

صاحب المكتبة لـ «العرب»: لديّ 20 ألف كتاب ومخطوطة بعضها عمره 400 عام
أنصح بجمع التراث الوطني.. حتى تتعرف الأجيال الجديدة عليه عن قرب
واجب «عيالنا» القراءة والتعرف على الوثائق والمخطوطات التراثية
هناك أخطار تحاصر ثروتنا التراثية.. والمخطوطات متناثرة وتحتاج للجمع في مكان واحد
هو عاشق للتراث القطري، لا يملّ من جمعه، ولا يسأم من الحديث عنه، حرص طوال عمره على جمع كل ما يقع تحت يديه من كتب ومخطوطات، واشترى فيلا ليضع فيها هذه الكنوز التي تسرد جزءاً ليس باليسير من تراث قطر ودول المنطقة، بل وجمع كتباً يمتد عمرها لمئات السنين، هو علي عبدالله الفياض، الذي كان لـ «العرب» معه هذا الحوار، الذي حرص فيه على أن يتحدث عن مختلف الأمور المتعلقة بحفظ التراث في الدولة.
ويؤكد الفياض لـ «العرب» أهمية العمل على جمع المخطوطات والوثائق، وحفظها في مكان مخصص لها، معتبراً أنها جزء من تاريخ الدولة، الذي يجب أن تتعرف عليه الأجيال عن قرب، ويشير إلى أن مكتبته تضم أكثر من 20 ألف كتاب ومخطوطة ومجلة، حرص على جمعها منذ صغره.
ويشدد الفياض على أن ثمة مهددات وأخطاراً تحيط بالتراث القطري، حيث إن المخطوطات في قطر متناثرة وغير مجموعة في مكان واحد، مطالباً بجمع هذا التراث والوثائق.
ويشيد صاحب مكتبة علي الفياض التراثية، الذي كان لـ «العرب» لقاء سابق معه قبل 25 عاماً، بما تحققه وسائل التواصل الاجتماعي من نشر واسع للصور والمخطوطات والوثائق التراثية، الأمر الذي جعلها في متناول الجميع، داعياً الأجيال الجديدة إلى التعرف دائماً على التراث.. وإلى نص الحوار:
* في البداية، حدّثنا عن نشأتك.
- نشأت في قرية بمنطقة الشمال، اسمها قرية العريش، والوالد كان شاعراً، بينما كانت الوالدة من الرواة المتميزين، تحفظ كثيراً من الأشعار والقصائد، فنشأت في جو يعبق بحب التراث، تحيط بي كثير من الروايات الشعرية والقصص والروايات.
* ماذا عن مكتبة علي عبدالله الفياض؟
- المكتبة كانت في السابق بمجلس الوالد القديم، وكان لي خزانة صغيرة، أجلب الكتب من مكتبات الدوحة، ومن دول أخرى مثل مصر، وتطورت المكتبة مع انتقالي من بيت الوالد إلى منزلي الخاص، لكن المكان كان صغيراً أيضاً على ما لديّ من الكتب، فانتقلت إلى عدة أماكن وصولاً لعام 2017، وفيه وجدت أن كثيراً من الكتب تأثرت بالأمطار وغيرها، فاشتريت فيلا في الرويس ونقلت الكتب فيها، وهي تحوي 6 غرف، مخصصة لمختلف الكتب التراثية.
* المكتبة مقسمة لعدة أقسام، فما أبرزها؟
- نعم.. المكتبة بها عدة أقسام من قسم لكتب التاريخ أو الكتب الدينية أو المخطوطات القديمة وغيرها، وأغلب الباحثين الزائرين للمكتبة يسألون عن قسم الكتب التي تتطرق لتراث قطر، وكذلك تراث منطقة الخليج.
* وكم يبلغ إجمالي عدد الكتب والمخطوطات في المكتبة؟
- المكتبة تضم تقريباً أكثر من 20 ألف كتاب ومخطوطة ومجلة.
* هل تضم المكتبة ركناً للمجلات؟
- نعم.. فقد خصصت غرفة للدوريات، من صحف ومجلات وغيرها، كونها تتطرق لجزء أساسي من التراث.
* ما أهمية حفظ التراث من وجهة نظركم؟
- حفظ التراث مهم جداً لتعريف الأجيال الحالية والقادمة عليه، ومن خلاله يتعرفون على طريقة عيش آبائهم وأجدادهم وتاريخهم، وبهذا التراث كثير من العبر التي تفيدهم في حياتهم، فالتراث به كثير من الرسائل للحاضر والمستقبل.
