أكد المجلس الأعلى للتعليم، تفاعلاً مع ما نشرته «العرب» تحت عنوان: «قيود التعليم فتحت باب الدروس الخصوصية لغير المؤهلين»، أكد أن البنود الواردة في الدليل الإرشادي للمخالفات والجزاءات للعاملين بالمدارس المستقلة للعام الدراسي الحالي، نصت على اعتبار تقديم الدروس الخصوصية من المخالفات الجسيمة التي تكون عقوبتها فصل المعلم من الخدمة، مشيراً إلى أن هذا التشديد يأتي في سياق مساعدة المعلم على تركيز طاقته لأداء دوره الجوهري داخل الصف المدرسي وحمل أمانة التكليف بإعداد النشء الصالح لنفسه ووطنه.

وقال المجلس، رداً على شكوى أحد أولياء الأمور المنشورة في «العرب»: «إن هذه القيود لم تفتح باب الدروس الخصوصية لغير المؤهلين، وإنما وضعت لمصلحة المعلم والطالب والأسرة في الوقت نفسه، وعليه فإن من المأمول من أولياء الأمور والطلبة اللجوء إلى المراكز التعليمية المعتمدة بالدولة إذا كانت لديهم رغبة في معالجة ضعف قدرات أبنائهم».

وأضاف أن المدارس لا تقدم دروساً خصوصية كما جاء في التقرير، إنما تقوم بتقديم حصص إثرائية ودروس تقوية للطلبة، مؤكداً أن المجلس يسعى دوما لوضع العديد من الحلول الرامية لتقديم الدعم الأكاديمي للطلاب في المدارس المستقلة في كافة مراحلها.

وأشار إلى أن هذه الحلول على سبيل المثال لا الحصر تتمثل في برامج الحصص الإثرائية، دروس التقوية الصفية، والدعم التعليمي الإضافي للطلبة ذوي الأداء التعليمي المتدني بهدف ضمان تحسين المستوى الأكاديمي للطلبة ورفع قدرتهم على تطوير مهاراتهم الدراسية وبالتالي تجنيب المجتمع تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية.

وكشف المجلس عن تطبيق مشروع الدروس المصورة لمقررات من المناهج المطبقة في المدارس المستقلة مصحوبة بشروحات صورية وصوتية منشورة على موقع المجلس الأعلى للتعليم في روابط إلكترونية تربطها مع موقع اليوتيوب.

وبين أن هذه الدروس المصورة تمكن الطلبة من مراجعة دروس المواد الأساسية والاستفادة من ميزة إمكانية استعادة الشرح لأكثر من مرة مما يمكن الطالب من تكرار الدرس واستيعابه، مشيراً إلى أن الشروحات تتوافر حاليا في مناهج الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات لطلبة الصف الثاني عشر على أن يعمم المشروع ليشمل المواد الأساسية لمناهج كافة الصفوف في وقت قريب.

وجدد مكتب الاتصال والإعلام بالمجلس ترحيبه باستقبال ملاحظات واستفسارات وشكاوى الجمهور عبر صحيفة «العرب»، مؤكداً أخذه لكافة الملاحظات في الاعتبار والتعاطي معها بالتنسيق مع الهيئات والإدارات في المجلس الأعلى للتعليم.

وثمن المجلس الدور الذي يقوم به أولياء الأمور في متابعة أبنائهم وتشجيعهم على أداء الفروض والواجبات المدرسية اليومية والمذاكرة في البيت وعدم اللجوء للدروس الخصوصية بغرض تمكين الأبناء من الحفظ والاسترجاع.

وحث المجلس طلبة كافة المراحل الدراسية على إعطاء المزيد من الانتباه والتركيز للمعلمين خلال تقديمهم الدروس باعتباره أمراً يصب في مصلحتهم ومصلحة الوطن في مستقبل الأيام، كما حثهم على مطالبة المعلم داخل الصف الدراسي بترسيخ المعلومة غير الواضحة وإعادة شرحها.