في الجامعات والمدارس الثانوية، فلديهم دور يجب إبرازه.
وأوضح الدكتور منصور السعدي أن لجنة المسؤولية المجتمعية نشرت الوعي والتثقيف في أوساط مئات الشركات وآلاف من الأفراد، وتقيم مؤتمرها السنوي وتكريم الجهات الفائزة، كما تصدر كتاباً سنوياً يُسمى «الكتاب الأبيض» لتوثيق الممارسات، كما أصدرت ملحقاً أسبوعياً يوزع مع صحف دار الشرق خاص بالمسؤولية المجتمعية، وقدم هذا الإصدار الكثير من المقابلات والآراء والإحصاءات عن المسؤولية المجتمعية.
وذكرت الدكتورة بثينة الأنصاري أن اللجنة لديها رسالة ورؤية، وتعمل على أبعاد اقتصادية اجتماعية وبيئية.
وقالت: «إننا في قطر قطعنا شوطاً طويلاً لتعزيز مفاهيم المسؤولية المجتمعية، مما أدى إلى تأسيس إدارات وأقسام معنية في شركات القطاع الخاص، وإطلاق العديد من المبادرات الشبابية والتطوعية، ولكن أمامنا تحديات جديدة غير التحديات السابقة.