* هل ترون خطورة على عملية حفظ التراث؟
- نعم.. ثمة مهددات وأخطار تحيط بالتراث القطري، فالمخطوطات في قطر متناثرة وغير مجموعة في مكان واحد، ونحن في حاجة لمكان نجمع فيه هذا التراث، وكذلك الوثائق، وهي كثيرة في قطر، وتحتاج إلى جمع وحفظ.
* كيف ترون دور مؤسسات الدولة في حفظ هذا التراث؟
- تقوم مكتبة قطر الوطنية بجهد متميز في جمع وحفظ التراث، وقد جلبت العديد من المخطوطات والوثائق من عدة دول، ويتم حفظها بصورة جيدة، وهو جهد مقدر في حفظ تاريخنا وتراثنا.
* هل المخطوطات والوثائق في قطر مجمعة لدى المؤسسات الحكومية؟
- لا.. هناك كثير من الوثائق لدى الأفراد، وكل ورقة من هذه الوثائق لها أهميتها، ونأمل أن يتم جمعها، فنحن في حاجة إلى كل ما يحفظ لنا تراثنا، وكثيرون يتحفظون على المخطوطات والوثائق ولا يرغبون في التفريط فيها، ومن الواجب أن تقوم الدولة بدور في هذا المجال، بأن تعمل على إقناع هؤلاء الأشخاص بتسليم ما لديهم من وثائق، سواء كان بالشراء أو الإهداء، فحتى أوراق العائلات هي جزء من تاريخ قطر، فكل عائلة هي جزء من تاريخ الدولة، ويجب أن يُجمع هذا كله ويوضع في مكان يمثل مركزاً للوثائق، لحفظ هذا التراث سواء كان ثقافياً أو علمياً أو غيرها من المجالات.
* هل ترى أن من يحتفظون بالوثائق لديهم المعرفة الكافية بطرق حفظها؟
- هذا الأمر يعتمد على معرفة كل شخص، وأغلبهم يحافظون عليها بصورة جيدة جداً، تفوق في بعض الأحيان جهد دار الكتب القطرية، أما ما تقوم به مكتبة قطر الوطنية فهو مختلف تماماً، حيث تقوم المكتبة بجهد احترافي في حفظ المخطوطات وصيانتها وترميمها، أما دار الكتب فتعاني بعض الإهمال في حفظ المخطوطات والوثائق لديها.
* ما نصيحتك من أجل حفظ هذا التراث؟
- حفظ التراث جهد مشترك بين الدولة والأفراد، فالكل يجب أن يبادر في هذا العمل، وكل من لديه وثيقة أو مخطوطة يجب أن يحفظها، أما الدولة فعليها أن تحافظ على ما لديها، وأن تجمع أيضاً قدر ما تستطيع من هذه الوثائق في مكان مهيأ.
* هل للتقنيات الحديثة دور في حفظ التراث؟
- بالطبع.. يمكن أن تسهم التقنيات المختلفة في حفظ التراث، وتعكف بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي على عرض التراث القطري والتعريف به، وهو جهد متميز لهذه الحسابات، وقد بات نشر التراث أيسر وأكثر سهولة عما كان عليه في السابق، ويمكن أن يصل بصورة أسرع وأفضل لعدد أكبر من الناس.
* لماذا يعزف البعض عن نشر ما لديه من وثائق على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي؟ فكما قلتم إن كثيراً من الوثائق والمخطوطات بحوزة أفراد وليس مؤسسات الدولة.
- يجب على كل من لديه وثيقة أو مخطوطة أن يعرضها ليتعرف الناس على جزء من التراث القطري، ولكن البعض يكون لديهم أسبابهم في عدم عرض ما لديهم من مخطوطات، كونها تتعلق بشؤون عائلية أو غيرها من الأسباب الخاصة.
* ما نصيحتك للأجيال الجديدة ممن قد يكون بعضهم غير مرتبط بالتراث؟
- ننصح الأجيال الجديدة «عيالنا» أن يهتموا بالتراث، وأن يقرأوا كثيراً بشتى الصور المتاحة لهم، وأن يطالعوا كل ما يقع تحت أيديهم من كتب أو مقالات نافعة، حتى يتعرفوا على التراث بشتى الوسائل، فوسائل المعرفة توسعت بصورة كبيرة، وعلى الإنسان أن يميز الغثّ والسمين.
* كم يبلغ عمر أقدم المخطوطات في المكتبة؟
- المكتبة تضم عدداً من المخطوطات القديمة، ويصل عمر بعضها لمئات السنين، ومن بينها أحد الكتب في علم الفرائض والمواريث، ويعود لعام 1096 هجرية، أي تقريباً في عام 1685م، ما يعني أن عمر الكتاب يصل لأكثر من 330 عاماً.