سلطت ندوةٌ - عقدَها مركز بحوث الخدمات الصحية - الضوء على واقع أنشطة البحث في دولة قطر، والحراك المتسارع نحو تأسيس علاقات تطوير بين مؤسسات ومرافق الرعاية الصحية المتعددة.

وناقشت الندوة - التي استمرت يوما واحدا - آليات تطوير التنسيق بين خبراء الرعاية الصحية؛ حول دور البحث في المجال الصحي بصفته وسيلة لإدخال التحسينات اللازمة عند تقديم الرعاية الصحية للمرضى وأسرهم.

وقال السيد جاري نيدل - رئيس التخطيط والأداء بمؤسسة حمد الطبية -: "إن الدليل المستخلص من البحث في مجال الصحة يجب أن يترجم إلى رعاية صحية أفضل، ويتطلب ذلك مناقشة كيفية استخدام الموارد والبنية الأساسية في مجتمع يشهد نموا وتطورا متسارعا ودراسة مستفيضة مفصلة واستقصاء أكاديميا دقيقا".

وأشار إلى أن نتائج الدراسات والبحوث المتعمقة من شأنها مساعدة الذين ينخرطون في تقديم الرعاية الصحية، من أجل استنباط أساليب جديدة أكثر تطورا ورقيا في التعامل مع المرضى وأسرهم والمجتمعات، واضعين هدفهم الأسمى في التركيز على تحسين نتائج المرضى والتجرِبة الشاملة للمريض.

وخلال الندوة قدم اثنان من المتحدثين الضيوف المشهورين عالميا من أستراليا والمملكة المتحدة كلمات رئيسة بالجلسة الافتتاحية، حيث تحدث البروفيسور ديفيد ثومسون - من الجامعة الكاثوليكية الأسترالية - عن كيفية إسهام البحوث المتراكمة في تحقيق فَهم أفضل لمتطلبات التأهيل الخاصة بمرضى القلب، بينما ناقشت الدكتورة راشيل تشيرشل - من جامعة بريستون البريطانية - استخدام الدليل المكتشف من خلال البحث للإحاطة بالسياسات والممارسات داخل ذلك المرفق الصحي. 

كما ناقش الخبراء المحليون من النظام الصحي الأكاديمي في مؤسسة حمد الطبية، وكلية طب وايل كورنيل قطر، ومركز السدرة للطب والبحوث، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وجامعة قطر، دور عمليات البحث في مجال الخدمات الصحية بدولة قطر، في التطوير الشامل لكفاءة وأداء نظام الرعاية الصحية العام بالدولة. 

من جهته تناول البروفيسور إبراهيم الجناحي - المدير التنفيذي للبحوث الطبية بمؤسسة حمد الطبية - التحديات التي تواجه دولة قطر في الرعاية الصحية.

وقال إن المسيرة التي يقطعها المريض عبر النظام الصحي، بَدْءا من أخذ المواعيد، وصولا للعلاج، تعد كلها مراحل أساسية مهمة، يتم التركيز عليها من قبل البحث في مجال الخدمة الصحية بدولة قطر.

وأضاف أن فحص وتدقيق الخدمات الصحية بدولة قطر، باستخدام البحث القائم للدليل، خطوة حيوية مهمة نحو تحسين الرعاية الصحية الشاملة لسكان الدولة؛ وهو أمر يتطلب التعاون المستمر بين عدد من المجالات ضمن صناعة الصحة، وإنه من خلال جودة البحوث والتحليل يمكن تحديد كيفية إدخال التحسينات.

يشار إلى أن مركز بحوث الخدمات الصحية - الذي افتتح العام الماضي - يسعى إلى ترقية وتطوير جودة ونظام وإدارة الخدمات الصحية، وهو يستقطب الخبرات من مختلف المجالات، بما فيها الاقتصاد والطب والتمريض والإحصاء والإصدارات الدورية والمنهجية والصحة العامة والسياسة العامة والهندسة. 

وتضم شبكة البحوث المحلية أكثر من 600 عضو يسهِمون بخبراتهم في إثراء الأنشطة البحثية بدولة قطر.

أ.س /أ.ع