بعد مصرع زعيم «فالك».. السلام ليس غداً في كولومبيا

alarab
حول العالم 06 نوفمبر 2011 , 12:00ص
بوجوتا - رويترز
ربما لا يعني مقتل زعيم المتمردين الكولومبيين وضع نهاية سريعة للصراع المستمر منذ نحو خمسة عقود، غير أنه يمثل انتكاسة ضخمة جديدة لأقدم تمرد مستمر في أميركا اللاتينية. كان ألفونسو كانو وهو ناشط طلابي سابق يخضع لضغط من حملة تعقب عسكرية مكثفة. وتولى قيادة الجماعة المتمردة الضعيفة القوات المسلحة الثورية الكولومبية اليسارية (فارك) بعد وفاة مؤسسها عام 2008 وكان ينظر إليه على أنه قائد ذو توجهات سياسية. ? هل سينهي هذا الحرب؟ - من غير المرجح أن يؤدي مقتل «كانو» إلى وضع نهاية سريعة لصراع كولومبيا الطويل. فقد سبق أن فقدت جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية اليسارية (فارك) قادة بارزين بينهم القائد العسكري مونو جوجوي الذي قتل في سبتمبر من العام الماضي، ومع ذلك استمر القتال. وتراجعت قوة المتمردين بشدة بعد نحو عشر سنوات من حملة عسكرية تساندها الولايات المتحدة ضدهم. وعادت الجماعة المتمردة منذ فترة طويلة إلى أسلوب الكر والفر خاصة في المناطق الريفية التي يضعف فيها وجود سلطة الدولة. لكن لا يزال لديها قادة من المستوى المتوسط بما يكفي لشن هجمات بارزة مثل خطف حاكم إقليم محلي من منزله وقتله في نهاية 2009. وسيضعف مقتل كانو بالتأكيد من معنويات المتمردين بدرجة أكبر وربما يتسبب في أن يسلم بعض المقاتلين أنفسهم، لكن فارك مستمرة منذ نحو خمسة عقود وأظهرت مرونة في الماضي. وفي حين أصبحت الاتصالات بين القادة أكثر صعوبة في مواجهة ضغط عسكري ومراقبة متزايدين تتصرف الوحدات بمفردها على نحو متزايد. ويتطور التحالف بين فارك ومنافستها جماعة جيش التحرير الوطني المتمردة ويتألف من قوات شبه عسكرية وعصابات سابقة لتهريب الكوكايين. ويسلط ذلك الضوء على كيفية انشقاق فارك، لكنه يجعل الوضع الأمني أكثر صعوبة. وثبت في الآونة الأخيرة أن مواقع الشرطة النائية باتت أهدافا سهلة لهجمات فارك. لكن محللين يعتقدون أن فارك تفتقر الآن القدرة على شن هجمات مستمرة واسعة النطاق. ? ماذا عن فرص إجراء المحادثات؟ - ثمة سؤالان رئيسيان: ماذا سيكسب قادة فارك من المحادثات، ومن سيمثل القيادة الآن؟ كان ينظر إلى كانو على أنه زعيم سياسي بدرجة أكبر من كونه قائدا عسكريا، وربما أكثر انفتاحا على المفاوضات، لكن شروط المحادثات غير واضحة. ويطالب الرئيس «خوان مانويل سانتوس» فارك بوقف الأعمال العدائية وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم ووقف النشاط الإجرامي قبل الدخول في أي مفاوضات. ولم يذكر كانو في البيانات السابقة الشروط المتشددة لفارك الخاصة بالمحادثات مثل تحديد منطقة منزوعة السلاح. لكن من غير المرجح فيما يبدو حدوث تحول كبير نحو المفاوضات في الوقت الحالي. وربما تطلق فارك على الأمد القصير سراح بعض ضباط الشرطة والجنود الذين لا تزال تحتجزهم رهائن في محاولة للحصول على نفوذ سياسي. ويتعهد سانتوس بالاستمرار في النهج المتشدد رغم أنه لم يغلق الباب دون المحادثات وقد يشجعه مقتل كانو على مواصلة الضغط. وتجعل زيادة قوة المخابرات العسكرية والقدرة على الحركة وقوة النيران من توجيه القوات المسلحة ضربات سريعة لمعسكرات فارك في عمق الأدغال أمرا أكثر يسرا. ? من يحذو حذو كانو؟ - كان «كانو» ومونو جوجوي من بين عدد قليل من كبار القادة الذين يتمتعون بنفوذ كبير، لكن الأمانة العامة المكونة من سبعة أعضاء لا يزال بها زعماء مخضرمون كما أن صفوف فارك مليئة بالقادة من المستوى المتوسط تتجاوز خبرتهم أكثر من عشر سنوات. وكان المسؤولون الكولومبيون يعتقدون فيما مضى أن ما لا يقل عن قائدين آخرين بفارك هما إيفان ماركويز وتيموليون خيمينيث يختبئان في فنزويلا، لكن قادة المتمردين الذين يحاولون استخدام الحدود كملاذ ربما يقعون الآن تحت ضغط منذ رأب صدع العلاقات بين فنزويلا وكولومبيا.