ولايات أميركية.. الوصول إلى البيت الأبيض إلى من استطاع
حول العالم
06 نوفمبر 2011 , 12:00ص
واشنطن – أ.ف.ب
لم يعرف حتى الآن اسم المرشح الجمهوري الذي سيواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما عام 2012، كما أن وضع الاقتصاد الأميركي بعد عام يبقى مجهولا، غير أن الأمر الأكيد هو أن طريق الفوز بالرئاسة سيمر حتما كما في معظم الانتخابات عبر عدد ضئيل من الولايات الأساسية التي لم تحسم بعد خيارها بين الجمهوريين والديمقراطيين.
ويتطلب الفوز بالرئاسة الأميركية الحصول على أصوات 270 من كبار الناخبين من أصل 538 تضمهم «الهيئة الانتخابية». وتعطي جميع الولايات باستثناء ماين ونبراسكا أصوات جميع كبار ناخبيها إلى المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات، وفق نظام يعرف بـ «الفائز يأخذ كل شيء».
وقال كاري كوفينغتون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة إيوا، إن هذه القاعدة المتبعة «تجعل من كل ولاية يكون فيها هامش الفرق بين المرشحين %5 أو %6 فقط ولاية أساسية».
وفي ظل هذا النظام، فإن عدد الولايات التي يفوز بها المرشح يكون حاسما أكثر من عدد الأصوات التي يجمعها على المستوى الوطني. ففي عام 2000 فاز جورج بوش استنادا إلى عدد الولايات رغم حصوله على عدد أصوات أقل من الديمقراطي آل غور على المستوى الوطني.
وفي كل انتخابات يعطي المرشحون الأولوية لعدد ضئيل من الولايات التي يمكن أن تتغير بحسب نقاط ضعف أو قوة خصومهم أو التطور الديموغرافي.
وفلوريدا (جنوب شرق) الممثلة بـ29 من كبار الناخبين، تكون تقليديا من الولايات التي تشهد أكبر قدر من المنافسة. وقد فاز فيها باراك أوباما عام 2008، وقبله جورج بوش عام 2004. غير أن فوز الديمقراطيين غير مضمون عام 2012 في هذه الولايات التي تضررت بشدة من الأزمة العقارية والبطالة.
ومن ساحات المعارك الكبرى الأخرى التي ستحسم انتخابات نوفمبر 2012 فرجينيا (13 ناخبا كبيرا) وأوهايو (18).
وقام أوباما مؤخرا بحملة في هاتين الولايتين لحشد الدعم لخطته التي تبلغ قيمتها 447 مليار دولار والرامية إلى إنعاش الوظائف في الولايات المتحدة حيث تبقى نسبة البطالة بمستوى %9.1. ولم يكن اختيار أوباما للولايتين من باب الصدفة، حيث إن هزيمته فيهما كما في فلوريدا ستسدد ضربة قاسية لفرصه.
وقد تضاف إلى هذه الولايات الثلاث الأساسية كولورادو (9) ونيفادا (6) وويسكنسن (10) وإيوا (6)، وهي ولايات فاز فيها أوباما عام 2008 غير أن المحافظين في مواقع قوة فيها حاليا. وقال كوفينغتون «سيكون من الصعب (على أوباما) الاحتفاظ بهذه الولايات» لأن الهامش بين الحزبين فيها ضئيل.
لكن أوباما فاز بأصوات 365 من كبار الناخبين عام 2008 وقال كوفينغتون إن الرئيس «ما زال بوسعه الوصول إلى 270 من كبار الناخبين حتى لو خسر واحدة أو اثنتين من هذه الولايات (الصغيرة)» بشرط أن يفرض نفسه في الولايات الأكبر مثل فلوريدا.
في المقابل، تبقى تكساس (38 ناخبا كبيرا بزيادة أربعة عن عام 2008) حصنا جمهوريا، وكاليفورنيا (55 ناخبا كبيرا) حصنا ديمقراطيا. ونادرا ما يقضي مرشحا الحزبين الكثير من الوقت فيهما ما عدا لجمع الأموال، لكون المعركة فيهما محسومة.
غير أن توزيع الولايات الأساسية هذه يمكن أن يتغير على ضوء المرشح الجمهوري الذي سينبثق عن الانتخابات التمهيدية في ربيع 2012. وتشكل ولاية نيوهامشير (شمال شرق) التي فاز فيها أوباما عام 2008 مثالا على ذلك حيث قد تتحول إلى ولاية أساسية في حال فوز المعتدل ميت رومني من الجانب الجمهوري، ما سيرغم الرئيس على تخصيص المزيد من الأموال لها.
وفي حال فوز هيرمان كاين أو ريك بيري المحافظين من الجنوب الأميركي، فسيكون من المرجح بقاء نيوهامشير إلى جانب الديمقراطيين.